أيها المثقفون الفلسطينيون الى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية والثقافة روح الشعب الفلسطيني الى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية والثقافة هوية الشعب الفلسطيني الى اين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية والثقافة نظرية السلوك التي ترسم طريق الحياة أمام الشعب الفلسطيني الى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية والثقافة مدرسة الشعب التي ترسم طريق الثورة أمام الشعب الفلسطيني في العودة الى فلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر الى اين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والآداب والتاريخ والجغرافية والقوانين والعادات الفلسطينية التي تعبر عن وطنية الإنسان الفلسطيني وإنسانية الإنسان الفلسطيني الى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية والثقافة قوام الحياة الاجتماعية الفلسطينية وظيفة وحركة الى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية والثقافة عملية إبداعية متجددة وانجاز كمي مستمر تاريخيا إلى اين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية والثقافة عملية إبداعية متجددة وانجاز نوعي مستمر تاريخيا إلى اين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية والثقافة عملية إبداعية متجددة في الحفاظ على التراث وتجديد قيمه الروحية والمادية على أساس توحيد الجديد في القديم روحا مسارا إلى اين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون في زمن القسوة والحصار والجدار والحوار بلا حوار الى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون في زمن ظاهرة التجارة الثقافية التي تتسلل إلى عقولنا كما تتسلل الأشواك في أجسادنا الى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون في زمن ظاهرة التمويل الثقافي إلى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون في زمن التطبيع والتمويل الى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يصنعون أفكارهم في أجسادهم بدافع الرفاهية وليس بدافع الحاجة إلى أين نحن ذاهبون ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية والثقافة لا تجد مصادرها إلا في التاريخ ، هل التاريخ الفلسطيني حماقة مستمرة لا نهاية لها ، أيها المثقفون الفلسطينيون الذين يزيفون الثقافة الفلسطينية في زمن أصبحت فيه القوة في الجامعات وليس في الثكنات كما قال شمعون بيرس في كتابه الشرق الأوسط الجديد إلى اين نحن ذاهبون ، أسئلة مسكونة بالسؤال وكل سؤال مسكون بالسؤال سؤال حي ، هل نحن ذاهبون إلى رؤية انكلو – سكسونية – صهيونية في اختراق المجال العلمي والثقافي والسياسي الفلسطيني ، هل نحن ذاهبون إلى سيطرة الجامعات ومراكز الأبحاث الانكلو – سكسونية – صهيونية على العقل الفلسطيني وتوجيه الحياة في فلسطين ، هل نحن ذاهبون إلى حد دمج كيان يهودي في التركيبة الشعورية والفكرية الفلسطينية ، أن الطريق إلى ذلك هو التطبيع ، والتطبيع هو أن يكون كل ما يريده العدو منا طبعا فينا ، وهو وان كان خافيا على قسم كبير من عامة الناس إلا انه ليس خافيا على النخب الأكاديمية والثقافية والحزبية والسياسية التي تراه نظريا وتلمسه واقعيا وتباشره بعض هذه النخب في مؤسسات ما تسمى بالمجتمع المدني ( الاونجوز ) عمليا في مجالات التعاون العلمي والثقافي ، وهذه المؤسسات ليست مؤسسات مجتمع مدني ولكنها مؤسسات مجتمع نخبوي تشكلت بقرار من سلطة أوسلو بالتعاون مع مؤسسات غير حكومية أوروبية وأمريكية شكلا ولكنها جزء من حكوماتها وأحزابها ، وقد كان هدف سلطة أوسلو من تشكيل هذه المؤسسات النخبوية هو ملء المجال الموجود بين الأسرة والسلطة ، لأن المجال الموجود بين الأسرة والسلطة هو ساحة الصراع الأيديولوجي بين المجتمع والسلطة ، وإدارة الصراع بين المجتمع والمجتمع السياسي ( السلطة ) بالشكل الذي يحقق مصالح السلطة ، أما هدف المؤسسات الأوروبية والأمريكية فهو اختراق المجتمع الفلسطيني ، والترويج للقبول بالكيان الصهيوني ، والتعايش مع الكيان الصهيوني ، وإسقاط حق العودة ، وإسقاط خيار المقاومة ، واختراق السيكولوجيا الجمعية وتغيير منظومات القيم الاجتماعية الفلسطينية ، وترسيخ منظومات التخلف والرجعية والارتهان ، وتوفير معلومات مسحية حول أوضاع المجتمع الفلسطيني من خلال الدراسات والأبحاث وورشات العمل التي تقوم بها مؤسسات المجتمع النخبوي لصالح الجهات الممولة والتي يمكن أن تقدمها إلى جهات استخبارية معادية ، ولذلك تبدأ هذه المؤسسات في إعداد دراسات وتقارير لكسب رضا الممول الأجنبي وتقدم فواتير بمصاريفها وغالبا ما يعرف الممول الأجنبي أن هذه الفواتير مبالغ فيها ولكنه يعتمد صرفها ليسيطر على هذه المؤسسات وأشخاصها .
ولقد تم تمويل دراسات لمسح السكان في الضفة والقطاع أثناء الانتفاضة الأولى من مؤسسة "فافو" النرويجية التي كان لها الدور الأكبر في اتفاقية أوسلو، ونفس هذه المؤسسة اتفقت مع دائرة الاحصاءات الأردنية لعمل مسح للسكان وصولا إلى دراسة حول موضوع اللاجئين في الأردن والحلول لتوطينهم.
ان مؤسسات أمريكية وبريطانية وفرنسية وهولندية وسويدية وكندية وألمانية وغيرها تتناغم جميعا في التمويل الأجنبي من أجل التطبيع مع العدو وترسيخ الاختراقات في بلادنا مثل فورد فاونديشن والصندوق القومي الديمقراطي ومؤسسة رائد والشرق الأدنى وفولبرايت والمجلس الثقافي البريطاني وفريدرش ناومان وايبرت وكونراد اديناور ومؤسسة اسيدا والاميد ايست وكلها تدعو إلى التطبيع والقبول بالخصخصة و"حرية السوق" و"الاصلاحات" النيولبرالية، متماهية مع سياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ان القاسم المشترك لمؤسسات التمويل الأجنبي هو اختراق المجتمعات العربية، والترويج للقبول بدولة العدو الصهيوني والتعايش معها ورفض حق عودة اللاجئين إلى بيوتهم ورفض الكفاح المسلح لتحرير فلسطين واستنكار العمليات الاستشهادية، ان كل ممول له هدف ولما كانت الجهات الممولة من الغرب الرأسمالي وحكوماته وأحزابه الداعمة للكيان الصهيوني فإن التعامل معها تمويليا يعني قبول أهدافهم ومراميهم. إن عددا كبيرا مع المفاوضين مع دولة العدو الصهيوني في فلسطين والأردن ومصر لهم علاقات بالتمويل الأجنبي.
ان هدف التمويل الأجنبي هو خلق نماذج في بلادنا تعمل بأيدلوجيا رأسمالية معادية لثقافتنا وهويتنا الوطنية، ان التمويل الأجنبي يؤدي إلى العمالة وبطبيعة الحال فإن الممولين هم دعاة التطبيع مع دولة العدو الصهيوني لانهم يقبلون بوجوده من حيث المبدأ، التمويل الأجنبي خطر على الأكاديميين في الجامعات ومراكز الأبحاث وعلى الأحزاب والمنظمات غير الحكومية ما دام يأتي من جهات ترتبط بسياسة حكومتها المعادية لامتنا وطبقا للاجندات الخاصة بهم والمطلوب هو فضح هذه المؤسسات ومقاطعتها وعدم التعامل معها.
وفي ظل المجتمع الجماهيري (سلطة الشعب) تنتفي صفة التمويل الأجنبي فعندما تكون السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب وهو صاحب المصلحة