أرشيف - غير مصنف
ايران تشتري حماس بالمال لشق الصف الفلسطيني
أقر قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأن الحركة تتلقى "دعما سياسيا وماديا" من إيران، إلا أنه أكد أن هذا الدعم لا يقابله دفع ثمن سياسي، على حد تعبيره. ويؤكد هذا الاعتراف الذي أعلنه خليل الحية رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي، الشكوك التي تبديها أطراف عربية وفلسطينية بينها حركة "فتح" من العلاقة الوثيقة بين "حماس" وطهران، مشككة في أن الدور الايراني ساهم بفعالية عالية في تمديد عمر الانشقاق الفلسطيني، بينما يؤكد مراقبون، أن طهران نجحت في شراء الحركة المسيطرة على قطاع غزة لتكريس شق الصف الفلسطيني، تحت مزاعم دعم المقاومة في فلسطين، في حين تقف إلى جانب الاحتلال الأميركي في العراق، من خلال التواطؤ الذي أبدته في تدمير البلد والتشجيع على زرع الفوضى والفتن بين أبناء شعبه.
ويثير التدخل الايراني حفيظة مصر التي تؤكد أن ادعاء ايران تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني، لا يعدو أن يكون سياسة لخدمة مصالحها، وعرقلة أي اتجاه للتوافق الفلسطيني أو المصالحات العربية العربية.
وقد جدد الحية رفض حركته التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة بالصيغة المطروحة حالياً، معتبراً أن التوقيع من دون إجراء تعديلات هو بمثابة سيف يشهر في وجه حماس كي تقبل بكل ما تريده فتح.
وقال "هناك ماكينة إعلامية لم تتوقف هدفها الإساءة لتجربة حركة حماس بكل مكوناتها"، وأضاف إن أولويات حركته في هذه المرحلة هي "تعزيز حقوق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق المقاومة لتحرير أرضه، وحفظ أمن المواطن، وتعزيز الشراكة السياسية وتحسين الأداء وتعزيز الشفافية في مؤسسات السلطة الفلسطينية وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة".
وبشأن العلاقة مع القاهرة، قال الحية "علاقة حركة حماس بالنظام المصري تتمثل في أمرين مرتبطين هما المصلحة وعلاقة المبادئ والثوابت معاً"، مشدداً على أن الذي يحدد تلك العلاقة ليست المصلحة بقدر ما هي مبادئ الشعب الفلسطيني ومصر حكومة وشعباً.
وأعرب الحية عن أمله في أن يكون العام الحالي "عام إعادة اللحمة بين الضفة وغزة، وأن تتعمق الشراكة السياسية بحكومة واحدة تدير مناطق السلطة الفلسطينية، وبمجلس تشريعي يعزز تلك الشراكة، وآخر وطني ومنظمة تحرير فلسطينية تمثل الكل الفلسطيني بكل شرائحه، وصولاً لمرحلة دعم المقاومة من الكل الفلسطيني في مواجهة الاحتلال".
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق قد أكد في وقت سابق وجود جهد كويتي للمصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس".
ونقلت وكالة "صفا" المحلية الفلسطينية في غزة، عن أبو مرزوق المقيم في دمشق، قوله إن الكويت تقوم بجهد لتحريك ملف المصالحة الفلسطينية، لكنه قال "إن الوقت سابق لأوانه للحديث عن نتائج". وأضاف "الأمر يحتاج إلى أيام لرؤية النتيجة"، مشيراً إلى أن الجهد الكويتي لا يطرح جديداً لكنه يسعى إلى المساهمة في عملية المصالحة.
وكانت سبعون مؤسسة أهلية مجتمعية محلية في قطاع غزة قد طالبت في الذكرى الأولى لانتهاء العدوان على القطاع بضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي والدفاع عن الحريات وحماية مكتسبات شعبنا وحقوقه.
ودعت المؤسسات حركتي "حماس" و"فتح" الى "الاستجابة لجهود المصالحة المصرية، والإسراع في إنهاء الانقسام والعمل الجاد والحثيث لاستعادة الوحدة الوطنية".
وقالت المؤسسات في بيان مشترك: "نرى أن أبلغ رد على العدوان والحصار؛ وأن الوفاء لدماء شهداء شعبنا وعذابات أسراه وجرحاه يكمن في تحقيق الوحدة الوطنية وتقوية البيت الفلسطيني الداخلي".
كما طالب البيان حركتي "فتح" و"حماس" بـ"وقف كل الانتهاكات التي شهدها المجتمع الفلسطيني كتداعيات وانعكاسات مباشرة للانقسام الداخلي وفي مقدمة ذلك إنهاء أشكال التعدي على الحريات وحقوق الإنسان كافة بما يشمل إغلاق ملف الاعتقال السياسي".
وفي رام الله اعتبر حزب الشعب الفلسطيني أن أقصر الطرق لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، يتمثل بتوقيع وثيقة المصالحة المصرية التي جاءت حصيلة حوار الفصائل الفلسطينية الجماعية منها والثنائية.
جاء ذلك خلال سلسلة اجتماعات موسعة نظمها حزب الشعب الفلسطيني في مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا في قطاع غزة بحضور أعضاء الحزب وكوادره وقياديه في مدينة بيت حانون، بالإضافة لعضوي المكتب السياسي وليد العوض ونافذ غنيم وعضوي اللجنة المركزية والرقابة رفيق المصري وأحمد الأشقر.
وفي سياق متصل أكد رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة ورئيس وفدها لحوار القاهرة ياسر الوادية أن القمة العربية المزمع عقدها في اذار (مارس) المقبل في ليبيا ستعطي دفعة قوية نحو انطلاقة المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر.
وفي المقابل، واصلت حركتا "فتح" و"حماس" الاتهامات المتبادلة، وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله إن من اسمتها "ميليشيا حماس" خطفت الشيخ محمد قاسم الأسطل(45عاماً) إمام وخطيب جامع السنة في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأضافت "ذكر شهود أن عناصر الميليشيا اختطفوا الشيخ الأسطل على خلفية خطبة الجمعة الماضي والتي انتقد فيها تعامل حماس مع جمهورية مصر العربية. وكان الأسطل قد قال في تلك الخطبة إنه لا يجوز أن نؤذي جيراننا، وأن نسير المسيرات ضدهم، وأن السب والشتم والتخوين والتكفير ليس من شيم الإسلام العظيم".
أما "حماس" فقد اتهمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، باعتقال 12 من أعضائها وأنصارها في الضفة الغربية خلال حملة دهم أول من أمس، لافتة إلى أن بين المعتقلين قيادي بارز في الذراع المسلح للحركة تلاحقه إسرائيل منذ سنوات عدة