الارهاب في اليمن ليس مصدره القاعدة فقط بل النظام السياسي ايضا
حميد عقبي
مع بروز اليمن الى سطح الاحداث الدولية بدانا نسمع عن دراسات تنبش في ماضي النظام الحاكم اليمني حاليا و علاقته بالقاعدة منذ ميلادها بل علاقة النظام بالارهاب الاصولي المتطرف منذ ايامه الاولى للسلطة تشير البعض منها ان علي عبد الله صالح منذ تولية السلطة في ما كان يسمى باليمن الشمالي اتبع نهج فرق تسد كي يضمن بقائه و شجع الحروب بين القبائل اليمنية و عقد اكثر من اتفاق مع الاتجاهات الدينية و الاصولية المتوسطة و المتطرفة محاولا الامساك بالعصاء من الوسط و ارتبط بعلاقات مبكرة مع نظام البعث السابق بالعراق و كان البعض يسمية البعثي الصغير كانت اليمن دولة صغيرة فقيرة و بدون مصادر و تعتمد اعتماد كلي على المساعدات السعودية و الخليجية و العراقية و التي كانت تسدد فاتورة الخدمات الاساسية و التربية و التعليم و الصحة و غيرها و كان الرئيس يعلم ان المشائخ يستلمون رواتب من السعودية و لم يعترض على ذلك و كان يعلم بان هناك حركات اصولية متطرفة تعيش و تتطور باليمن معتمدة على امدادات من الخارج و لكنه كسب صداقة الجميع و حاول ان يضرب هذا بذاك المهم ان يظل بالسلطة و في بعض الاحيان كان يسهل لتيار ما ان يغتال او يقتل اي زعامة قد تنافسة بالمستقبل و لم يستفد من العقول الناضجة و لم يحاول احداث اي تغيير جذري للتطوير و تقدم البلاد فظل الجهل و المرض يفتك بمعظم افراد الشعب الذي كان يهاجر للعمل بالخليج و السعودية و بلاد اخرى و لم يتبع النظام الحاكم التفكير في بناء دولة حديثة تعتمد على نفسها و كان كل ما يهمه هو الاستفادة من المساعدات و تحويلها في حساباته الخارجية و تمكين اسرته و ذوية من المناصب و الفتك باي معارضة لديها تطلع للمستقبل.
نحن لسنا بصدد مراجعة تاريخ اليمن الحديث حيث تشير احد الاراء بان قيام الوحدة عام1990 كان من الممكن استثمار هذا الحدث للقفز باليمن قفزة تاريخية و احداث نوع من التطور و تحجيم الاتجاهات المتطرفة بدعم فكر ليبرالي تقدمي معاصر من اجل بناء دولة حديثة و لكن بطانة الرئيس علي صالح و مستشارية و خواصه جعلوه ينهج منهج اخر جعل اليمن يتقهقر و يفقد هذه الفرصة التاريخية بحيث نما الاتجاه الاصولي المتطرف و مع عودة المجاربين من افغانستان و حروب عديدة في الخارج و كان لديهم تعطش لفعل عنيف و فعلا كانت حرب 1994
فرصة لهم استغلهم الرئيس صالح للقضاء على خصومة و شركائه في الوحدة ثم تركهم يرعون و يسرحون و يمرحون يطورون قدراتهم القتالية بالتدرب في الجبال و من يدري ربما توجد مصانع و ورش لصناعة اسلحة ان العلاقة بين علي صالح و القاعدة بل و الارهاب بشكل عام ظل وطيدا و مبني على مصالح لكل الطرفيين.
العلاقة بين النظام و القاعدة كما اشار اليها طاهر عبد الباري في برنامج العمق على الجزيزرة انها كانت ورقة يستثمرها النظام لجني مصالح مادية من الجيران او الخارج و يظهر ان السحر انقلب على الساحر او ربما هي اصول اللعبة الجديدة و لكن النظام اليوم لا مفر له من مواجهة القاعدة و فك الارتباط.
ان النظام الامريكي و الغربي ليس جاهلا بالحقائق التاريخية للنظام و القاعدة و لذلك تتحرك قواته لتنفذ ضربات موجعة في العمق اليمني و يتم التصريح من الجهات الحكومية انها لن تسمح باي تدخل عسكري و هذا شيء مضحك كون التدخل العسكي موجود على الارض و في السماء و على البحار و النظام اليمني لا يمكنه ان يمنع هذا التدخل او يعترض عليه كون النظام الامريكي و الغربي بشكل عام لا يثقون بقدرات النظام اليمني و هم الان من يقود الحرب ضد الارهاب اي ارهاب القاعدة لكنهم بالمقابل يتركون للحكومة اليمنية الحبل على الغارب لممارسة العنف المسلح ضد الحراك الجنوبي او حراك ممكن ان يظهر قريبا .
ان الوحدة انجاز تاريخي عظيم في تاريخ اليمن لا يجب التفكير في الانفصال و لكن من يقود الى الانفصال هل هي المطالبة بالعدالة و التنمية و الحقوق المدنية و رفع الظالم و لجم وحوش الفساد ام النظام الذي يرد بالنار و الرصاص على اي مطلب وطني يدعو للمساواة و العدالة الاجتماعية و الحريات الصحفية و المدنية ان تلفيق تهمة لاي صحيفة امر سهل و نشر صور لاسلحة او حتى مخدرات امر سهل و لكن الجميع يسمع صراخ المظلومين في كل جزء من اجزاء الوطن في الجنوب و تهامة و الجعاشن و تعز و ريمة المهملة و المحويت الفقيرة و حاشية الرئيس يمتلكون المزارع و المصانع و الشركات و المناصب و شعب كامل جائع و يعمل مجرد اجير لشلة الفساد التي هي اقرب للاخ الرئيس من حبل الوريد .
ان اغلب فئات الشعب ضحية لارهاب القاعدة و الارهاب الرسمي و حتى و لو حدث تدخل عسكري امريكي و غربي مباشر و انتشر الجيش و الدبابات الامريكية في الشوارع فانها هي الاخرى لن ترحم الناس البسطاء و المسالمين و ستنهال القنابل و الضربات على القراء الفقيرة و الناس المعدمة و لن نكون احسن حالا من الشعب الافغانستاني و العراقي و الفلسطيني.