في 27 آذار من الشهر المقبل تنعقد القمة العربية السادسة والثلاثون في ليبيا..وطبعاً لا يتوقع المواطن العربي شيئاً جديداً من مضمون هذة القمة بقدر ما يترقب الهفوات التي تصدر بالعادة عن القذافي الذي ستنعقد هذة المرة القمة في بلاده وتحت خيمته.
ويدرك المواطن العربي ومنذ تأسيس الجامعة العربية سنة 1945 ان هذة الجامعة دأبت على إصدار التوصيات دون إتخاذ القرارات،وإن أتخذت القرارات فلا تكون جادة او فعّالة.
فمن هنا ندرك عدم أهمية هذة الاجتماعات التي غالباً ما يخرج منها العرب متشاحنون، متفرقون لدرجة الخِصام.
فما بالكم بقمة عربية في ليبيا يرأسها هذة المرة معمر القذافي الذي جعل من العرب اضحوكة على مسرح هزلي عودنا عليه من كل قمة عربية،ما جعلنا في نظر العالم شعوباً لا تتغنى إلا بماضيها..لولا ان بلدا صغيراً مثل لبنان إستولد مقاومة يتمثل فيها العدو قبل الصديق..
فمن هنا نسأل الحكومة اللبنانية عن جدوى حضور لبنان هذة القمة..خاصة ان قضية الامام السيد موسى الصدر،والشيخ محمد يعقوب ،والصحافي عباس بدر الدين، لا تزال عالقة في ذمة القيادة الليبية و16 شخصاً من اعضائها على رأسهم معمر القذافي،منذ ان اقدموا على إخفاء الامام الصدر ورفيقيه،اثناء زيارة لهم الى ليبيا من أواخر شهر آب ١٩٧٨ بدعوى من القيادة الليبية نفسها..
خاصة ان البيان الوزاري في حكومة الحريري قد ادرج مؤخراً في إحدى بنوده من الفقرة 14 التي تنص على متابعة الجهود في قضية تغييب الامام الصدر،والشيخ يعقوب ،والاستاذ بدر الدين، في ليبيا ومعاقبة المسؤولين عنها بأشد عقوبة وهي الاعدام..
استنادا الى ادعاء النيابة العامة في 2 آب 2004 والقرار الاتهامي الذي اصدره المحقق العدلي سميح الحاج في 21 آب 2008..وهنا السؤال:ما قيمة الحكم القضائي الذي اصدرته محكمة لبنانية وأين مصداقيتها في ظل تأهب رئيس جمهوريتها ورئيس وزرائها الى حضور قمة برئاسة شخص حكمت إحدى محاكم بلادهم عليه غيابياً باقصى عقوبة.؟
فهل سيذهبون لإلقاء القبض على القذافي..؟ ام لإلقاء القذافي على مسامعهم محاضرة في الكتاب الاخضر من على منبر القمة العربية قبل مصافحتهم محملين عِنوة بنسخة من هذا الكتاب هدية للبنانيين بدلاً عن الامام الصدر ورفيقيه.؟؟
إذاً ماذا بعد هذا وذاك..؟ وما هي حجة الدولة اللبنانية التي لم تعلن بعد حتى الان رسمياً عن رفضها حضور هذة القمة..؟ مع العلم ان دول اخرى ليس لديها مشاكل بالمستوى نفسه الذي يستدعي مقاطعة القمة ُيعتقد مقاطعتها للقمة حتى دون أي مبرر. اخيراً .. نتمنى على دولة رئيس الحكومة ومجلس الوزراء سعد الحريري ،وفخامة رئيس الجمهورية ميشيل سليمان، عدم تجاهل عواطف اللبنانيين والاحتكام الى مشاعر السواد الاعظم منهم،لأن لبنان واللبنانيين عانوا بما فيه الكفاية من تجاهل الحكومات المتعاقبة لهذه القضية الوطنية عدا عن كونها قضية إنسانية…
16.02.2010
زر الذهاب إلى الأعلى