احمد العسافي
لم يشهد التاريخ الحديث اسوأ من البرلمان العراقي الحالي الذي يعاني سكرات الموت وفي النزف الاخير من حياته الى ممات غي ذي رجعة, جاء البرلمان بعد انتخابات كانت الثانية تحت حراب الاحتلال الامريكي البغيض, والاولى التي شهدت مشاركة من كافة مكونات الشعب العراقي بعد مقاطعة واسعة من احد اطياف ومكون رئيسي من مكونات الشعب في الانتخابات الاولى.
كان ختام الدورة البرلمانية الحالية مسكا على النواب لا على عموم المجتمع, فالامتيازات والاستحقاقات التي حصلوا عليها لم يحصل اي برلماني في العالم ولا في المريخ اذا كان هناك برلمان فيه, المفروض الان ان تطالب حكومة العراق قائمين على موسوعة "غينيس" للارقام القياسية لشمول البرلمان الحالي بالموسوعة وذلك( اقصر خدمة لاعلى راتب تقاعدي في العالم) لهذا يستحقون دخول عالم "غينيس" وبامتياز ودون ان يكون لهم منافس.
خلال فترة عمله طيلة السنوات الاربع الماضية لم يشهد المجلس اكتمال النصاب لمناقشة اي قانون من القوانيين المطروحة على جدول اعماله سوى اليوم الذي تمت فيه مناقشة مخصصات وامتيازات النواب, حيث كان الحضور من الجميع, وكان غياب عدد لابأس به من النواب لكافة جلسات البرلمان وقضوا هذه الفترة بالسفرات والتسكع في العواصم وفنادق الدرجة الاولى, التي كان يحلم معظمهم المرور من جنبها لا السكن فيها.
لم يكن الغياب للبرلمانيين وحدهم فحسب وانما كان هناك الغائب الابرز هو "الضمير" الذي لم نشهد له حضور في اي جلسة من جلسات البرلمان, فكان الغائب بلا استثناء عن جميع البرلمانيين طيلة السنوات الاربع الماضية ولم نشهد له حضور في اي يوم لان حضوره سوف يتقاطع مع المصالح الشخصية والفئوية والطائفية للبرلمانيين, وحضوره يعني حضور الوطن في صدر كل نائب وفي عقله وتفكيره لذا سوف يكون التاقطع المصالح التي ذكرناها سابقاً.
ليراجع كل برلماني وفي لحظة تأمل نفسه, وليطلق لمخيلته العنان وان يعود الى الخلف قليلاً وليسأل نفسه اسئلة كثيرة ما عمل؟ وماذا قدم؟ للوطن ولجموع الناخبين الذين عانوا الويلات والصعاب في لحظة كان غائب كل شيء فيها, لا أمن لا امان لا لقد كان الهدف الذهاب الي صناديق الاقتراع لانتخاب هؤلاء, وليجعل البرلماني ضميره حكما ورقيباً, اذا كان الضمير لا يزال موجود وحي الى الان, ان لم يكن قد مات سريرياً ولم يعلن عن موته حيث وجوده من عدمه بلا فائدة او جدوى.
اسئلة كثيرة تحتاج الى الاجابة عليها فيجب ان تكون الاجابة واضحة وصريحة, او ان نتحلى بالشجاعة وويقدم كل برلماني اعتذاراً للشعب العراقي جميعاً على ما فعلوا وان يعتفوا بتقصيرهم وان يطلبوا العفوا من الشعب ان لم يقدمهم الى محكمة الشعب التي سوف يكون حكمهما هو الاحق والعادل ويقول كلمته فيهم, لنعلن اليوم عن موت برلماننا العتيد وقد ذهب غير مأسوف عليه.
Alasafi2007@hotmail.com