لماذا اغتيل المبحوح ؟؟!!
وراء أي عملية اغتيال يقوم بها الموساد والمتعاونين معه أهداف ومسببات عاجلة وملحة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يخفى على احد ولا نتجنى أن نقول أن هناك تيار متصهين قد نمى في جذور قيادة السلطة وقيادة حركة فتح على مدار سنوات طوال أهمها السنوات التي تلت أوسلو اللعينه .
عملية اغتيال المبحوح هي عملية مزدوجة أي مزدوجة المصالح بين التيار المتصهين والصهيونية ودويلتها اسرائيل في حد ذاتها .
أولا: المطلب الإسرائيلي الملح في اغتيال المبحوح
بلا شك أن قطاع غزة ومن خلال منظور المعادلات الاقليمية يسبب اشكالية كبيرة بل قلقا واسعا ً للقيادة الصهيونية .
قطاع غزة والمقاومة التي تمرست في عملية التناغم مع المناورات السياسية والاجابة عليها والتجاوب معها مع واقع الحفاظ على الثوابت يسبب مأزقا ً متكاملا ً في المنظور الاقليمي وكيفية استعدادات العدو الصهيوني لفتح أكثر من جبهة على الحدود اللبنانية والسورية وقطاع غزة مع خيارات صهيونية مازالت اسرائيل تدرسها هل الضربة توجه لايران ام حماس وحزب الله ؟ وهل يمكن فصل الجبهة السورية عن مواجهة قادمه مع غزة وحزب الله ؟ ، اجمالا ً موضوع واسع ولا اعتقد ان المواجهة القادمة يمكن ان تنتصر فيها اسرائيل مهما اوتيت من قوة ،فآليات الصراع قد تغيرت والضربة الخاطفة التي كانت تعتمد عليها إسرائيل لن تكون مجدية في أي مواجهة مع المقاومة الفلسطينية او اللبنانية او مع ايران او مع سوريا وهذا ما اتضح من اجابة وزير خارجية سوريا على تصريحات ليبرمان أو الرسالة التي ارسلها الامين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى الكيان الصهيوني وقيادته ، او التصريحات التي ارسلتها القيادة الايرانية الى اسرائيل وكذلك ما قامت حماس باعداده وتجهيزه في قطاع غزة لمواجة قادمة .
إسرائيل وحتمية المواجهة مع المقاومة او مع ايران مازالت قائمة ولان تلك المواجهة ستحدد وجه منطقة الشرق الأوسط الجديد ولذلك لم تكن عملية اغتيال عضو المكتب السياسي لحماس محمود المجدوب هي ردة فعل او انتقام صهيوني نتيجة اعماله السابقة ، بل أن محمود المجدوب بما يمتلك من خبرات ميدانية وتقنية له الأثر الفعال في ديمومة الفن القتالي لدى حماس وكتائب القسام ،بالاضافة إلى انه هو مفتاح الدعم اللوجستي لكتائب القسام والمقاومة الفلسطينية في غزة واستقرئ أيضا ً انه هو حلقة الوصل الفنية بين كتائب القسام وحزب الله ، فكان لابد من ضمن التخطيطات والاعدادات التي تعدها إسرائيل للمواجهة القادمة ان تقوم بمثل هذه العملية لتحقق عدة اهداف :-
1 – احداث ارتباك مهماتي في داخل الاطر القيادية في داخل حماس .
2 – فتح ثغره في الاداء الفني لدى كتائب القسام .
3 – احداث ثغره معلوماتيه في صفوف حماس كان يشغلها محمود المبحوح .
4 – احداث هزة معنويه قبل أي مواجهة لدى قيادة حماس .
أما الجانب الأخر وهو جانب التيار المتصهين التي لا تنقطع علاقته ولا تنفصل مع العدو الصهيوني وأجهزته الأمنية ، هذا التيار الذي بناه دايتون وإسرائيل على مدار سنوات عديدة ويتلقون موازناته المالية والتدريبية من الولايات المتحدة الأمريكية فهو تيار متحد المصالح والأهواء مع العدو الصهيوني وينظر إلى فلسطين بمقدار مساحة ماله من صلاحيات وامتيازات يمكن أن أرجعها إلى المنظور الايديولوجي وهي الاروستقراطية الأمنية الرأسمالية البيروقراطية التي تحكم في إسرائيل وتحكم في الشعب الفلسطيني من خلال تلك الأجهزة .
لماذا اغتيال المبحوح ؟ولماذا اعتبر تنفيذ العملية ضرورة ملحة للطرفين ؟
الساحة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية سواء في حماس أو في الجانب الفلسطيني الأخر تتعرض لضغوط هائلة من الدول العربية لانهاء ما يسمى بالانقسام الفلسطيني الفلسطيني واعادة شطري الوطن إلى الوحدة السياسية والأمنية والاقتصادية ، وربما لعبت دول مختلفة في ملف المصالحة من مصر إلى السعودية إلى اليمن إلى الاخوة في ليبيا الذين يبذلون مجهودات خارقة من أجل الوصول إلى مصالحة قبل انعقاد مؤتمر القمة في نهاية مارس على ارض ليبيا ، وانجاح ملف المصالحة هو انجاح لصوت الضمير العربي التي تقوده ليبيا وهو انجاح لاهم الملفات في مؤتمر القمة القادم ، رغم ان هناك دول تحاول ان تحبط هذا النشاط وهذه المصالحة .
ليس بغريب أن تتحدث الأنباء عن جانب فلسطيني ادى دور ما ودورا ً لوجستيا ً في عملية الاغتيال وقد ذكرت بعض وكالات الأنباء ووكالة آرام للأنباء نقلا عن هأرتس وحددت أسماء من قاموا بالتعاون مع فريق الاغتيال الصهيوني وهم تحت التحقيق في دبي .
اذا تبين من التحقيقات أن هناك ارتباط بين هاذين الشخصين والمؤسسات الأمنية الفلسطينية فان ذلك يعني احباط أي مجهودات من أجل التوقيع على المصالحه ولأن ما فقدته حماس والمقاومة الفلسطينية هو أكبر بكثير من الجروح الثانوية التي يمكن أن تتجاوزها حماس والمقاومة ، ولذلك في اعتقادي كان الهدف هو ايضا ً وضع شرك في خط المجهودات المتوالية والمبذوله من أجل المصالح وبالتالي الاهداف التي تحققها هذه العملية على جانب الفائدة للتيار المتصهين هي حماية مكتسباته وسلطته ومؤسساته التي تسعى تدريجيا ًللسيطرة على مقاليد السلطة في الضفة الغربية والسير للأمام في اتجاه منظومة أمنية موحدة من خلال بوتقة اقتصادية مؤسساتية تنتشر في الضفة الغربية .
اما البعد الأخر فالتيار المتصهين مازال ينظر للمواجهة القادمة التي تتوعد بها إسرائيل لاجتياح قاطع غزة وتنصيب التيار المتصهين ولاة على قطاع غزة بحيث تلتئم المؤسسة الأمنية الاقتصادية في الضفة مع مؤسسة وضع دعائمها الاحتلال في قطاع غزة كما يحلم في أي مواجهة قادمة .
أما قضايا الفساد التي افصح عنها الجنرال في المخابرات العامة الفلسطينية فالايام القادمة ستكشف الكثير مما يؤكد ان هناك تيار متصهين تلتئم مصالحه مع مصالح الاحتلال .
بقلم/ سميح خلف