خالد القره غولي .
.كاتب وصحافي عراقي
ليس المقصود هنا بكلمة الوطنية هي ما يكنه الإنسان من مشاعر مخلصة يضحي بها من اجل وطنه أو حبه لأبناء بلده الذي يعيش ويتربي ويدفن فيه معززاً مكرماً .. هذه الوطنية ألحقه في العراق .. حسنا..أعود من جديد إلى بلدي العزيز العراق العظيم وأعلن في هذه اللحظات وقريبا من أفق يحمل ألينا فرات الخير وشمس أمنياتنا بعيدا عن حزن
مدفون 00اتجرا مقتبسا من صحراء العراق وانين السدود 00ومنارات الدعاء المخضب بصلواتنا دعاء متبسما بعشق العراق وأهل العراق اعذروني إنا مغرم بالذين وهبوا قلوبهم حبا لهذا البلد الكبير .. وزرعوا نفوسهم حصادا للطيبين .. أيها الوطن الكبير الجميل العزيز اقترب مني فانا محتاج إليك جدا في هذه الأيام 00دثرني يا نخل العراق احملني إلى ضفاف دجلة الخالد 00ثم الفرات إلى البصرة والى بغداد00اوصلني إلى كركوك الغالية نعم الغالية .. وارجع بي إلى النجف
الاشرف وديالى والعمارة والسليمانية والناصرية والرمادي ودهوك وواسط واربيل وصلاح الدين ونينوى والسماوة وهنا لا أريد إن اكتب عن التفجيرات التي حدثت في العاصمة بغداد وفي بقية المحافظات الأخرى والتي بدئت تستمر وتتواصل على مرور أيام الأسبوع الدامية ..لان البعض ينزعج من حقيقة الصحافيين ..
هل أبدو بعيداً عنها… أم قريب من ساحل فارغ يقع على شاطئ دجلة الخالد.. أنها ساعات النهار الأخيرة تودع الشمس أبناء هذا البلد
الغيور يوم أخر اسمه يسبح به الناس لله العلي القدير يبدأ بعبير وتلاوات المسبحين نحو جهة الغروب فإذا بجموع الناس ترفع أكفة الأذرع إلى الباري عز وجل وتنقل رائحة السلام والأمان لأبناء هذا البلد حيث بدأت مئات المآذن تدعو الناس إلى الصلاة والدعاء سرت في شارع طويل بعد الصلاة يكاد يفرغ تماماً من الناس بينما كان أرخبيل من السيارات المسرعة تذهب من حيث لا ادري وفي نفس اللحظة لو أحصينا عدد المآذن والمساجد والحسينيات والكنائس والمعابد الدينية الأخرى في العراق لفاتنا الكثير لكنها تبزغ شامخة من بعيد يرفرف الطير فوق أحواض المعابد الدينية كافة ولجميع طوائف هذه المدن وأهل العراق يتمسكون بالتقاليد العربية والإسلامية والديانات الأخرى التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم لكنهم يتألفون مع الغرباء حتى ينصهر الغرباء بينهم .. لكن مع الأسف لا ادري ما حل في هذا البلاد وحضارته التاريخية انتشرت في كل بقاع العالم لأكثر من سبعة ألاف سنة تحكي قصة شعب عريق مبدع متسلح بالعلم كان ولا يزال يشير في النفس اعتزاز ومباهاة واعتلاء لناصية الفخر عبر ما تحقق لها ضمن مسيرتها الطويلة الحافلة بالعطاء حتى وصفها احد المؤرخين بأنها قطعة من التاريخ والحضارة والإنسانية..وها هي مدن العراق الجميلة التي خطفها الأعداء من الفاسدون والطامعون الذين يعتقدون أن مدن العراق مزراع مهجورة لا أصحاب لها ولا أهل يحرسونها ويحمونها من قوات الاحتلال الغاشمة والعفاريت الجديدة التي خرجت للتو من القمقم لهذه الأرض رافعين شعار لأبناء هذا البلد يجب أن تغادروها ولكنهم نسوا أن في العراق الجريح عباقرة كثر وشجعان كثر وحكماء كثر لكن الوقت غير متاح للمبارزات بين أولئك العباقرة والشجعان والحكماء بل هو وقت إيجاد المخارج للناس قبل أن تحترق هذه المدن .. والسؤال هنا يطرح نفسه أمام حكومتنا العراقية وأعضاء البرلمان كافة ماذا فعلتم لهذه المدن التي شوارعها لا زالت مقفرة أبنية تهاوت وتهدمت .. أزقة لونتها الشعارات المستهلكة ..مآذن ومعابد أتعبها الرصاص يكاد الدخول إلى كافة مدن العراق يشعر بالرعب التام ويكون دخوله أشبه بالدخول إلى مدن تحاصرها جيوش الغزاة من الأمريكيين ومساعديهم من كل الجهات فالخروج من هذه المدن يتطلب سيراً على الإقدام والدخول إليها يدخلك في دوامات التفتيش والأسلحة والاستفزاز قبل أن
تتعرض سيارتك إلى فحص دقيق وسلب محتويات جيوبك أو اعتقالك.. هذا هو حال مدن العراق يا أبناء العالم كافة تلك المدن التي كانت غافية على حلم دجلة والفرات لكن هذه المدن حالها تحول إلى كابوس أطبقت من خلاله قوات الاحتلال على جميع مفاصلها الحيوية وشرايينها التي تؤدي إلى استمرار الحياة فيها فهي تعيش في حصار جديد لم تألفه كتب المصطلحات السياسية والعسكرية وهذا حال لسان أبناءها الطيبون على من تقع مسؤولية هذا التدمير المبرمج وفقدان الحياة المدنية العامة وتهجير أهلها المساكين في مدن كانت عقدة الموصلات المهمة في الشرق الأوسط أهلها يتهمون القوات الأمريكية باصطناع هذا الوضع للحيلولة دون استمرار الحياة فيها .. و القوات الأمريكية أغلقت أبوابها إمام الجميع وتبقى الأسئلة
بلا أجوبة واضحة رغم الحملات الأمنية الاستعراضية فمن المسئول يا ترى ولماذا وأخيرا علينا واجب مهم نحن العراقيون فلنعد بالوطنيين إلى العراق .. ونعد العراق إلى الوطنيين ..