أرشيف - غير مصنف

العواجي: لمَ لا يظهر علماء السعودية في إعلام إسرائيل؟

وسط تساؤلات تتردد بالأوساط الدعوية والفكرية السعودية حول مشروعية ظهور العلماء في وسائل إعلام إسرائيلية، على خلفية رفض د.علي بادحدح المشاركة في برنامج على قناة إسرائيلية للحديث عن القضية الفلسطينية، اعتبر المفكر الإسلامي السعودي د.يوسف العواجي أنه "لا مانع من ظهور العلماء في إعلام العدو الإسرائيلي".

واشترط العواجي أن يكون هذا الظهور بهدف "تبليغ الرسالة والصدع بالحق في أي منبر أو وسيلة كانت، بشرط البعد عن المساومة والتميع"، فيما رأى مفكرون ودعاة سعوديون آخرون أن الأمر خاضع لموازين المصلحة والمفسدة، بينما اعتبره د.بادحدح "استدراج للعلماء نحو التطبيع"، مع إسرائيل.
 
 
وفي تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" أوضح د.بادحدح أنه تلقى اتصالا هاتفيا من شخص عرف نفسه بأنه "وسيط صحفي" قدم له دعوة للحديث عبر مداخلة هاتفية عن القضية الفلسطينية في برنامج على القناة الإسرائيلية العاشرة، متعهدا بأن المداخلة ستكون حرة، ولن تتخللها أي مقاطعة من المذيع وستصاحبها ترجمة فورية أمينة.
 
استدراج أهل العلم
 
لكن بادحدح الذي رفض العرض اعتبر أن "القبول بمثل هذه المشاركات نوع من الاستدراج الذي بدأ بالسياسيين وضوى كثيرا منهم تحت جناح التطبيع.. فهم (الإسرائيليون) الآن يريدون أن يصلوا إلى ساحة أهل العلم والدعوة، ولكنهم لن يجدوا إليها سبيلا".
 
ولفت إلى أن "المشاركة تعتبر اعترافا بأن لهذا الكيان الصهيوني الغاصب وجودا مقبولا وأن له إعلاما مسموعا وأن له شعبا أصبح له حق لمخاطبته، وهذا كله مرفوض وباطل"، مضيفا: "لذا أؤكد شخصيا أهمية المقاطعة واستمرار المواجهة ودعم المقاومة والتحذير من مخاطر الكيان الصهيوني بتغلغله عبر بوابات الإعلام المختلفة".
 
وردا على سؤال حول إمكانية مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي عبر هذا الظهور قال بادحدح: إن "العالم أصبح قرية صغيرة وكل ما يصدر عن المسلمين يبث ويترجم وينقل إلى الصهاينة، فليس هناك حاجة لهذه المخاطبة لأننا سنعطي شرعية لهذا الوجود وشرعية لمخاطبته".
 
واستطرد: "وأنا أصلا ضد استضافة اليهود الغاصبين في الفضائيات العربية بحجة المهنية؛ لأن المهنية لا تستدعي ذلك ويمكن معرفة هذه الآراء عبر وسائل إعلامهم".
 
وأوضح أنه "إذا كانت هناك وسيلة إسلامية ناطقة باللغة العبرية يمكن حينها أن نخاطب هذا الرأي لنوضح له أن ما يقوم به الكيان الصهيوني هو جريمة واحتلال مخالف للقانون الدولي وللشرائع السماوية وأنه ليست هناك أوجه حق بحال من الأحوال لهذا الكيان الصهيوني في أرض فلسطين".
 
ليس تطبيعا
 
ومختلفا مع رأي بادحدح، قال د.العواجي لـ"إسلام أون لاين.نت": إن "الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرتاد القوم (غير المسلمين) في مجالسهم ونواديهم ليصدع بالحق الذي أمر به ولم يترك وسيلة ولا مناسبة إلا وسلكها حتى يبلغ الرسالة والدعوة، وبناء عليه فإن أي وسيلة إعلام وأي منبر مهما كان وأينما كان، على المسلمين أن يستفيدوا منه لإبلاغ الرسالة، بعيدا عن المساومة أو التنازل".
 
وأضاف العواجي: "إذا جاءني اتصال من أي وسيلة تابعة للعدو الصهيوني أو من غيره من وسائل الإعلام الغربية فأنا لا مانع عندي، فهي عندي على حد سواء، حيث كلها وسائل على غير الملة، والفرق أن وسيلة العدو الصهيوني هي وسيلة عدو محارب والأخرى غير ذلك".
 
واستدرك: "ولكن سأراعي هذه الوسيلة وأحور خطابي وفق طبيعتها، فخطابنا مع الغرب خطاب تعايش فيما يخص قضايانا المحلية وخطاب استنكار فيما يخص تدخلهم ودعمهم للعدو الصهيوني، وأما خطابي مع العدو الصهيوني في محطاته فهو خطاب من خلال منابر العدو على أنه عدو حتى يترك الأرض المحتلة وحتى يرجع من حيث أتى ويترك بلاد المسلمين".
 
وردا على الرأي القائل بأن المشاركة تعد تطبيعا، رفض العواجي ذلك، قائلا: "إن التطبيع هو أن يقدم الإنسان تنازلات على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الفكري أو الديني ثم يزعم أنه قد يحصل من الطرف الآخر على شيء من التنازلات.. أما اقتحامهم لتبليغ الرسالة وإيصال الأمانة فهذا كان ديدن الرسول والصحابة من بعده".
 
واستطرد قائلا: "أما التنازل نيابة عن الأمة دون تفويض في أشياء ثابتة كالأرض والجهاد في سبيل الله وتحرير المقدسات، فهذا لا شك جريمة وتطبيع ننكرهما جميعا".
 
الحكم يختلف
 
من جهته قال المفكر الإسلامي الدكتور عوض القرني لـ"إسلام أون لاين.نت": "ليس كل مسلم يصلح للظهور في الإعلام الإسرائيلي، فالحكم يختلف باختلاف موقع الشخص، فمثلا بعض الناس، ليس لهم حاجة على الإطلاق لأن يخاطبوا أتباع هذا الكيان بل الأصل المقاطعة".
 
وتابع قائلا: "أما الشخصيات التي ينتج عن ظهورها مصلحة لمخاطبة شريحة معينة أو جمهور معين لخلخلة جبهة العدو الداخلية أو التأثير فيها أو توهينها نفسيا أو كشف التضليل الجماهيري فيكون حين إذن الأمر جائزا ومشروعا".
 
وعن الشخصيات التي يرفض ظهورها قال القرني: "من يحمل لواء المقاطعة والمواجهة والمقاومة بشكل واضح وقوي وجلي ليس من المناسب أن يظهر، لأن ظهوره سيعتبره البعض انتهازية وخيانة للمبادئ، لكن من يظهر ليدفع التضليل ويساهم في اختراق نفسي وثقافي فهذا جيد ولا بأس فيه".
 
يذكر أن القناة الإسرائيلية العاشرة، أجرت في وقت سابق حوارات صحيفة مع شخصيات عربية سياسة وثقافية وإسلامية أبرزهم الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين.
 
وناقش اللقاء العمليات الاستشهادية وقضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت والاعتراف بإسرائيل، وتحدث البيتاوي حينها بقوة وجرأة، مبينا أن ما تقوم به إسرائيل بحق الفلسطينيين "هو جرائم مخالفة للشرائع السماوية وليست هناك أوجه حق لهذا الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، ومصير إسرائيل هو الزوال".
 

زر الذهاب إلى الأعلى