تنبأت دراسة أمريكية حديثة, صادرة عن "منتدى الصراعات" الذي مقره في واشنطن, بحدوث انشقاقات في صفوف حركة فتح الفلسطينية أو حدوث تناقص أعداد المنتمين إليها بشكل كبير، مؤكدة أن الانقسامات الداخلية والخلافات حول إستراتيجية الحركة غالباًَ ما تتركز على مسألة المقاومة والعلاقة مع حركة حماس.
وأشارت الدراسة إلى أن فتح عاشت بداية الفوضى الداخلية بعد أربعة عشر شهراً على وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرافات في نوفمبر 2004، بخسارتها الانتخابات التشريعية أمام حماس، التي حصلت على غالبية المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني, وهو ما فسره القائمون على الدراسة بأنه عقاب أنزله الفلسطينيون بحركة فتح بسبب سنوات من الفساد والمفاوضات غير المثمرة.
وأكدت أن من المشاكل الخطيرة التي تواجهها فتح, هو الانقسام فيما يتعلق باتفاقية أوسلو، خاصة بعد فشل عملية التسوية في تحصيل أبسط حقوق الفلسطينيين، مما عمق الشكوك حول الخطوة الأفضل مستقبلياً فيما يتعلق بالإسترات يجية.
وأوضحت الدراسة أن مشاكل فتح تكمن في سيطرتها على السلطة الفلسطينية حينما وضعت ثقلها في العملية السياسية، مما وضعها في مواجهة العمل مع السلطات الإسرائيلية، سواء كجزء من التعاون الأمني أو على صعيد المفاوضات، مما أدى إلى وضع فتح في مواجهة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى وبالأخص حماس, كما أسهم في تقليص الدعم الشعبي لها على المدى الطويل، خصوصاً في غياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى تسوية سلمية مشرفة مع إسرائيل.
ورأت الدراسة أن المحك الأساسي يتمحور حول الجدل القائم داخل فتح حول إستراتيجية الحركة في دور المقاومة المسلحة في تحقيق الأهداف الوطنية، فقد قال قائد سابق في منظمة التحرير الفلسطينية, عقب انتهاء المؤتمر العام للحركة في أغسطس الماضي, "الجميع داخل المؤتمر العام تحدث عن المقاومة العسكرية، ولكن المؤتمر انتخب أشخاصاً لم يسبق لهم أن شاركوا في المقاومة، إذا كنا فعلاً نريد المقاومة، لا ننتخب صائب عريقات، ولكننا نقول شيئاً وننتخب أشخاصاً آخرين".