أرشيف - غير مصنف

إياكَ أنْ تتغير!!

 دينا سعيد عاصم

لعلك تعرف..فلقد قابلت فى طريقى الكثير من الناس وامتلأت حياتى بهم …ثم تفرقنا…منهم من سقط سهوا تحت وطأة الحياة ومنهم من أسقطته عمدا لاختلاف المبادىء ومنهم من لم يجمعنى به رأى ولا رؤية ولا هدف…ضاعوا منى ولم يبق إلا أنت …

جمعنا الهدف والطريق والطريقة وسمو الغرض وبراءة المقصد…لن تفرقنا الدروب طالما يدك فى يدى أمام طوفان المادة وانهيار الروح…مهما نأيت…أنت منى…مهما بعدت…ثق أنك قريب قريب…بكلماتك بمبادئك…بهذه الطباع الحلوة المحببة التى لم آلفها

ظننتها فى صبايا قيودا وسدودا صنعها حب التملك…فلما استوى عقلى ومرت السنون ..وجدتها اسمى معانى الحب والحرص…فندمت على ضياعها وعلى محاولاتى المستميتة لنقضها…ليتنى تركت احبائى ينعمون بنعمة الحرص والخوف…ليتنى استمتعت باحساس الحماية اللذيذ..الشعور انه لا …ليس على القلق على نفسى فهناك من يقومون بذلك..

فلأضرب فى الارض غير مكترثة…فمعى من يحمينى…يا الهى كم هو محبب ولطيف ذلك الشعور…يالحماقتى وطيشى!!ليتنى استسلمت…احيانا يكون الاستسلام أسمى وأعلى آيات العز والرفعة…كما يستسلم الانسان للمشيئة ويرضى بالقضاء ويحب خضوعه بكامل ارادته للقدير القادر..فهو يعلم تمام المعرفة ان الله يحبه ويقوم عليه..لم كنت بهذا الغرور …

 لم اكن متكبرة…فماتكبر أحد الا لمذلة يجدها فى نفسه هكذا قال الحكيم "الاحنف بن قيس" ولكنى كنت طائشة مغترة بكل ما أوتيت ففوّتُ على نفسى هذا الاحساس الجميل..

وخضع من حولى طوعا او كرها لرغباتى…فوجدت نفسى مسئولة عن حمايتى…لا يراجعنى احد ولا ينازعنى احد…فهل سعدت؟ لا والله…رجوت الله ان يكون معى بستره الذى لا يهتك وحمايته التى تغنينى…فكان ان جعلك احد اسباب حمايتى…فمضيت غير عابىء برفضى ومحاولتى التملص…فقد يغلب الطبع …التمرد والرفض…لكنك مضيت تارة بالحوار وتارة بالترغيب وتارة بالتلويح بالأخطار …

فقلت فى نفسى…هذا جديد وغريب …ربما هوعلى حق فلم المكابرة والعناد ؟…مضى عهد الطيش وفورات الصبا…وها أنا فى هذا العمر أحن للحماية بلا حدود والإخلاص بلا مقابل…فمن يلومنى وأنا لا أفتأ  ألوم نفسى….

كن بجانبي للأبد…هلا فعلت!كن معى…مارس هوايتك وتسلطك فكم هو طبيعى وتلقائى وصادق وعارم ولا يقاوم…كن كما أنت..إياك أن تتغير…ليتهم كانو مثلك!!

دينا سعيد عاصم

كاتبة وشاعرة  مصرية
 

زر الذهاب إلى الأعلى