كان فؤاد حداد، ابن بلدة مجدليون اللبنانية من مواليد 1953، على موعد مع السفر، على متن الطائرة الاثيوبية المنكوبة، إلى الكونغو، من أجل إنجاز أعمال تعود لشركة دمرجيان في بيروت، إلا أن محامي الشركة لم يتمكن من إنجاز بعض المستلزمات التي كان يفترض نقلها إلى الكونغو، في الوقت المحدد، فقام حداد عندها بإلغاء الحجز، وتأجيل سفره.
ويروي بعض أقربائه أنه فور سماعة بسقوط الطائرة، شعر بأن القدر أراد له النجاة، فانطلق إلى منزل والديه وقبّلهما وقال لهما: «بفضل رضاكما كتب لي عمر جديد»، وروى لهما حكايته مع الطائرة.
مكث فؤاد مع عائلته مدة أسبوع، ثم سافر يوم الأحد في الأول من شباط إلى الكونغو، لكن هذه المرة على متن الطيران الفرنسي، وقد شارك قبل سفره في قداس يوم الأحد وودع أفراد عائلته وأصدقاءه. أمضى في الكونغو فترة أسبوع، واتصل بعائلته ليبلغها أنه عائد السبت (الماضي) على متن الطيران الفرنسي، لكنه شعر وهو في الطائرة بألم حاد في صدره، سرعان ما تبين أنه ناتج عن أزمة قلبية حادة.
ويقول الأقرباء إن الطبيب الذي كان على متن الطائرة، حاول إسعافة وإنقاذه، وأخبر القبطان أن وضعه الصحي صعب للغاية، ويجب نقله إلى أي مستشفى فوراً. عندها لم يكن أمام القبطان من خيار سوى الهبوط في تونس، كونها المدينة الأقرب لمسار الطائرة، لكن المنية وافت حداد قبل هبوط الطائرة، وكان القدر له بالمرصاد، فسكت قلبه عن الخفقان.
وأمس شيعت بلدة مجدليون ابنها فؤاد وسط أجواء الحزن، ورفعت اللافتات التي تحدثت عن مناقبيته، وأطلقت المفرقعات خلال مراسم وداعه من الكنيسة حتى مدافن البلدة، حيث سجي في نعش أبيض وحمل على الأكف، وسط نحيب العائلة المفجوعة.