أرشيف - غير مصنف

وحيد القرن

حسن الطيب

 منذ منتصف القرن الماضي كان وحيد القرن هو شعار جمهورية السودان وبعد عقد ونصف من الاستقلال تم استبداله بصقر الجديان, وفيما أعتقد تم ذلك لأن وحيد القرن حيوان يتميز بقصرالنظر فلذلك يهاجم أولاً ثم يتبين لاحقاً, وهذا هو حال الحكومة اليوم. لذلك لن يتغير حال الأمة السودانية،إلا بعد أن تتخلى الحكومة عن التمسك بالسلطة وترتقى إلى مستوى العقدالاجتماعي،الذي يربط بين الحاكم والمحكوم في تجذير الديمقراطية الحقيقية، وتداول السلطة بالطرق السلمية. وهذا لن يحدث لأن المتمسكين بالسلطة لن يتخلو عنها, والدليل علي ذلك ما قاموا بة من تزوير في كشوفات الأنتخابات القادمة حسب حديث الامين السياسي لحزب المؤتمر الوطني ابراهيم غندور، بأن هنالك تزويرا واضحا في معظم مراكز التسجيل بالجنوب. واشار الى وجود ازدواجية في التسجيل اضافة الى تسجيل افراد دون السن القانونية للانتخاب، واضاف: هناك حزب رئيسي واحد في الجنوب يسيطر على كل شيء. فيما قال نائب رئيس مفوضية الانتخابات عبد الله أحمد عبد الله، ان لجنته تحاول معرفة أسباب تلك الارقام المرتفعة. وأخطر من ذلك جاء في مقال د. صديق تاور,عن ضبط اشخاص داخل مركز تسجيل يستخرجون بطاقات انتخابية لأسماء وهمية لا علاقة لها بمركز التسجيل المعني، وبحسب أحد شهود العيان الذي شارك في ضبط وكشف عملية التزوير هذه، ان الاشخاص الذين ضُبطوا (مؤتمر وطني) أقروا بأنهم كانوا يقومون بالتزوير، وطرحوا حلاً هو (ان يتم حرق جميع هذه الدلائل ويعتبروا كل البطاقات من (التالف) وانهم لن يقوموا بتكرار هذا الامر مرة أخرى) القدس العربي 10/1/2010. أذن لا فائدة في حكومة {الوحدة الوطنية} التي تعمل فقط من اجل مصالحها الذاتية والدليل فيمايلي:- اقر د. لوكا بيونق وزير رئاسة حكومة الجنوب القيادي بالحركة الشعبية بأن إجازة قانون جهاز الأمن في البرلمان أحدثت للحركة ربكة وحرج مع أحزاب تحالف جوبا. وأضاف : اتفقنا مع المؤتمر الوطني على عدم الانسحاب من الجلسة المخصصة لمناقشة القانون ولكننا سنصوت ضده وهذا ما حدث بالفعل منوهاً إلى أن الحركة لم تخذل أحزاب تحالف جوبا كما يصور لبعضها. وذكر أن الحركة الشعبية أدخلت مفاهيم واصطلاحات جديدة في مجال السياسة مثل موضوع المهمشين والتغيير الديمقراطي والمصالحة الوطنية. وزاد:« نحن ارتكبنا جرائم بشعة ضد المواطنين» مشدداً على مبدأ المصالحة الوطنية، معتبراً إياه أهم تغيير أحدثته الحركة الشعبية عقب دخولها في الحكم. وأشار إلى أن التحويلات التي كانت تأتي في السابق من المركز للولايات لم تتجاوز الـ 13% والآن عقب نيفاشا تتراوح ما بين 30 إلى 40% من إجمالي الإيرادات القومية، وأوضح أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تمكنا من إحداث تغيير في الجو السياسي بالبلاد للأفضل ونوه إلى أن الوطني الذي يتبنى الطرح الإسلامي والحركة التي تتبنى المشروع العلماني لا شيء يجمعهما سوى اتفاقية نيفاشا.انظر{آخر لحظةالسبت,09 يناير 2010}. وبدورة طالب القيادي بالمؤتمر الوطني الدرديري محمد أحمد بضرورة إبلاغ الشعب السوداني بالمأزق الذي تمر به البلاد، مشدداً على إشراك القوى الحية للعبور إلى بر الأمان، وقال إن الحركة الشعبية همها الأساسي ألا يتحرك الجميع نحو التحول الديمقراطي، وقال في مؤتمر إذاعي أمس إن الدلائل تشير للانفصال وزاد- نريده أن يكون انفصالاً سلساً» مؤكداً أن الفشل ليس في الانفصال بل في قيام الحرب وزاد «أنا أحرص الناس على الوحدة ولكن الحركة أضعفت الفرصة»، مؤكداً حرصهم لافشاء روح التفاؤل، ولكن أشار إلى أن الحركة تريد الانفراد بحكم الجنوب دون إشراك الآخرين حتى لو اشتعلت الحرب, مبينا أن مايجري في الجنوب من قتال أشرس مما كان في عهد الحرب. ولكن نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان نفى بشدة اتهامات الدرديري، وقال ليس للحركة مصلحة في الحرب، مجدداً أن الذين يديرون الحرب هم خارج مسرح الجنوب، موضحا أن نيفاشا ظلت تصطدم بعراقيل وصفها «بتعبئة اللبن القديم في زجاج» مشيراً لفشل حكومة الوحدة الوطنيه خلال الفترة الماضية في مخاطبة قضايا السلام والطعام, وأعلن عن ابتدار برنامج باسم الـ(300) يوم للخروج بالدولة السودانية لبر الأمان , وقال إن دعوة الدريري للانفصال جديدة، مبينا الحركة ملتزمة ببرنامج الوحدة، وطالب بألا يحدد مصير البلاد بمزاج الأفراد.{الاحداث العدد1027} واخيرا اقول:- لا فرق بين تصرف وحيدالقرن وحكومة الوحدة الوطنية غير أن الاول حيوان والثاني أنسان, ورحم الله القائل الناس مصالح ونادرآ ما تجد الخير فيهم سائلآ الله أن يعم السلام أرض السودان التي وصل ضجيجها إلى كافة أصقاع العالم.

حسن الطيب

سوداني مقيم باستراليا

زر الذهاب إلى الأعلى