أجمع رؤساء أجهزة الاستخبارات الأمريكية على أن تنظيم القاعدة يسعى لشن هجوم مؤكد ضد الولايات المتحدة في غضون من ثلاثة إلى ستة أشهر.
وخلال جلسة استماع بالكونجرس الأربعاء 3-2-2010، قال مديرو وكالة الاستخبارات: إن القاعدة لا تزال تشكل أكبر هاجس لأمن الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن "هذا التنظيم الإرهابي نشر عملاء للولايات المتحدة لتنفيذ هجمات جديدة من داخل البلاد"، بحسب وكالة "الآسوشيتد برس".
وردا على سؤال من رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ ديان فاينشتاين عن احتمال وقوع هجوم "إرهابي" على الولايات المتحدة في الأشهر من الثلاثة إلى الستة المقبلة، اتفق مسئولو الاستخبارات على أن هذا الاحتمال "مؤكد"، مشددين على ضرورة مواجهة التهديد المتنامي على أمن شبكة الإنترنت.
وشارك في الجلسة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ليون بانيتا، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) روبرت مولر، و(الاستخبارات القومية) دنيس بلير، وقادة أجهزة استخبارات أخرى.
واعتبر قادة أجهزة الاستخبارات أن إحباط المخططات الهجومية للقاعدة رهن باعتقال كبار قيادات التنظيم.
اعتقال قادة القاعدة
لكن بانيتا قال: إن "أكثر ما يثير خوفي ويؤرقني هو أن التنظيم يكيف أساليبه لجعل الكشف عن مخططاته أمرا صعبا، وأنه انتقل من إستراتيجية تنفيذ هجمات كبيرة بمجموعة من عدة لاعبين، إلى استخدام أفراد ليست لهم أي خلفية إرهابية".
واستشهد مدير وكالة الاستخبارات المركزية بالقضية التي اتهم فيها الطالب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، بمحاولة تفجير طائرة أمريكية فوق ديترويت في ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أن عبد المطلب ليس لديه تاريخ طويل في العمل مع من وصفها بالمجموعات "الإرهابية".
واعتبر بانيتا أن الهجمات الأمريكية على المناطق القبلية الباكستانية "قامت بعمل عظيم في إحباط عمليات القاعدة.. وأن ما يجري الآن هو أنهم ينتقلون إلى ملاجئ آمنة في مناطق مثل اليمن والصومال".
"لن تتوقف"
من جهته، قال دنيس بلير: إن معسكر جوانتانامو أصبح من أبرز أدوات التجنيد للانضمام لصفوف القاعدة، معتبرا أن مخططات التنظيم لمهاجمة الولايات المتحدة لن تتوقف حتى اعتقال أو تصفية زعيمه أسامة بن لادن والرجل الثاني أيمن الظواهري.
وأوضح أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تكثف مراقبة أنشطة القاعدة والمجموعات التابعة لها وسط قلق من أن التنظيم يركز الآن على تجنيد عناصر غربيين وأفرادا آخرين لديهم إمكانية دخول الأراضي الأمريكية.
وأشار بلير إلى أن وكالات التجسس يمكن أن تستهدف أمريكيين ضالعين في "الإرهاب"، لكنه قال إنه يجب الحصول على تصريح قبل شن ضربات قاتلة.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت مؤخرا أن الرئيس باراك أوباما وافق على شن غارة في ديسمبر الماضي ضد مجمع باليمن؛ حيث كان يعتقد أن المواطن الأمريكي أنور العولقي يجتمع مع قادة للقاعدة.
وتصدر الكثير من التحذيرات الأمريكية بين وقت وآخر بخصوص هجمات محتملة، إلا أنه لا يقع منها شيء.
ويأتي هذا التحذير في أعقاب بث وسائل إعلام شريطا منسوبا لابن لادن يتعهد فيه بمواصلة الهجمات على الولايات المتحدة ما دامت واشنطن تواصل دعمها للاحتلال الإسرائيلي.