أرشيف - غير مصنف
هل تقدم امريكا على مغامرة عسكرية جديدة في ايران ؟
وليد رباح
مقولة استعراض القوة والحرب النفسية .. اصبحت في هذا العصر امثولة تقتدي بها الدول .. وهي امر يجيز استخدام الوسائل الضرورية لبث الوهن واستنفار الاعصاب وتوترها وجعلها مشدودة على الدوام .. حتى اذا ما هوجمت تلك الدول وخاصة منها الضعيفة .. فانها تنهار سريعا .. ولقد استخدم هذا الاسلوب قبل الحرب على العراق باشهر بل وسنوات طويلة .. عندما فرض الحصار على العراق .. وعندما فكك تماسك الجيش العراقي نتيجة عدم تحديثه وابقائه على حال من سوء الصيانة لعدم توفر قطع الغيار اللازمة مع ما رافق ذلك من حرب نفسية جندت لها امريكا كل فعالياتها بما فيها استغلال الامم المتحدة لهذا الغرض ..
ولقد استخدم هذا الامر على نطاق ضيق في العصور القديمه .. اذ كانت وسائل الاعلام محدودة التأثير .. وقد استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في معاركه التي خاضها واصحابه من بعده .. فقد قال صلى الله عليه وسلم ( نصرت بالرعب ) وتعني بث الرعب في صفوف العدو قبل المعركة واستخدام الوسائل المتاحة لتوتير اعصابه وجعله في حال من اليقين انه مهزوم لا محاله .. ولقد قيل ان ( الحرب خدعة) وتلك من وسائل النصر التي جعلت الحلفاء في الحرب العالمية الثانية يقومون بانزال في جهة ما لايهام القوات الالمانية بالهجوم .. غير ان قيادة جيوش الحلفاء كانت تهاجم جهة اخرى بقوة وكثافة وسرعة .. مما يوقع الالمان في الحيرة فيضطرون للهاث لسد الثغرات وسحب العديد من قواتهم لمجابهة الهجوم الكبير .. ثم تحدث الهزيمة سريعا ..
وتلعب الاستخبارات العسكرية عادة دورا مهما في تمرير المعلومات الخاطئة للعدو .. اضافة الى جمع المعلومات من خلال وسائل عديدة اهمها العملاء والصحف الصادرة في جانب العدو ودراسة مجتمعه وتحليله وعدم اهمال الاخبار الصغيرة وصحة الرؤساء وميول قادة الجيش ودراسة نفسياتهم وتحديد نقاط الضعف في شخصياتهم. من ذلك ما قام به حزب الله قبل الحرب على لبنان في السنة الماضية .. من تكتم وتمرير للمعلومات الخاطئة التي جعلت العدو الاسرائيلي يوقن بان الضعف والوهن قد اصاب الحزب .. وظن انه اصبح لقمة سائغة يقضمها دون تعب .. مما اوحى لقيادة ( الجيش الذي يقهر) أنه بالقدر الذي وصل فيه الى بيروت في حرب الثمانينات .. قادر على ان يجتاز كافة الحواجز التي ( اصطنعها ) حزب الله لكي يفرض شروطه على لبنان والعرب جميعا .. لكن الهزيمة التي احاقت بالجيش الاسرائيلي جعلت جل قادته يعترفون بان استخباراتهم قد فشلت في اختراق حزب الله وان المعلومات التي حصلوا عليها كانت شحيحة وقديمة ومغلوطة ومشوهة .. مما جعل نتيجة الحرب مسخرة فوجئت بها امريكا قبل ان يفاجأ المجتمع الاسرائيلي بها .. وسجلت في التاريخ الاسرائيلي ثاني هزيمة ساحقة لذلك الجيش الذي كانت صورته باهية قبل الحرب .. ونزلت الى الحضيض بعدها ..
غير ان ما يحدد النصر والهزيمة ليس الجيش وحده .. وانما هو عامل هام فقط .. مع ما يمكن ان يحدث بعد ذلك من تلاعب السياسيين وادوات الحكم من تنازلات او تمسك بالثوابت .. فقد قام الجيش المصري البطل في حرب حزيران بايقاع هزيمة كبرى بالجيش الاسرائيلي .. وكانت اولى هزائم ذلك الجيش بعد انتصاره في معارك عديدة ضد الجيوش العربية .. غير ان السياسة المصرية أنذاك لعبت دورا مهما في احباط قوى الجيش المصري من ناحية نفسية معنوية بتوقيعها اتفاقية سلام مذلة .. لم تزل آثارها السلبية تبين تأثيراتها في الحياة المصرية جميعها وتنعكس اثارها على الامة العربية جمعا .. فمن المعلوم جيدا ان النصر لمصر يعني نصرا لكل العرب .. وهزيمتها تعني ان حقبا طويلة من ( النوم العميق ) قادمة للامة .. فمصر اكبر دولة عربية من حيث السكان .. وفيها امكانات اقتصادية هائلة لا تستغل بطريقة صحيحة .. مما يوحي بان سنوات كثيرة قادمة تعتبر ظلامية بالنسبة للحالة المصرية .. وقس على ذلك ما يحدث للعرب .. وكانت ثاني الهزائم للجيش الاسرائيلي قد ذاقها في لبنان .. ولقد تمسك حزب الله بثوابته .. غير ان السياسة اللبنانية وجنوحها نحو التوافه في حل مشكلاتها .. يوشك ان يقود لبنان الى التعري امام غطرسة الجيش الاسرائيلي ثانية .. مع ما يرافق ذلك من (طمع) في الهجوم على سوريا وتفكيك بنيتها العسكرية والتحتية لتمرير المخطط الامري صهيوني خدمة لاسرائيل وبقائها معربدة في المنطقة العربية .
وتقودنا هذه المقدمة الى فهم الواقع السياسي والعسكري الامريكي الذي ظهر افوله وفساد نظريته وسقوطها من خلال ما يجري على الارض .. وليس من خلال ما تقوله وسائل الاعلام او ما يجري من مؤتمرات صحفية يقوم بها القيمون على هذه السياسة الخرقاء .. او ما يقوله بعض المنتفعين العرب والتصاقهم بالفكر المحافظ والترويج له في وسائل الاعلام وتبنيه والدعوة له ..
فتاريخيا .. سقط التيار العسكري مع سقوط الفاشية الايطاليه .. ثم تبعه سقوط النازية الالمانية .. ومن ثم سقوط حكم فرانكو في اسبانيا .. ثم تلا ذلك سقوط الدكتاتوريات في امريكا اللاتينية .. ولقد ساهمت امريكا والاتحاد السوفيتي فيما سبق معا في اسقاط الفاشية والنازية لتلاقي مصلحتهما معا في هذا الامر .. وعزفت امريكا عن اسقاط الدكتاتوريات في امريكا اللاتينية بل على العكس ساعدت على اذكاء الروح لدى تلك الدكتاتوريات لانها رأت ان تلك الدكتاتوريات تخدم مصلحتها .. في وقت ساعد الاتحاد السوفياتي الثورات التي برزت في امريكا الجنوبية وكانت (كوبا) اولى تلك المظاهر .. غير ان نتائج الحرب العالمية الثانية ، افرزت بوادر ( القومية الامريكية) التي دعت الى تغليب ( العرق الامريكي) على الاخرين من خلال القوة الاقتصادية .. ووضعت تلك البوادر في يقينها ان اسرائيل ليست فقط هي الواحة ( الديمقراطية) التي تسير على النهج الامريكي .. وليست فقط هي التجربة التي تسير على النهج الامريكي من احلال شعب مكان شعب آخر .. بل هي الحامي والدرع الاول في الحفاظ على المصالح الامريكية في منطقة تعج بالنفط الذي يدير الالة الاقتصادية الامريكية .. غير آبهة بتاريخ المنطقة ( واعني منطقة الشرق الاوسط ) وقراءته جيدا وفهم اسراره ، مقدماته ونتائجه .. ولقد برز هذا التيار جليا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وتجلى في سيطرة المحافظين على سدة الرئاسة الامريكية .. غير ان الظروف العالمية لم تكن موائمة لنشر هذا التيار على نطاق واسع بالقوه .. ولقد بدأت بوادر تغير تلك الظروف عندما اصبح ( الرئيس ريغان) يعتلي سدة الحكم .. فنشأ ما يمكن ان يسمى ( بالريغانية) والتفت حوله عصبة من ( العرق الامريكي الصافي) لتغيير وجه هذا العالم لمصلحة الولايات المتحدة الامريكية .. وظل هذا التيار يتقدم خطوة ويتراجع اخرى .. حتى اعتلى سدة الرئاسة ( جورج دبليو بوش ) الذي ظن ان العالم كله قد اصبح لقمة سائغة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد امريكا بالسيطرة على المصالح العالمية .. وأول ما فكر فيه الرئيس هو ( الشرق الاوسط) لتشديد قبضته على الموارد التي تدير الالة الاقتصادية الامريكية .. مع اعتبار اسرائيل هي المنفذ لتلك السياسة في المنطقة ..
كان المخطط قد وضع منذ زمن الريغانية التي قامت بتجربة اول اساليب المحافظين في القوة عندما اغارت طائرات امريكا على ليبيا بحجة دعمها للارهاب .. ثم جاءت الغلطة التاريخية بتشجيع من الامريكيين انفسهم باحتلال الكويت من قبل الحكم في العراق فكانت حرب الخليج التي سموها ( الثانية) ثم برزت احداث سبتمبر لكي تضع المخططات على طاولة التنفيذ .. فكان العراق اول نقطة يمكن ان تهاجمها الادارة الامريكية لعدة اسباب :
اولا – لان العراق قد وصل الى مرحلة من الضعف نتيجة الحصار مما اعتبر سقوطه عسكريا امرا محتما !!
ثانيا – الخشية في ان ينهض العراق ثانية بعد أن وجد منافذ جديدة في روسيا والصين وكوريا وأخذ الجيش العراقي يتزود بالخبرة العسكرية لتلك الدول ..
ثالثا : بدأ النهوض العلمي العسكري والمدني في العراق يؤرق الادارة الامريكية ويدفعها الى التعجيل بالحرب عليه .
رابعا – ليس صحيحا أن دعم الارهاب كان هو السبب الرئيس في مهاجمة العراق .. فقد ثبت بالقطع ان العراق لم يكن له يد في احداث سبتمبر .. ولم يكن على صلة بالقاعدة .. ولم يكن يمتلك اسلحة دمار شامل او حتى دمار جزئي ..
وتبعا لذلك .. كانت الادارة الامريكية على يقين ان العراق قد اصبح لقمة سائغة يمكن قضمها .. ومن العجيب ان الادارة لم تقرأ التاريخ العربي والعراقي على وجه الخصوص .. بل ظنت ان اعلان الرئيس من على ظهر البارجة الامريكية بانتهاء الحرب قد قاد العالم للاعتراف بالقوة الامريكية القاهرة .. ولا نريد ان نسهب في ما حدث للقوات الامريكية في العراق وتعثرها بل والخسائر الجسيمة التي اصابتها .. والعملا ء الذين وضعتهم على رأس الحكم في العراق .. وهي تعرف جيدا ان انسحابها من العراق يعني ان الحالة العراقية سوف تستعيد عافيتها بعد طرد اولئك الذين وضعتهم امريكا خداما لها من رجال الحكم .. وسقوطهم سقوطا ذريعا .
غير ان بروز القوة الايرانية بقوة واعتمادها على التقنية والعلوم العسكرية والمدنية .. قد جعل الادارة الامريكية تنظر الى الشرق الاوسط بانه المحرك الوحيد في تحديد وجه العالم .. ومع علم تلك الادارة ان البرنامج النووي الايراني هو لاغراض سلمية فقط .. الا ان سهولة تحويل تلك الاداة المدنية الى قوة عسكرية ليس بالامر الصعب . والادارة تعلم علم اليقين ان نجاح ايران في تمرير برنامجها يعني ان تحذو دول الشرق الاوسط حذوها .. وها هي مصر قد بدأت بالفعل .. مما يوحي بان اسرائيل لن تكون الوحيدة التي تمتلك تلك القوة .. وها هي الادارة تقف بقوة امام عدم امتلاك دول الشرق الاوسط تلك التقنية التي يمكن ان تقلب موازين الرعب في المستقبل . والتي يمكن ايضا ان تكون قوة اقتصادية هائلة من خلال تطوير ادواتها في تطويع البرنامج النووي السلمي الى ازدهار شامل .. فمع ان امريكا لا تريد لدول المنطقة ان تمتلك تلك التقنية .. فانها تريد ان تظل اسرائيل مسيطرة على الاوضاع الامنية مع ما يستتبع ذلك من استغناء الدول التي تمتلك تلك التقنية عن استيراد ها من امريكا واسرائيل معا ..بدءا من توليد الكهرباء وانتهاء بحماية اراضيها ضد تطلعات اسرائيل وامريكا ..
وكانت احدى وسائل لجم تلك القوة .. ان تقوم الولايات المتحدة والدول الدائرة في فلكها من اوروبية وغير ذلك .. الى تهويل الامور مما جعل الرئيس الامريكي السابق أن يقف على ملآ لكي يقرر ان امتلاك ايران لذلك السلاح يمكن ان يقود الى حرب عالمية ثالثة ..
ولقد لجأت امريكا الى ما لجأت اليه كل الدول التي تجابه دولا اخرى عن طريق القوة .. اذ سخرت كل اجهزتها الاعلامية والاقتصادية والدراسية لكي تحذر العالم من وقوع ( تلك الكارثة ) حسب ما تدعي .. ناسية ان اسرائيل وحدها تمتلك من ذلك السلاح ما يمكن ان يدمر العالم عوضا عن الشرق الا وسط في ساعات معدودة .. وكان الاعلام احد تلك الوسائل التي صورت ايران على انها شيطان يريد تدمير العالم . ولقد نجحت في ان تؤلب العالم على ايران خاصة الدول التي تقع على حافة المناطق الايرانية .. فاوحت للخليجيين بانهم يواجهون الخطر الايراني ..وثبتت وقوت العديد من قواعدها العسكرية في المنطقة . اضافة الى تهديد ايران بضربة عسكرية موجعة تدمر بنيتها الاساسية سواء كانت اقتصادية او عسكرية ..
تبعا لكل ذلك .. فان الاعتقاد بان امريكا بقيادة رئيسها الحالي ( اوباما ) سوف تهاجم ايران عسكريا لن يتم لاسباب عديدة منها ما هو استراتيجي لا يمكن ان يرقى الى مرحلة الشك .
اولا – لان امريكا لا تمتلك الجيش الكافي لهذا الهجوم .. حتى وان كان جويا فقط .. فان الاحتياطي الامريكي الذي يتشدقون بانهم لم يستخدمونه قد استخدم بعضه أو كثيره في العراق .. مما جعل الاحتياطي الاستراتيجي العسكري الامريكي يفقد جزءا مهما منه ولا يحقق النصر اذا ما دخل حربا اخرى . مشكلة اخرى تتعلق بعزوف الامريكيين انفسهم عن التطوع في الجيش الامريكي بعد اكتشاف كذب الادارة الامريكية السابقة وخوضها حربا عشوائية مجانية ضد العراق … اضافة الى ارتفاع تكاليف الحرب والخسائر البشرية بين القوات الامريكية .
ثانيا – تغلغل المنظومة الايرانية في داخل العراق بعد احتلاله .. مما يوحي بان هناك قواعد سواء كانت فاعلة او نائمة يمكن ان توجه ضربات موجعة للقوات الامريكية هناك .
ثالثا – وهو الاهم .. خوف الادارة الامريكية من ان تقوم ايران باحتلال العراق عسكريا اذا ما وجهت اليها ضربة جوية او احتلالية ارضية .. وتشير الدلائل على ان القوة الايرانية الارضية على وجه الخصوص .. قادرة على احتلال الاراضي العراقية في مدة لا تتجاوز ثلاثين يوما .. مع ما يستتبع ذلك من قوة ايرانية ارضية تتجاوز المليونين من المقاتلين الاشداء .. مما يعني وضع القوات الامريكية هناك بين فك المقاومة والقوات الايرانية الزاحفة نحو المدن العراقية ..
رابعا – بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان .. ادركت الادارة الامريكية ان الجيش الاسرائيلي يمكن ان يواجه صعوبة في الهجوم على لبنان وسوريا .. خاصة هجوما ارضيا كما حدث .. وكل ما تستطيع القوة الجوية الاسرائيلية ان تفعله ان تقوم بتدمير المنشآت المدنية التي ستقوم بمواجهتها ايضا في داخل المدن الاسرائيلية من خلال الصواريخ التي سوف تنطلق الى الاراضي الفلسطينية المحتلة . مع ما تجابهه القوات الاسرائيلية من مشاكل جدية وفاعلة على الجانب الفلسطيني ..
خامسا : صحيح ان الادارة الامريكية سوف تحقق ضربة جوية في بدء الحرب .. لكن الضربات الجوية لا تحقق نصرا ولا تحتل ارضا .. وانما الجيش الارضي هو الذي يحتل الارض لكي يواصل ويستكمل ما بدأته الضربات الجوية
سادسا : خوف الادارة الامريكية من توجيه ضربات الى آبار النفط الخليجية التي تزود امريكا بالطاقة التي تدير آلتها الاقتصادية .. خاصة وان القواعد العسكرية الامريكية توجه كل اهتمامها بالضربة الجوية على ايران مما يفقد هذه القواعد فاعليتها في حماية آبار النفط . أمر آخر فان الادارة الامريكية سوف تلجأ الى تدمير آبار النفط الايرانية مما يعني ازمة نفطية عالمية تصيب هذا العالم جراء صلف الادارة الامريكية .. ومما يعني ايضا ان تقوم الدول الدائرة في فلك الادارة الامريكية بالتحلل من الالتزامات تجاهها عندما يصيبها ( الخنق الاقتصادي)
سابعا : تفاقم الوضع في العراق وافغانستان نحو ( الاسوأ) بالنسبة لامريكا .. اذ تنشغل القوات الامريكية في صد الهجمة الايرانية المعاكسة .. وتستغل المقاومة العراقية هذا الامر باعادة السيطرة على العديد من المناطق التي يظن الجيش الامريكي انه طهرها من المقاومة ..
ثامنا : ارتداد العديد من القوى العراقية التي (تحابي) النظام الامريكي .. الى قوة معادية تعمل ضد الجيش الامريكي مساعدة لايران ..
تاسعا : الخوف من ان تستغل تركيا الضربة الجوية الامريكية لايران لمصلحتها الخاصة .. وتقوم بمهاجمة الاراضي العراقية من الجهة الشمالية فتحقق بذلك عدة اهداف اهمها القضاء على حزب العمال الكردي .. وتقوض بذلك اسس القطاع الكردي من العراق الذي يعتبر حليفا رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ..
عاشرا : حسابات الادارة للمجتمع الامريكي الذي يناوىء الحرب على العراق وافغانستان .. فكيف اذا ما فتحت جبهة اخرى
حادي عشر : الخوف من تمرد ( الانظمة ) التي تمالىء النظام الامريكي والترسيخ في يقينها ان مساعدة امريكا في هذا الامر يمكن ان يجعل الدور يأتي عليها .. فينفرط عقد ( التحالف ) غير المعلن بين تلك الانظمة بفعل خوفها من شعوبها الى الضد .
ثاني عشر : تحويل منطقة الخليج الى منطقة ساخنه لا تهدأ مما يعني ان الطاقة قد اصبحت مهددة .. ولسوف يرتفع سعر برميل النفط في حالة حدوث الحرب الى مائة وخمسين دولارا في المتوسط .. مما يعني تحميل المواطن الامريكي ما ينوء بحمله .
هذه النقاط بالاضافة الى امور اخرى هامة عزفنا عن ذكرها خيفة الاطالة .. تجعل الادارة الامريكية تفكر الف مرة قبل الاقدام على توجيه ضربة عسكرية لايران ..
وعكس ما يجري وينوه عنه في كل حين في وسائل الاعلام الامريكية .. فان الحرب النفسية التي تشنها امريكا واسرائيل ضد ايران قد تجد صدى لو كانت هذه الادارة تعامل دول الشرق الاوسط على حد سواء .. اما محاباتها لاسرائيل وتقديم طاقات الحياة لها .. يجعل المنطقة بكاملها ترتد وتعزف عن التطبيع مع اسرائيل .. حتى تلك الدول التي ترى في ذلك التطبيع مدعاة لاستقرارها ..
ان وسائل الاعلام العربية التي تقع في الفخ الامريكي بالترويج وادعاء الحرب .. مطلوب منها ان تراجع مواقفها نحو التحليل الدقيق .. ولا ننكر اطلاقا ان الضربة العسكرية الامريكية لايران يمكن ان تحقق بعض المكاسب في بداية الحرب .. لكن ذلك سوف يصبح هباء قياسا الى ما جرى ويجري في العراق وافغانستان .. لذا فان امريكا سوف تلجأ الى العديد من الوسائل التي تبرر التراجع عن هذه الحرب .. ومنها ان تعلن ان ايران مثلا .. تعاني من مصاعب تكنولوجية في برنامجها النووي .. أو التراجع عن هذا البرنامج حتى ولو كان استهلاكا امريكيا داخليا .
لكل ذلك فان ضربة عسكرية او اسرائيلية قادمة لايران ستكون من المستحيلات .