أرشيف - غير مصنف

للقضاء على الفوضى .. زواج المسيار يواجه حائط سد في السعودية

بعد أن شهد زواج المسيار موجة من الجدل بالاوساط السعودية بين المؤيد والمعارض لهذا الزواج توقع قانونيون قرب صدور نظام جديد يمنع بموجبه المأذونين الشرعيين من إجراء أية عقود زواج مسيار إلا عبر ما سمّوه " آليات مشددة " لم يكشفوا عنها .

وبينما قيل إن هذه الآليات في مرحلة الإعداد لدى الجهات المختصة أرجعت مصادر أسباب صدور التنظيم الجديد إلى وجود قضايا متنوعة في أروقة المحاكم ولم تحسم بعد نتيجة مشاكل نجمت عن هذا النوع من الزواج، إضافة لتبعات اجتماعية أخرى .
 
ما هو زواج المسيار ؟
 
هو شكل من أشكال الزواج التي تستوفي جميع المستوجبات الشرعية من إشهار وديمومة وموافقة ولي أمر المرأة ، غير أن الزوجين غير ملزمين بالعيش معا في نفس المنزل ويمكن للمرأة أن تتخلى عن بعض حقوقها في النفقة .
 
ويشار إلى هذا الزواج لم يكن معروفا في الفقه القديم ولا يوجد نصوص صريحة في الكتاب والسنة وعند الصحابة تتناول هذا الشكل فهو اختراع عصري تفنن الناس في أسمائه فسموه تارة زواج المصياف وتارة زواج الفريند وتارة زواج الليليات وتارة زواج النهاريات ومرة أخرى زواج الماشي وغيره .
 
مؤيدون لهذا الزواج
 
   
 
زواج المسيار في رأي المؤيدين والمساندين له مثل أي زواج فيه المستفيدون ولابد أن يقابلهم الخاسرون، وإذا كان الغرض منه المتعة فما المانع في رأيهم مادامت المتعة قد تجعل العديد من المقبلين عليه أسوياء نفسياً وأكثر عطاءً وأقل عنفاً وإذا كان هو كما تشير الأراء إهداراً لكرامة المرأة فهى قادرة على الحفاظ على كرامتها في أي وقت وبأي شكل من أشكال الزواج .
 
حجج الرافضين
 
ويرى هذا الفريق أن هذا النوع من الزواج له العديد من المشاكل ، أولها: أنه لايحقق الإشباع النفسي العاطفي لدى المرأة، لأن الرجل يغيب شهرا أو شهرين، ثم يأتي يوماً يشعل المرأة ويجهدها نفسياً، ثانياً: هذا الزواج فيه إهانة للمرأة في المجتمع النسائي لأن الزواج في هذه العلاقة قائم على علاقة جنسية فراشية فقط، هكذا يتداول مع النساء، كذلك في حالة الإنجاب، فإن احتكاكهم بالأب سيكون ضعيفاً جداً وهذه مشكلة .
 
موافقة ولي الامر
 
 زفاف سعودى  
 
وأصدرت دار الإفتاء المصرية مؤخرا فتوى تبيح فيها زواج المسيار في مصر، على أن يكون ذلك بموافقة رئيس الجمهورية أو ولي الأمر كشرط لصحة هذا الزواج.
وجاءت هذه الفتوى عبر مركز البحوث الشرعية التابع لدار الإفتاء بإباحة هذا النوع من الزواج الذي عرفته مجتمعات خليجية وثار بشأنه جدل كبير بين الفقهاء بين مبيح ومحرم، وأكدت الفتوي أنه صحيح وجائز إذا استوفي الشروط التي نصت عليها أحكام الشريعة الإسلامية.
والمثير في هذه الفتوى هو أشارتها إلي أن تنازل المرأة عن حقها في المبيت والنفقة لا يبطل عقد الزواج لأن تنازلها عن حقوقها المادية هو اختيار حر لها لا يتعلق بأي فرد آخر
وأن الشرع يبيح لها المطالبة بحقها المادي متي أرادت لكنها عادت لتؤكد حق الرئيس أو الحاكم في أن يمنع هذا الزواج إذا خشي كثرة فساده أو إذا كان سبباً في عزوف الناس عن الزواج الشرعي بالطريقة المتعارف عليها.
 
وسيلة للمتعة
 
إن اتخاذ زواج المسيار وسيلة للمتعة لا يحقق السكن والمودة والرحمة ويؤدي إلى حدوث مشكلات أسرية، حيث يتخذ ساترا للانحراف يحرم المرأة من بعض حقوقها الشرعية فيه غش وخداع للزوجة الأولى ويدل على ضعف الزوج وعدم تحمل مسئولية أسرته يعد امتهانا لإنسانية المرأة وأنه يلغي قوامة الرجل على المرأة .
 
حرية شخصية 
 
 نساء سعوديات  
 
واعتبر بعض النساء زواج المسيار نوعاً من الحرية الشخصية ويحق للمرأة قبوله أو رفضه، ومع ذلك سيظل هذا الزواج بين الرفض والقبول والخضوع من قبل طرف ورفض الآخر له، ومع ذلك فالعبرة بالأفعال وغالباً ستلقى الفكرة رواجاً لدى المستفدين منها أياً كانوا وتحقق متعة للعديد من النساء وللرجال في الوقت ذاته .
 
جدير بالذكر أن كثيراً من إعلانات زواج المسيار انتشرت بشكل كبير على المواقع الإلكترونية، إضافة لما انتشر مؤخراً عبر مكاتب خدمات خاصة تروج له بالملصقات .

زر الذهاب إلى الأعلى