نهاية دبلوماسية البلطجة الإسرائيلية بقلم: زياد ابوشاويش دأبت إسرائيل ومنذ زمن بعيد على اتهام كل من ينتقد تصرفاتها وجرائمها بالعداء للسامية، وقد نجحت في هذا الأسلوب نجاحاً ملفتاً حين تسترت دول ومنظمات وشخصيات دولية على تلك الجرائم، وأكثر من ذلك عملت على تبرئة الكيان الصهيوني في عشرات الحالات التي ثبت فيها بالدليل القاطع ضلوع قادة إسرائيل في ارتكاب تلك الجرائم. تفسير وحيد يمكن اعتماده هنا لفهم هذه الحالة الشاذة وهو أن الكيان محمي من قوة عظمى نافذة ولا قبل للآخرين بمجابهتها وهذه القوة هي أمريكا وتتبعها في ذلك وتطابقها تقريباً أوروبا. بعد تقرير غولدستون لم يعد الأمر كالسابق وانكشف بوضوح ذلك الوجه البشع للسلوك الإسرائيلي ولعدوانيتها ووحشيتها وبدا ذلك الوجه بغير مساحيق أو أقنعة زائفة فاندفع الكثير ممن خدعوا بالدعاوي الصهيونية في انتقاد تصرفات إسرائيل وسلوك جيشها الوحشي تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وبدا الموقف الأمريكي محرجاً تجاه سياسة الحماية غير الأخلاقية التي يوفرها لإسرائيل. في هذا السياق جاء مسلسل وادي الذئاب التركي الذي ينتقد وحشية إسرائيل وعدوانيتها وزيف ديمقراطيتها فعادت لدبلوماسية البلطجة بإهانة السفير التركي وتهديد الحكومة التركية بطرد سفيرها إن عاودت السماح لجهات ومؤسسات تركية بكشف حقيقة ما جرى ويجري في الأرض المحتلة رغم تقديمها اعتذاراً علنياً لتركيا عن إهانة سفيرها، كما أعلن مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي أن كيانه الصهيوني سيطرد سفير أي دولة تقوم بانتقاد السلوك الإسرائيلي أو توجه اللوم والإدانة لتصرفات جيش الاحتلال. الأمر المؤكد هنا أن سياسة البلطجة الدبلوماسية أو دبلوماسية البلطجة الإسرائيلية لم تعد قادرة على وقف الاحتجاجات والإدانات لسلوك ينافي أبسط قواعد الإنسانية وحقوق الإنسان وأن ضمير العالم لم يعد غافلاً عما يفعله المجرمون الصهاينة، ولم يعد قادراً على تحمل جرائم ضد الإنسانية يرتكبها أدعياء الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، وسيأتي الوقت الذي ستمثل فيه إسرائيل ومن يحميها ويغطي جرائمها أمام العدالة الدولية، وما تصميم منتج مسلسل وادي الذئاب التركي على إنتاج فيلم سينمائي يجسد معاناة أهل غزة ويكشف جرائم إسرائيل في العدوان عليها العام الماضي إلا خطوة في طريق الوصول لتحقيق العدالة والقصاص من المجرمين الصهاينة… وإن غداً لناظره قريب. [email protected]