أصدقوا ولو مرة مما تدعون!!!
بقلم أحمد الدليمي
أستبشر الكثير من ابناء شعبنا خيرا بقيام التحالف الجديد الذي يقوده كلا من الدكتور صالح المطلك والدكتور أياد علاوي والذي أطلق عليه أسم (العراقية)، وسبق ذلك الأعلان أندماج الجبهة العراقية للحوار الوطني بقيادة الدكتور المطلك وحركة الوفاق الوطني الذي يقودها الدكتور علاوي في كيان واحد أطلق عليه (الحركة الوطنية العراقية) وقد تجمعت كيانات سياسية مهمة وشخصيات وطنية معروفة أعتبرها العديد من الكتاب والصحفيون بأنها خطوة مهمة نحو التخلي عن المحاصصة والطائفية المقيتة التي سببت المآسي لابناء شعبنا جميعا والبدء بالدعوة لمشروع وطني يدعو الى التغيير نحو عراق حر مستقل ينتمي الى حاضنته الاساسية أمته العربية.
و يبدو أن هذا المشروع الذي تدعو له العراقية قد وجده البعض ناقوس خطر قد يصيب كياناتهم وينهي دورها من الساحة السياسية وبالطرق الديمقراطية وحسب الدستور الذي اقروه وكتبوه بمعاونة المحتل والذي ارادوه أن يكون اداة وسوطاً يجلد به كل من يدعو للوطن الواحد ويطالب برجوع العراق لأمته ويحافظ على سيادته .. وتحت ظل هذا الدستور وقساوته استطاعت الحركة الوطنية الوليدة وتجمع العراقية الرائع بشخوصها التي تمثل كل أطياف المجتمع لاقت ترحيبًا واسع النظير بين ابناء الرافدين وبنوا عليها آمالاً واسعة في التغيير والاستقلال وعودة العراق عزيزًا كريمًا وبحضور واسع في المجتمع العربي والدولي ويساهم في استتباب الامن والامان وعودة الحياة للعراق وشعبه الذي عانى اقسى سنوات عمره تحت ظل الاحتلال.
وكرد فعل على هذا الترحيب الواسع بالحركة الوطنية العراقية وكتلة العراقية التي تنوي دخول الانتخابات العامة بها لانتخاب مجلس نواب جديد يكون أكثر تمثيلا لكل ابناء العراق ولكل مساحته، وحتى يسدوا الطريق أمام هذا الوليد استخدمت بعض القوى هيمنتها السياسية واتبعت اسلوبها في الاقصاء والتهميش لابعاد عددًا من الشخصيات السياسية والتي اصبحت رموزًا يأمل منها الكثير من ابناء شعبنا أن تنجح في أحداث تغيير يعيد الحياة الى طبيعتها في العراق واختاروا الابرز من بين تلك الشخصيات إلا وهو الدكتور صالح المطلك وعدد من زعماء الكيانات السياسية المؤتلفة تحت العراقية أو خارجها مما أدى الى ردود فعل شديدة في الشارع العراقي الذي كان يرفض الى وقت قريب الاحجام من المشاركة في الانتخابات القادمة وبفضل هذه الشخصيات اصبح تقبل المشاركة في الانتخابات أوسع بكثير مما كانت عليه سابقاً، وهذا ما أخاف تلك الجهات وأستعانت بقانون المساءلة والعدالة وقانون أجتثاث البعث لمنع اصحاب هذا المشروع من المشاركة في الانتخابات بحجج واهية و بأوامر من خارج الحدود حتى يتم منع احداث تغيير في العملية السياسية التي تقودها الاحزاب الطائفية والمتربعة على السلطة منذ الاحتلال.
لذلك فأن الشعب قد أصابه الاحباط التام من أجراء أي تغيير قادم في العملية السياسية التي تقودها تلك الاحزاب وتحت خيمة المحتل الغاشم وأصبح على يقين تام أن المذابح والتصفيات الجسدية والاعتقالات ستصبح أشد مما هي عليه في سنوات الدورة الانتخابية القادمة لو نجحت تلك الاطراف في منعها الرموز الوطنية المشاركة في الانتخابات القادمة..
وهذا يدل بما لا يقبل الشك أن تلك الاحزاب الدينية الطائفية لن تؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة كما يدعون، وأن المشروع الامريكي في العراق قد بان على حقيقته وبكذب ادعاءاته التي سوقها خلال سنوات الاحتلال بتأسيس نظام ديمقراطي ينقل العراق الى حيال افضل مما كان عليه، المشروع الامريكي بان على حقيقته من خلال تفاهماته وتنسيقه مع النظام الايراني في احتلال العراق وتقاسم الثروة والنفوذ فيه، ولا مجال لحكم وطني شريف يقضي على الفساد وينهي نهب ثروات البلد ويفرط بسيادة الوطن، لأنهم يريدونه بقرة حلوب يحققون أطماعهم وهيمنتهم على الامة جميعًا ويرسمون مستقبله خانعًا ذليلاً للأجنبي .. وهذا ما لا يرتضيه شعبنا الابي وسوف يقاوم تلك المشاريع مهما حاولت قوى الظلام استبعاده من قراره في حقه بتقرير مصيره وأختيار اسلوب الحكم الذي يرتضيه من خلال صناديق الاقتراع وانهاء القتل والبطش والتعذيب وارهاب الشعب الذي مارسته الاحزاب الدينية ومليشياتها المدعومة من النظام الايراني، وسوف يسعى المخلصون من ابناء هذا الشعب على اصرارهم للتغيير من خلال تمسكهم بحقهم في المشاركة بالانتخابات حتى اذا تم استبعاد من ارادوا اسبعاده وسيكون هناك عشرات صالح المطلك في الانتخابات القادمة ويكون هناك المئات من شرفاء العراق على استعداد بأن يواجهوا الجهلة واصحاب الجنسيات المزدوجة والذين باعوا انفسهم للأجنبي، وأن يحتلوا مقاعدهم في البرلمان القادم ليمثلوا ابناء العراق النجباء ويقودوا التغيير القادم بأذن الله وستعود الفكه وستعود ابار نفطنا وسيعود كل شبر من ارض الوطن وسيحرر العراق ويبقى ابيا عزيزًا شامخاً مهما فعلوا وتآمروا على أمنه وسيادته وسرقوا من ثرواته.