أرشيف - غير مصنف

الولايات المتحدة تتمنى عودة العناصر الأكثر اعتدالاً في حزب البعث

يعدّ المراقبون الانتخابات البرلمانية المقبلة على نحو واسع باروميتر لحساب التقدم وسير موكب البلاد نحو الاستقرار، أو ارتكاسها الى الاضطراب والنزاعات والعنف. ولأنها نقطة تحول مهمة كما يصفها محللو وكالة إنتر برس سيرفس، فإنها فعلاً يمكن أن تقود الى زعزعة استقرار مؤثرة في وقت تتهيّأ فيه أعداد كبيرة من القوات الأميركية للرحيل عن العراق، بحلول شهر آب.ويصف المحللون البلد بأنه منقسم، ومازال يعاني من صدمات العنف اليومي والاغتيالات وأشكال الأزمات والتآمر الداخلي والخارجي. ويقولون إن العراق يحاول باستماتة أن يتعافى من عقود من الحرب والدكتاتورية. ويزعم المراقبون في واشنطن، أن الولايات المتحدة روّجت للانتخابات بأمل أن تكون صناديق الاقتراع هي الآلة التي تنتج حكام البلد، بهدف تحقيق فرصة الانتقال السلمي للسلطة وبالتالي التمتع بالاستقرار الدائم. وفي رأيهم أن الاضطراب والعنف غالباً ما يرافق التحولات الكبيرة كالانتقال من النظام الدكتاتوري الى النظام الديمقراطي.ويؤكد محللو إنتر برس سيرفس أن الولايات المتحدة تتمنى رؤية العراق، وهو أكثر استقراراً بعد انتخابات آذار المقبلة، الأمر الذي يسمح لقواتها بتحقيق انسحاب آمن أولاً،وثانياً يتجنب الشعب العراقي التوترات المتزايدة التي تهدّد أجزاء من العراق مهمة بنشوب حروب إضافية كنتيجة لعدم حل المشاكل الإثنية أو الطائفية العالقة، او تلك التي تتعلق بالمصالحة الوطنية، وبالقضاء على الفساد، وبتحسين الحال الاقتصادية، وتطوير حال الشراكة في السلطة والثروة!.ويعتقد المحللون أن قرارا غير متوقع من لجنة اجتثاث البعث، بإبعاد نحو 15 مجموعة سياسية أغلبها للعرب السُنّة عن العملية الانتخابية، يمكن أن يتحوّل الى حادلة تطحن الاستقرار، وتهدّده بالكثير من التفجرات.وكان مسؤول في اللجنة المذكورة التي تسمى أحياناً لجنة المساءلة والعدالة، إنهم لا يسمحون بعودة رجال صدام حسين أو البعثيين الى الحكم.وقال إن قراره يستند الى الدليل وأن هذه المجموعات السياسية لها ارتباطات بحزب البعث الذي مازال موالياً لصدام. والأبرز بين هذه المجموعات، جبهة الحوار الوطني التي يقودها السياسي السني صالح المطلك والذي كان جزءاً مهماً من العملية السياسية في البلد خلال السنوات الماضية، برغم علاقاته المضطربة بالعديد من المجموعات الشيعية والكردية.ويرى المحللون أن هذه المجموعات مهمة جداً لأنها حاسمة في إعادة تكامل الأقلية العربية السُنّية مع العملية السياسية في العراق باعطائها تمثيلاً نسبياً مهماً في حكم البلاد، لإجبارهم على ترك التمرّد. وقد برهنوا أنهم مستعدون للوقوف بوجهه.ولهذا -يؤكد المراقبون- أنّ وجود هذه الفئات السياسية، سيعيد الأمل الى المصالحة الوطنية، لاسيما وأن الولايات المتحدة تتمنى عودة العناصر الأكثر اعتدالاً في حزب البعث الى العملية السياسية الحالية. بالرغم من أنهم ينظرون الى السلطة على أنها غير شرعية، أو أنهم موجودون حتى الآن خارج البلد.ويحذر الخبير الدولي البروفيسور جوست هلترمان من مجموعة الأزمة الدولية من أن العواقب ستكون وخيمة إذا ما صودق على قرار لجنة اجتثاث البعث.وقد يتحوّل الرفض السُني الى اتجاه عام يكرر ما حدث في أول انتخابات خاضها البلد. وقال محللون آخرون إن إبعاد السُنّة، سيقدم هدية كبيرة للقاعدة وللتمرد، ما كان أحد يحلم بها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى