صلاح أبو لاوي
وجْه ٌ
يُعِدُّ حقائبَ الغيب ِ البعيد ِ
ونجمة ٌ
في الأفْق ِ تفترش ُ المرايا المتعبات ِ
وبين إصغاءٍ
وأنْ نهَب َ الهباء َ جيادَنا
خيط ٌ من البوح الشفيف ِ
يمرُّ من أنثى الزمان ِ وينتهي فينا ،
وتهبط من أعالي الرُّمح بعض ُ خرافة ٍ
وتظلُّ تكبُرُ والسنون بَناتها
حتى كأنّ الأحمر َ المنثور في شفق ِ الغواية ِ باردٌ
وكأننا نمشي على حد ِّ الحكاية ِ
مغمضين نوافذ الغيم المطرّز ِ بالصهيل ِ
على صياح الموج ِ في الطوفان ِ
لمْ نُدْرك ْ سفينته ُ
ولا الغرقى
أعادوا الشاطئ المقتول من قيعانهمْ
فتعفـّنا
يا أيها التاريخُ منْ صَنَعَكْ
ومنْ في حقلنا زرعك ْ
لتطعمنا وتسقينا
نمـرُّ على رباك فلا نرى أشجارنا
ونَعُد ُّ أسماء الزمان ِ فلا نرى أسماءنا
ونُعِد ُّ للدنيا حليب الصبح ِ
قبل ولادة الأسفار
ثمَّ نموت من عَطـَش ٍ على أحلامنا
أيبوس ُ كذبتنا !
أم اْنك َ كاذب ٌ
ألّفتَنا في مسرح الصفقات ِ ثمّ شطبتنا
فبأيِّ آلاء الزمان ِ نُكَذّب ُ ؟
وبأي ِّ مفـْترَق ٍ تركتَ خيولنا
حيرى تجيء ُ وتذهب ُ ؟
وجه ٌ
تسلل َ كالغبار
وحاصر الأرواح َ في بئر السماء ِ
وما تنزّل َ من عشاء الربِّ
إذْ لفَظتْه ُ صحراء الأساطير القديمة ُ دُمّلا
فنما على أبداننا
وأحاطنا بالموت ِ حتى ظنّنا ……
لا حرب إلا الحربُ إنْ طالتْ وإنْ قَصُرَتْ
وإنّ الخيل َ تعرف ُ قومها
دمنا القيامة ُ
فامسحوا بقميصه ِ
عين الحقيقة ِ كي تعود َ لكم بصيرتكم ْ
ويسقط َ خوفـُكمْ عن جفنها أو خوفـُنا
وجه ٌ
لمرآة ٍ تكرِّرُ نفْسَها
ويَدُ ( الزنابير ) التي امتدتْ لتقصف َ ريشة الهنديِّ
في الغاب ِ القريب ِ
تعود ( باسم الله ) زوبعة ً لتقطف وردنا
والرّيح ُ أرملة ٌ
توفي بعلـُها قبل امتثال الأرض مرغمة ً
فصارت ْ أمّنا
يا ريح ُ قولي للسفائن ِ إنّ هذا البحر َ
ليس محيطها
لتُعِدّنا للذبح إنْ جاعت ْ
ولا ( هاسا ) سيمكث بيننا
نحْنُ انحسار البحر في الصدف العميق ِ
فلا نموت ُ
ولا نطأطئ للخرافة رأسنا
نحن البداية ُ والنهاية ُ
والتفاصيل ُ الدقيقة ُ في تعاريج اللغات ِ
وإنْ تبدّل رسمُنا
يا ريح ُ
إن الأرض بعض صفاتنا
فسلي السفائن أيّ بحر أبحرَت ْ
وسلي سهامك ِ حين تختار المنية َ أيّنا …..
وجه ٌ
لجدّي قبل َ بَدء ِ البدء ِ
يبني كعبة َ الأوثان ِ
( كنعانيّة ٌ صلواتنا)
ويبوس ُ تنذرُ حسنَها
للتائبين معابدا ً .
كنعانُ كان صلاتنا الأولى وكنّا سرّه ُ
( تتنقّل ُ الأرواحُ من جَسَد ٍ إلى جسد ٍ )
فأودع روحه العذراء َ
أنْ هُزّي إليك النخل َ
يهبط طفلك الأبديُّ من أرواحنا
أنت الخلافة فاصمتي
كي تكمل الأيام ُ دورتها ،
سيسقط نصفنا العاري
ونصعد ُ عن صليب الوهم ِ
لا الذكرى تحاصرنا
ولا تعوي طيور الرّخ ِّ جائعة إلى أكبادنا
وجه ٌ
لسيّدة ٍ تصلي حاضرا ً للغائبين َ
وكلما اصطادوا لها ولـَدا ً
تدُق ُّ لها القيامة ُ
والمسافة ُ بيننا ما تقتضيهِ رصاصة ٌ
لكننا ….
وتَفَرّقتْ آذاننا
وانْفَضَّ عنْ ساحاتها الكهّان ُ إلاّ كاهنا
وجه ٌ ووجه ٌ
ما الذي كسَر َ الكتابة َ وانثنى
يمحو ابتسامات ِ الجداول ِ
أو خطوط َ الكفِّ عنْ أسمائه الحسنى ؟!
ومنْ أيِّ العيون سيدمع ُ الأطفال إنْ جاؤوا غدا ً
ورأوا بلاد الشام ِ ( ترطن ) حاءنا خاء ً ؟
ويسقط من نبيذ الشعر ورد ُ الميجنا :
" يا ميجنا ويا ميجنا ويا ميجنا
لولا عيونكْ في الجبلْ ما اطلعتْ انا
يا ميجنا ويا ميجنا ويا ميجنا
حيّ الزمان اللي جمعنا ولمـِّنا "
مَنْ يستعير ُ يدي ليكتب َ إنْ رحلْت ُ
مخلّفا ً فوضايَ بين أصابعي ؟
مَنْ يُطْلق ُ البحر الحبيسَ بقمقم ِ اللعنات ِ
منذُ سفينة ٍ ؟
مَنْ يبذرُ الأفلاك َ في الحرث ِ الكبير ِ لكي نعود لها غدا ً
ونَلـمَّنا ؟
مَنْ يُطْلق ُ البدويَّ مِنْ صحرائه ِ
ويهدّنا ؟
لا حرب إلاّ الحربُ إن غابتْ وإنْ حضرت ْ
سيسقط ُ نصفنا العاري ويصعد ُ نصفنا .