قالت مصادر قريبة من حزب الله اللبناني إن الحزب العقائدي لم ينس الانتقام لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية قبل حوالي ثلاث سنوات على يد الموساد الإسرائيلي، فالامر لا علاقة له بالذاكرة بل يعتمد على الموفقية في هذا المجال.
وأوضحت في تصريحات لصحيفة "الراي" الكويتية: "ان العامل الالهي أساسي في كل حركة الحزب، بل في وجوده"، مشيرة الى "ان المحاولة التي جرت منذ العام 2008 للرد على اغتيال الحاج عماد لم يكتب لها النجاح لأن الوقت لم يحن لفرصة تعكس الرغبة الربانية".
واضافت: "ان الحزب عقائدي ولا يمكنه الا الاعتماد على العامل الالهي، لذلك مسألة الرد على اغتيال مغنية لا تخضع لأي اعتبارات اخرى كالوضع الداخلي في لبنان او رد الفعل الاسرائيلي واحتمال الذهاب الى الحرب، لأن الحزب لا يقيم وزناً لاعتبارات من هذا النوع، ولذلك فهو يسعى للرد وينتظر تهيئة الفرصة، على امل ان يكون في هذه الفرصة تسديد الهي لتوفيرها".
وتابعت المصادر ان الحزب عينه ليس لديه يقين متى سيكون الرد، "الذي يمكن ان يحصل غداً او بعد سنة، او أكثر او اقل، فالأمر يتصل بالموفقية ولا بأي شيء سواها".
وعن "الاحتمالات" في ضوء الرد المرتقب لحزب الله، لفتت المصادر الى "ان من الطبيعي ان يرد الحزب بعملية موازية لأهمية مغنية وخارج الحدود لأن الحاج عماد لم يقتل في لبنان، وتالياً فإن الرد سيكون في الخارج".
وفي شأن الاحتمالات فإن الامر يعود للاسرائيلي، إما ان يقبل الرد ويمتنع عن معاودة الكرة مرة ثانية، وهو امر لمصلحته، وإما يجعل في الرد فرصة للقيام بعملية عسكرية وتنفيذ تهديداته، بحسب تلك المصادر، التي ختمت كلامها بالقول: "اذا اعتبرت اسرائيل الرد ذريعة للحرب، فإن حزب الله أكمل جهوزيته في شكل لا يخفى حتى على الاسرائيليين".
من جانبه، اكد نائب الامين العام للحزب، نعيم قاسم، ان اغتيال مغنية لم يؤثر رغم قسوته على جهوزية المقاومة, مؤكدا ان الحزب ملتزم بالرد على عملية الاغتيال وفاءً للشهيد الحاج مغنية.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن قاسم قوله، ان قيادة حزب الله تتولى معالجة خسارة مغنية بتعيينات وآليات وخطط تجعل المقاومة تنتقل من الاسى الى العقل، وهذا ما حصل حيث تم اتخاذ اجراءات بالنسبة الى الكوادر العسكرية ساعدت على متابعة المهمة بشكل فعّال واستمرت في منهجية الحزب لجهة تطوير وضعه وجهوزيته في المواجهات والتحديات.
واشار قاسم الى ان الاغتيال امر متوقع لقيادات المقاومة وحزب الله بعدما اصبح الحزب جهازاً
ومؤسسة كبيرة لها هرميتها وتنظيمها . ولفت الى ان البرامج التي وضعها مغنية كانت قد شارفت نهايتها قبل اغتياله، وان الكوادر التي تقوم بالمهمة على المستوى التنفيذي لا تزال موجودة .
وعن وعد قيادة حزب الله بالرد على عملية اغتيال مغنية، اكد قاسم ان "هذا التزام منا وفاء للشهيد الحاج رضوان ، واقل ما يمكن ان نقوم به كحزب يحترم مجاهديه ويؤمن بأن الردع مطلوب لمواجهة العدوان والاحتلال الاسرائيلي, لكننا لسنا جهة غوغائية، وبالتالي لا نتصرف بطريقة غير مدروسة, الالتزام موجود ولكن الزمان والمواصفات متروكة لاوانها ولسنا محشورين باي شيء، وهذا التزام بيننا وبين الله تعالى، ولن نقدم بيانات او وثائق لاحد لأنه التزام خاص بنا ".
في سياق متصل، يطل الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله غدا الثلاثاء في الذكرى الثالثة، لاغتيال مغنية، خلال مهرجان شعبي يقام في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتتجه الانظار الى ما سيقوله نصر الله، الذي كان وعد بعيد اغتيال مغنية في دمشق في 12 فبراير من العام 2008، بالانتقام من اسرائيل التي حمّلها مسؤولية اغتيال العقل العسكري لحزبه.
ومن غير المستبعد ان يرد نصرالله على "الاسئلة المكتومة" عن سبب عدم رد حزب الله حتى الآن وبعد مضي ثلاثة اعوام، وهو الذي قال يوم تشييع مغنية "اذا ارادتها اسرائيل حرباً مفتوحة فلتكن حرباً مفتوحة".
إسرائيل تتحسّب لذكرى مغنيّة
في هذه الأثناء، أصدرت "هيئة مكافحة الإرهاب" الإسرائيلية، أمس، بياناً دعت فيه السيّاح الإسرائيليين في الخارج إلى التحسّب من احتمال تعرضهم لعمليات استهداف أو اختطاف لمناسبة حلول ذكرى اغتيال مغنية.
وربط البيان، للمرة الأولى، بين تحذيره واغتيال العالم النووي الإيراني مسعود محمدي، الذي قُتل في طهران قبل أسابيع، في إشارة ضمنية إلى محاولة طهران الثأر له على خلفية اتهامها تل أبيب بالمسؤولية عن اغتياله.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن الهيئة: "حزب الله يتهم إسرائيل مرةً بعد الأخرى بمقتل عماد مغنية، كما أن إيران تتهم إسرائيل بموت العالم النووي في طهران، وهذه الاتهامات تزيد من حدة التهديدات الإرهابية ضد الإسرائيليّين في الخارج".
وشدّدت، في "صورة وضع محدثة وشاملة عن التهديدات التي تترصّد الإسرائيليّين في أرجاء العالم"، على بقاء التحذير المتعلق بالخشية من "اختطاف إسرائيليين أو المسّ بهم في الخارج، مع التشديد على رجال الأعمال، وخصوصاً أولئك الذين هم على علاقة برجال أعمال من دول عربية أو إسلامية".
وفصّل البيان درجة الخطر على الإسرائيليين في كل دولة، مشيراً عموماً إلى وجود "تهديد محتمل وخطير لخطف إسرائيليين من جانب حزب الله في كل دول العالم".
وطلبت الهيئة من الإسرائيليين الامتناع عن زيارة دول عربية، بما في ذلك مصر والأردن وشبه جزيرة سيناء "بسبب وجود تهديد محسوس ومرتفع ضد عمليات إرهابية ضدهم"، كما أوصت الإسرائيليين بعدم السفر إلى باكستان وساحل العاج وإندونيسيا وماليزيا وتوغو ومالي وبوركينا فاسو، داعيةً من وُجد منهم في هذه البلدان إلى الخروج منها.
وكعادتها، طلبت الهيئة من الإسرائيليين الذين يقيمون في الخارج اتخاذ إجراءات لإبعاد الشبهات عنهم، منها "كسر الروتين وتبديل الفنادق التي يقيمون فيها بين الفينة والأخرى، وتغيير مسارات التجوال، إضافةً إلى التنويع في المطاعم وأماكن الترفيه التي يرتادونها".