ملكيون أكثر من الملك! بقلم: زياد ابوشاويش التحق وزير الأوقاف الفلسطيني بركب المؤيدين للجدار الفولاذي على حدود مصر مع غزة وبهذا اكتملت دائرة السلطة بكل مكوناتها في رام الله وراء تحبيذ استمرار الحصار وتعزيزه على قطاع غزة. الملفت في الأمر أن أغلبية كبيرة من الشعب المصري ترفض هذا الجدار وتعتبره عاراً يجب أن لا يلحق بمصر التي قدمت آلاف الشهداء دفاعاً عن الحقوق العربية وهي تعلن ذلك في السر والعلن، بل وتعبر عنه بنشاطات يومية وبأشكال مختلفة. ولمن لا يعرف الحقيقة حول هذا الجدار لابد من القول أنه لا يحاصر حركة حماس التي تتمتع بامتيازات منحتها إياها الحكومة المصرية وتجاه حركة قياداتها وكوادرها، بل إنه حصار لكل الشعب الفلسطيني في القطاع، كما أن المصريين يفهمون جيداً أن الجدار هو أحد تطبيقات الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لمراقبة الحدود مع القطاع بذريعة منع دخول السلاح لغزة والذي وقعته جوندليزا رايس وليفني مطلع العام الفائت واحتجت عليه مصر في حينه. الشيء الغريب وغير المقبول أن ينبري قادة فلسطينيون للدفاع عن بناء الجدار باعتباره عملاً من أعمال السيادة المصرية وغير ذلك من التبريرات التي لا تقنع حتى أؤلئك الذين يقفون في صف حكومة بلدهم من المصريين. هناك من يظن أن الجدار قد يرغم حماس على القبول بالمصالحة وإعادة الوحدة الوطنية أو قد يضعفها ويقلل مكاسبها من الأنفاق وهذا هراء لابد أن يتم التوقف عنه لأن التجرية أثبتت عقم هكذا أسلوب، وعلى قادتنا في رام الله أن يتوقفوا عن الخلط بين عجزهم عن استدراج حماس للتوقيع على الورقة المصرية وبين مصالح شعبهم التي يمسها الجدار بسوء كبير، وتجويع شعبهم في غزة لا يقدم لهم أي مكسب فليتقوا الله فيه. [email protected]