وهل توقفت الحرب لتندلع مجدداً؟
بقلم: زياد ابوشاويش
تتصاعد نغمة التوقعات بنشوب حرب جديدة في المنطقة، ويعتقد الكثير من الساسة والمراقبين أن إسرائيل ستشن عدواناً واسعاً على غزة أو لبنان تعد له منذ هزيمتها عام2006، وأضاف لها بعض عنصريوا الكيان الصهيوني تهديدات لسورية في ذات السياق ليصبح الحديث عن الحرب كما لو أنها ستندلع حتماً.
الحقيقة أن الحرب والعدوان الصهيوني لم يتوقف منذ نهاية حرب تشرين أكتوبر عام 73 ولكنه أخذ أشكالاً مختلفة تراوحت بين الغزو بكافة أنواع الأسلحة كما حدث عام 82 و2006 وما بينهما وانتهاءً بالعدوان الوحشي على قطاع غزة العام الماضي، وفي أحيان أخرى أخذت الحرب أشكالاً أخرى وتعرضت أجزاء من الأراضي السورية واللبنانية والفلسطينية لاعتداءات وضعت المنطقة على شفا الحريق، كما قامت السلطات الإسرائيلية وقوات الاحتلال سواء في الجولان أو فلسطين بإجراءات وملاحقات واعتقالات لا يمكن تفسيرها سوى بأنها حرب غير معلنة ضد سكان هذه المناطق، وحتى المفاوضات التي أجرتها إسرائيل مع السلطة الفلسطينية أو سوريا لم تردعها عن العدوان ومحاولة المس بأمن دول الجوار.
إسرائيل كيان لا يعيش سوى بتوتير الأجواء ووضعها في حالة الحرب، لكنه غير قادر على كسر إرادة خصومه فيلجأ لمناورات متنوعة ويضع المنطقة في حالة من التوجس والحسابات التي يرمي من وراءها ابتزاز هؤلاء لكنه لا يجرؤ في الواقع على شن الحرب ما لم تتوفر له ظروف مواتية لا أظنها ستكون كذلك لفترة قادمة وأولها الغطاء الأمريكي والذي لا يتوفر اليوم بسبب تورط أمريكا في حربها ضد ما تسميه الإرهاب في أفغانستان والعراق والباكستان وغيرها كما في حربها الخفية مع إيران، وفي كل حال لو اندلعت الحرب بأسلحتها المتعددة فلن تكسبها إسرائيل وهذه مسألة أخرى تحتاج لنقاش آخر.