الإستغلال الصهيوني للجنس
يتباهى الصهاينة بأن كيانهم نشأ على فخذ المرأة اليهودية.. ويفخر الكوبيين بأن أجود بضاعتهم من السيجار لفّ على نهود الحسنوات, حتماً كلا المنتجين مصيرهما الحرق والدخان, فالدعاية المثيرة لا تكسب أي المنتجين إضافات أنتاجية فذة.. بقدر ما تحمله من دعاية رخيصة هدفها بالأساس الإستغلال الجنسي لكسب موالين جدد يمتازون بالكبت. فالترويج للمنتج بواسطة المرأة لا يقوم على إبراز جودته بقدر ما يقوم على خلق صورة وهمية يحتاجها المرضى المستهلكون لذلك المنتج.. وكانت الصورة هي المرأة وأعضائها الإغرائية, لبث شكل غرائزي مثير أكثر مما هو كفاءة إنتاجية. يصف الأخلاقيون هذا الإستغلال الإعلاني بأنه متاجرة غير شرعية يقل من كرامة المرأة, فيما يصفه العرب: "تشبع النذلة من ثدييها".. وقد يقول عنه المواطن الشعبي بأنه عمل "قوادة" لن يجمل دناوته صراخ ميكافللي: إبحث عن الغاية!! ووسيلة الغاية هنا بأنه "لا يقدر على إحضارها سوى نسوانها" ؛ والمثل الأخير هو الأقدر على وصف رواج سياسات الكيان الصهوني "كسلعة" يحبذها المكبوتين للمادة او للجنس دون الخوض في أخلاقيات الوسيلة وشرعية الإشباع.
فالتراث اليهودي محشو حتى أسفل سافليه بالمؤامرات الجنسية التي تفضحها توراتهم قبل أي كتاب آخر, إبتداءاً من (إيستر) اليهودية التي أستعملت جسدها كمفتاح لإثارة الملك (قورش) ومن ثم إستغلاله لتخليص اليهود من السبي البابلي.. ومروراً بـ (دليلة) التي فكت شيفرة القوة لدى (شمشمون) الجبار, ودون ان نغفل ان التوراة هي الوحيدة التي تحمل أسماً مؤنثاً دون الكتابين السماويين الآخريين (القرآن الكريم والإنجيل)… الهذا دلالة خفية؟
وفي العصر الحديث, بخلاف كل الإحتلالات –الطويلة- التي مرت على فلسطين, كان اليهود هم الأسبق في إفتتاح أول وكر للدعارة المرخصة في الأرض المقدسة, إذ أستخدم (الحاخامات!) اليهود بنات شعبهم –المختار-(!!) سلعة جنسية للترفيه عن ضباط الإنتداب البريطاني في عشرينيات القرن الماضي لكسب ولائهم, حيث دُمج الجنس بالسياسية, لتصدق مقولة أن إسرئيل أقيمت على فخذ إمراة لأنها الوسيلة المادية الأولى, فالعامل المشترك بين الجنس والسياسة.. أن كل الفعليين يطلق عليهما صفة (الممارسة), ولكن الفرق الواضح أن السياسة تمارس في العلن فيما يمارس الجنس بالخفاء, فممارسة السياسي للجنس علناً لا يطلق عليه لقب الشفافية السياسية.. ولن يقف فيه السياسي موقف تشرتشل وهو يقول: ها انا عاري أمامكم ولا أخفي عن حضراتكم شيئاً. ولكن تلك الممارسة العلنية للمستور هو إهانة تجعل السياسي يهبط أخلاقياً وشرعياً من أعين شعبه كما هبط سيدنا آدم من الجنة بسبب شفافيته الجسدية العارية.. ولكن من الملام. آدم ام الشيطان؟
الواضح ان السيد رفيق الحسيني (آدم) وقع في فخ التفريق بين الأخلاق العامة والأخلاق الخاصة.. وهذا إزداوج في تكوينه النفسي, فأخلاقه العامة –فيما يبدو ظاهرياً- لا غبار عليها, والدليل أن فضحه بتلك الصورة الهمجية يدل على أنه رفض تقديم الولاء,(بعكس الملك قورش وضباط الإنتداب), ولكن صورته على المستوى الأخلاقي والإجتماعي وحتى العائلي تضعه في موقف لا يحسد عليه, بل وتجعل الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون يتعاطف معه بصفته شريكاً في المصيدة(هل تذكرون مونيكا ليونتسكي اليهودية!). فالمأزق الذي يمر به الحسيني كان سببه نزوة تُعلق عليها ثلثي أخطاء البشرية, خاصة اننا نحيا عصر الإستغلال المستورد, حتى درج بيننا المثل الحداثي القائل بأنه (أمام كل رجل مسؤول إمرأة يتسلق عليها للوصول), ولكن الكائن السياسي الذي يمثله السيد الحسيني بصفته المعنوية وضع الشعب الفلسطيني بأكمله في شريط الخطيئة أولاً, وفي الصورة المتسائلة ثانياً: هل تورط غيره من المسؤولين في ذلك الشرك الأخلاقي ويمارس عليهم الصهاينة إستغلالهم المعهود لكسب الولاء؟ إذا كانت الإجابة بـ"نعم".. فالحل أن لا يبقوا الأمر سراً حتى لا يجرفهم الخطأ إلى الخطايا, عندها سيسامحهم الشعب ويعاملهم بخواتم أمورهم, وربما سنقول: من كان منكم بلا خطيئة فليرمه بحجر, وذلك أفضل من العبودية التي ثمنها مجرد نزوة, فالشعب الفلسطيني قبل المسؤولين, أعلم أهل الأرض بسياسات ذلك الكيان الذي لفّ على فخد غانية, ومورس ضده كل وسائل (الإسقاط) الأخلاقي, إلا انه لم يقع فيها سوى قلة من الذين خافوا (الفضيحة) دون أن يعترفوا بها ويصلحوا الذي كُسر, ولأن مربط العربي شرفه, فالحل ما قاله شمشون: عليّ وعلى اعدائي يا رب, ولا رحمة لخائن.
عنان العجاوي