انتقدت إسرائيل تركيا الاثنين لبثها مسلسلا تلفزيونيا يصور اليهود على انهم خاطفو أطفال ومرتكبو جرائم حرب ما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين.
واستدعى نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون السفير التركي في إسرائيل للاحتجاج على المسلسل، بحسب بيان لوزارة الخارجية. وهذه ثاني مرة تعترض فيها إسرائيل على مسلسل تركي.
وجاء في بيان الخارجية: نحتج باسم الحكومة الإسرائيلية على مشاهد من هذا المسلسل التركي تظهر إسرائيل واليهود انهم خاطفو أطفال ومجرمو حرب.
وأضاف: هذا أمر غير مقبول ويهدد حياة اليهود في تركيا ويهدد العلاقات الثنائية.
وكان ايالون يشير إلى مسلسل جديد بعنوان (وادي الذئاب) تم بثه أصلا على تلفزيون حكومي وأعيد بثه على تلفزيون خاص، قال انه يظهر عملاء من جهاز الموساد الإسرائيلي في صورة سيئة.
ولم تعلق السلطات التركية بعد على استدعاء سفيرها. ولكن الشركة التركية (بانا فيلم) التي تنتج الفيلم أوضحت أن (وادي الذئاب) سيستمر في قول الحقائق والتعرض للمذنبين.
وتساءلت الشركة في بيان بثته وكالة أنباء الاناضول لماذا تشعر السلطات الإسرائيلية التي لا تتردد في قصف الأطفال اللاجئين تحت علم الامم المتحدة (في غزة) بانزعاج من وقائع حقيقية تعرض في وادي الذئاب؟.
وكانت إسرائيل احتجت في تشرين الاول/ اكتوبر عندما عرض التلفزيون التركي مسلسلا تركيا يظهر جنودا إسرائيليين يطلقون النار على أطفال فلسطينيين بدم بارد.
وتركيا هي الحليف الرئيسي لإسرائيل في المنطقة منذ العام 1998 عندما وقع الجانبان اتفاق تعاون عسكري.
وتدهورت العلاقات بين البلدين قبل عام عندما وجهت أنقرة انتقادا شديدا للهجوم المدمر الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في شتاء 2008.
ومن جهة أخرى، نددت وزارة الخارجية الإسرائيلية بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الاثنين، ووصفت كلامه الذي تضمن انتقادا لاذعا لممارسات إسرائيل بالهجوم العشوائي.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية إن كلام أردوغان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الاثنين مع نظيره اللبناني سعد الحريري كان بمثابة هجوم عشوائي على إسرائيل، واتهمته بالسعي الى الاضرار بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
وتابع البيان إن إسرائيل تحرص على عدم المس بشرف تركيا، وترغب في علاقات ثنائية جيدة، الا اننا نأمل بأن نقابل بالمثل.
وختم البيان أن تصريحات أردوغان تضاف إلى البرنامج المناهض لإسرائيل والمعادي للسامية الذي يعرضه التلفزيون التركي وإلى أمور أخرى خطيرة ضد إسرائيل منذ أكثر من عام.
ودعا أردوغان في مؤتمر صحافي عقده مع الحريري في أنقرة الاثنين إلى ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل لانها تستمر في انتهاكاتها الجوية والبحرية وهذا أمر لا يمكن ان نقبل به ابدا.
وذهب أردوغان إلى حد الدعوة إلى اصلاح في هيكلية الامم المتحدة بسبب عدم تطبيق إسرائيل لأكثر من مئة قرار صادر عن مجلس الأمن. وقال إن القرارات التي لم تطبقها إسرائيل قد تجاوز عددها مئة قرار، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة القيام باصلاح في الامم المتحدة، لان لا معنى لهذه القرارات ولا قيمة لها اذا كان يتم اتخاذها ولا مجال لتطبيقها، مضيفا نحن لا نؤيد موقف إسرائيل هذا ولن نبقى صامتين بازاء هذا الأمر.
إسرائيل تدين "تطاول أردوغان" عليها و"تذل" السفير التركي!
و أدانت إسرائيل "بشدة" الاثنين ما وصفته بـ"تطاول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على إسرائيل" من خلال التصريحات التي أدلى بها في أنقره بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والتي اتهم فيها إسرائيل باستخدام القوة المفرطة بحق الفلسطينيين.
انتقاد تركي وإدانة إسرائيلية
تفصيلاً، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بياناً جاء فيه إن تصريحات أردوغان الأخيرة تأتي بعد بث مسلسل (وادي الذئاب) "اللاسامي والمعادي لإسرائيل الجديد في التلفزيون التركي وبعد التفوهات المعادية لإسرائيل التي تسمع في تركيا بشكل منظم ومستمر منذ حوالي عام."
وشدد البيان الإسرائيلي على أن من حق إسرائيل "حماية مواطنيها من الاعتداءات الصاروخية والإرهابية التي ترتكبها حركة حماس ومنظمة حزب الله، وأن تركيا هي آخر من يمكنه معاتبة إسرائيل"، منوهاً بأن الجيش الإسرائيلي "هو أكثر جيوش العالم أخلاقية."
وكان رئيس الوزراء التركي قد اتهم إسرائيل بتعريض السلام في المنطقة للخطر وباستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين قائلا إنه "لا يمكن أن يمر مرور الكرام على التصرفات الإسرائيلية."
وحثّ أردوغان إسرائيل على وقف انتهاك المجال الجوي اللبناني والامتثال لقرارات الأمم المتحدة وقال إنه يجب على مجلس الأمن الدولي أن يتعامل مع إسرائيل على قدم المساواة مع إيران فيما يخص المجال النووي، وفقاً لما نقلته صحيفة "تايم تورك" التركية.
وفي إشارة إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين مساء الأحد في قصف إسرائيلي على قطاع غزة قال: "لماذا تهاجم إسرائيل قطاع غزة الآن وتدعي أن هناك قصفاً من الطرف الفلسطيني في حين أننا نعرف نحن أنه ليس هناك أي قصف؟"
واتهم إسرائيل بأنها "تلجأ دائما إلى استخدام القوة المفرطة لأنها تمتلك القوة."
إذلال وتحقير
من جانبه، استدعى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، سفير تركيا لدى إسرائيل وأوضح له أن إسرائيل "لن تمر مرور الكرام على المظاهر ذات الطابع المعادي لليهود ولإسرائيل في تركيا مشيراً إلى أنها قد تعرض للخطر الجالية اليهودية والسياح الإسرائيليين في تركيا"، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.
واعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أن الأقوال "المناوئة" لإسرائيل التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "مضرة ومنحازة ونحن في غنى عنها."
وكان أيالون قد لفت نظر الصحفيين خلال لقائه مع السفير التركي إلى أن السفير يجلس على كرسي أوطأ وأن هناك علما واحدا فقط على الطاولة بينهما مشيراً بذلك إلى علم إسرائيل، بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية.
وبدوره دعا عضو الكنيست مجلي وهبة، من حزب كاديما، نائب الوزير أيالون إلى الاعتذار أمام السفير التركي، معتبراً أن الجدل الحاد القائم بين إسرائيل وتركيا يجب التعامل معه بأسلوب محترم وليس عن طريق إذلال علني مغرَض.
المفاوضات السورية الإسرائيلية
وعلى صعيد آخر، قال أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الحريري في أنقرة إن الرئيس السوري بشار الأسد رفض وساطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.
وحول المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل التي جرت بوساطة تركية قال: "لقد توقفت هذه المفاوضات في الجولة الخامسة ويسألوننا عن كيفية استئنافها."
وأضاف "هناك رأي يقول إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الذي سيؤدي هذا الدور فيما الرئيس بشار الأسد يقول ‘إننا لا نقبل وساطة الرئيس ساركوزي إنما نريد أن تكون تركيا هي الوسيط وان تتواصل المفاوضات في إطار وساطتها.’"
وتابع أردوغان: "أهم شيء هنا أن نعرف: ‘هل تريد إسرائيل السلام أم لا؟’"