"عاصفة جليدية هي الأقوى منذ قرن".. "العاصمة الأمريكية يدفنها الجليد".. "الثلج كالبطاطين في الساحل الشرقي".. "انفجار طقسي يضرب أمريكا".. بهذه العبارات وغيرها وصفت وكالات وصحف أمريكية صادرة الأحد، العاصفة التي تضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة، والتي أطلق عليها السكان اسم "سنوبوكاليبس" أو "سنوماجيدون" أو "عاصفة القيامة الثلجية".
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن العاصفة، التي تعتبر بحسب خبراء الأرصاد الأمريكيين الأقوى منذ قرن تقريبا، ضربت ولايات الشرق الأمريكي كلها من إنديانا وحتى بنسلفانيا مرورا بنيويورك وكارولينا الشمالية والعاصمة واشنطن، وغيرها من الولايات.
وارتفع سمك طبقة الثلوج إلى 50 سنتيمترا في العاصمة واشنطن، و70 سنتيمترا في ميريلاند ومتر في ولايات أخرى، لتحطم هذه العاصفة بذلك الرقم القياسي المسجل في العام 1922، عندما بلغت سماكة طبقة الثلوج التي غطت العاصمة واشنطن في ذلك الحين 71 سنتيمترا، وفقا لخبير الطقس في جامعة كولورادو (غرب) البروفيسور كلاوس والتر.
وأدت العاصفة الثلجية التي أطلق عليها عليها السكان في الولايات التي ضربتها العاصفة اسم "سنوبوكاليبس" أو "سنوماجيدون"، وتعني "عاصفة القيامة الثلجية"، إلى شلل الحركة في جزء كبير من شرق الولايات المتحدة، فيما حرمت الآلاف من المنازل من الكهرباء، من بينهم 150 ألفا في ولاية ميريلاند، التي كانت مع فيرجينيا والعاصمة واشنطن الأكثر تضررا من العاصفة.
وقال مسئول في شركة بيبكو، وهي المؤسسة الرئيسية التي تزود ولاية ميريلاند بالكهرباء، إن إعادة التيار الكهربائي ستتطلب يومين.
كما أثرت العاصفة على الحركة على الطرق؛ حيث لقي أب وابنه حتفهما على إحدى طرق ولاية فرجينيا عندما صدمهما جرار بعد أن توقفا لتقديم المساعدة لسائق دراجة نارية واجه صعوبات بسبب الأحوال الجوية السيئة.
"الأسوأ"
ووصفت صحيفتا "يو. إس. إيه توداي" و"واشنطن تايمز"، الأحد 7-2-2010، الوضع بأنه "الأسوأ في مائة عام"، واستخدمتا عبارة "بطاطين الثلوج تغطي المنطقة" لوصف الحالة في ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة التي ضربتها العاصفة.
وقالت الـ"يو. إس. إيه توداي" إنه تم إلغاء جميع الرحلات التي كانت مقررة أمس السبت في مطار ريجان بالعاصمة، كما بقيت معظم الطائرات على الأرض في مطاري دالس وبالتيمور في العاصمة، وتعطلت خطوط السكك الحديدية، كما أغلقت المدارس، بينما طلبت المصالح الحكومية الفدرالية من العاملين فيها البقاء في منازلهم.
كما طلبت بعض المستشفيات في عدد من الولايات مساعدة السكان ممن يتملكون سيارات الدفع الرباعي للتطوع لنقل الأطباء من منازلهم إلى أعمالهم، بينما شكا بعض السكان هاتفيا من قرب نفاد المؤن الغذائية التي في مخازن منازلهم التي حوصروا فيها، خصوصا في ولايتي ميريلاند وفيرجينيا.
وطلبت الصحيفة من قرائها إرسال تعليقاتهم على العاصفة إليها، ووضعت عبارة تقول فيها "إذا كنت قد تأثرت من جراء الانفجار الذي وقع مؤخرا في الطقس في فصل الشتاء.. أرسل لنا تعليقك".
أما الـ"واشنطن تايمز" فقد قالت إن "سنوماجيدون" أجبرت موكب الرئيس باراك أوباما الذي يسير عادة بسرعة كبيرة في شوارع العاصمة، على السير ببطء؛ بسبب الثلوج التي أدت إلى سقوط الأشجار وعزل المنازل.
إلا أن بعض السكان استغلوا فرصة هذه الإجازة الإجبارية، التي أدت إليها العاصفة، لكي يخرجوا إلى بعض المناطق التي كانت كثافة الثلوج فيها متوسطة، لكي يمارسوا رياضة التزحلق على الجليد.
أما "الواشنطن بوست" فقد وصفت الوضع بأن العاصمة الأمريكية "قد غرقت في فوضى تاريخية"، وقالت: إن ما يقرب من 218 ألف منزل في العاصمة انقطعت عنها الكهرباء السبت، واستمر حوالي 140 ألفا منها حتى صباح الأحد بدون كهرباء، ونقلت عن مسئولين في الشركات المسئولة عن تزويد العاصمة بالكهرباء إن هذا الوضع سوف يستمر لمدة أيام.
وقالت إن ارتفاع الثلوج أدى إلى توقف آليات كسح الجليد في كثير من المناطق من العاصمة، خصوصا في الضواحي المحيطة بها؛ حيث ازدادت كثافة الجليد.
انهيارات طينية
ولم تقتصر الأحوال الجوية السيئة في الولايات المتحدة على الساحل الشرقي؛ حيث شهد الساحل الغربي الأمريكي عاصفة أخرى ممطرة أدت إلى حدوث فيضانات ضخمة، أغرقت الطرقات والمنازل في مدينة لوس أنجلوس عاصمة ولاية كاليفورنيا.
وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن الأمطار الغزيرة التي هطلت أغرقت أكثر من 40 منزلا، وطمرت السيارات، وأدت إلى انهيارات طينية في بعض الأماكن من الولاية؛ حيث أمرت السلطات الفيدرالية السكان بإخلاء منازلهم تحسبا لسوء الوضع.