أرشيف - غير مصنف

هل تكميم الافواه الصحفية في اليمن هو الحل ?

حميد عقبي 

 استمع عدد من نواب الاتحاد الاوروبي باهتمام الى عدد من الشهادات للتونسين معارضين حول   ما ترتكبة السلطات بتونس من تعسف و مصادرة الراي ضد المعارضة و ضد الصحافة و ربما يؤدي هذا الى فشل المحادثات بشاءن الشراكة الاوروبية التونسية , تونس او المغرب بحكم موقعها الجغرافي فهي قريبة من عدة دول اوروبية لذلك هذه الدول تعلم ما يحدث هناك و لكننا نحن في اليمن بعيدون جدا و يظهر ان السفارات الاوروبية لا تنقل بشكل امين و دقيق ما يحدث للصحافة اليمنية من محاكمات تعسفية و سجن و اعتداءات جسدية و معنوية يتعرض لها الكثير من الزملاء الصحفيين بشكل يومي بل هي اصبحت عادة فاي ضابط شرطة في اي مركز امني يمكنه ان يحبس و يسجن و يضرب دون ان يرجع الى النيابة او القضاء و اي شيخ او متسلط يمكنه ان يفعل اكثير من ذلك

اي شخص يفكر بكتابة موضوع ما حول الحرية او العدالة الاجتماعية او نقل اخبار ما يجري في الجنوب من حراك و مظاهرات او يتحدث عن ما يدور   من مظالم و تعسف و ظلم و فساد في اي مؤسسة حكومية فان هذا قد يؤدي به للسجن او الفصل من وظيفته او تاخير معاشة او غيرها من انواع العقاب الذي تتفنن الكثير من مؤسسات الدولة في اختراعها.
 
 
 
ربما يمكننا القول ان اليمن صارت من الدول البارعة في تكميم الافواة و في نفس الوقت فالقصر الجمهوري يقوم بالتواصل مع المشائخ و تقريبهم و صرف الاموال لهم من اجل كسب ودهم و هو يعلم ان هناك نوع من المشائخ لا يهمهم الا العائد المادي و يمكنهم بيع هذه الصداقة في حال تلقي اموال من اي جهة اخرى خارجية و هناك بعض المناطق باليمن تتعامل بالريال السعودي او العماني و هم لا يعرفون شكل الريال اليمني و يمتلكون من السلاح و القوة ما لا تملكة بعض الوحدات الامنية و هم في بعض الاحيان لا يعترفون بالقوانين المدنية حيث توجد مناطق يمنية كثرة لا يوجد بها محاكم و مراكز امنية و لا سلطة للدولة , الكثير من مناطق اليمن لا تعرف ماذا يعني كهرباء او مياة نقية او مدارس او وحدة صحية و يعيشون
في حالة بائسة و هم لا يعترفون الا السمع و الطاعة للشيخ و رغم كل هذا فهولاء المشائخ الذين ساهموا ببقاء رعايهم مناطقهم في عزلة عن المدنية فهم يجدون المكافاة و الاموال بينما اي شخص او اي قلم حر يكتب داعيا للحياة المدنية و مناديا باي حق من حقوق الناس فان مصيرة السجن او التعذيب .
 
 
 
ان تكميم الافواه ليس هو الحل بل قد يكون احدى المشاكل التي قد تسبب للحكومة نوع من العزلة الدولية او فرض عقوبات و لكن يظهر ان السفارات الاوروبية باليمن مازالت في موقف المتفرج و لا تنقل بشكل امين ما يحدث باليمن او انها من خلال هذا الصمت تحقق نوعا من انواع المصلحة و لكن لو ان لدينا اقلام و شخصيات و نواب معارضة و اصوات بالخارج يمكن لهولاء ابراز الحقائق للراي العام العالمي و في حال استمرار هولاء السفراء و هذه السفارات في الوقوف مع هذه الاجراءات فهم يشتركون في هذه الجرائم و يحق   رفع دعاوي ضدهم امام المحاكم في بلادانهم   فالسكوت هنا شهادة زور مدفوعة القيمة و يمكن ان تكون عواقبه وخيمة حسب القوانين الاوروبية كون هذا يعد
اخلال في اداء الوظيفة .
 
 
 
لا بد من الخروج من هذا المازق و لا بد للقيادة السياسية ان تكون اكثر ذكاء فاحداث نوع ن التطور الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي لن ياتي بدون حرية و احترام لحقوق الانسان و الاستماع لوجهات النظر الاخرى و القضاء على الفساد و اصلاح القضاء و اعطائة السلطة و بحث كيف يمكن تطوير التعليم و الثقافة ان اغلاق اي منبر فكري حر و مدني يصاحبه فتح منبر اخر متطرف يدعو للكراهية هذه الاتجاهات التكفيرية و قوة القاعدة و غيرها من الحركات الرجعية و الارهابية هي نتيجة من نتائج تكميم افواه الصحفيين و المفكرين .

زر الذهاب إلى الأعلى