تضاعفت اصابة الاطفال بسرطان الدم في مدينة البصرة جنوب العراق ثلاث مرات خلال الخمسة عشر عاما الماضية، الأمر الذي يؤدي الى كارثة صحية.
وعزا بحث طبي متخصص نشر في مجلة الصحة العامة الاميركية ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية السبت خلاصة عنه، الاصابات الى غازات الاعصاب واليورانيوم المنضب التي استخدمتها القوات المحتلة للعراق.
ونقل المحرر الصحي في صحيفة التايمز "سام ليستر"
عن خبراء شاركوا في اعداد الدراسة على مرضى في مستشفى البصرة بالتعاون مع الجامة المستنصرية في بغداد وجامعة البصرة قولهم ان هناك 698 حالة سرطان دم بين الاطفال تحت 15 عاما في الفترة حتى عام 2007، وان عام 2006 سجل منها 211 حالة كلها في البصرة.
واستنتج الباحثون ان هناك زيادة نسبتها 8.5 في المائة في الاصابات بين كل مائة الف طفل خلال نفس الفترة، وهي تزيد عن ضعف نسبة الاصابات بسرطان الدم في الاتحاد الاوروبي.
وطالب الباحثون بالتحري عن مسببات حالات السرطان، التي يمكن ان يكون منها غاز الاعصاب المستخدم في الحروب واستخدام قذائف اليورانيوم المنضب من قبل القوات الاميركية المحتلة، واستنشاق الاطفال لمواد سامة مثل البنزين الذي يبيعونه على ارصفة الشوارع عندما تشتد ازمة الوقود، او مخلفات احتراق آبار النفط المنتشرة في محافظة البصرة التي تشهد كثافة سكانية عالية، او المبيدات الكيماوية.
وذكرت ايمي هاغوبيان الباحثة في جامعة واشنطن ومنظمة الصحة العالمية ان الخشية من المعدلات المتصاعدة بالاصابة بسرطان الدم في محافظة البصرة جنوب العراق، لا تقترن بالمقارنة مع الدول الاوربية واميركا، بل حتى مع دول في الشرق الاوسط.
واشارت هاغوبيان الى ان معدل الاصابة بالمرض نفسه في مدينة الكويت المجاورة للبصرة يقترب من اثنين لكل مائة الف شخص، بينما تتراوح النسبة بين 2 الى 3 اشخاص في العاصمة الاردنية عمان اعتماداً على نوع جنس الطفل وطبيعة معيشته الاقتصادية.
واعتمدت الدكتورة ايمي هاغوبيان المتخصصة بمرض السرطان على سجل الاصابات بسرطان الدم "اللوكيميا" في مستشفى البصرة، حيث سجل 3 اصابات لكل مائة الف شخص في سجل الدراسة الاول، فيما ارتفعت النسبة الى 8.5 اصابة خلال السنوات الثلاث الاخيرة.
وعبرت هاغوبيان عن قلقها من النتائج المريعة وصعوبة السيطرة على الحالات المرضية نتيجة الحرب المتصاعدة في هذه المدينة وسوء الاحوال الاقتصادية والبيئية بعد احتلال العراق عام 2003.
واشارت الى المخاطر السياسية التي تعرض له الاطباء والباحثين العراقيين في جمع المعلومات ومن ثم نشرها.
وتتستر السلطات الحكومية في العراق على الاوضاع الصحية المتردية خشية على مصالحها وانكشاف ضعف عملها.
وقال سكوت ديفيز رئيس قسم الوبائيات في جامعة واشنطن "ان صعوبة التحري ناجمة عن ضعف الحصول على البيانات الطبية بعد احتلال العراق، وان اغلب الدراسات الجديدة اعتمدت على ارقام تقريبية خشية من اثارت الهلع".
وكانت مجلة لانسيت قد قدرت عدد القتلى العراقيين يفوق 12 مرة ما تذكره الإحصاءات الأميركية التي تجعل عددهم سنة 2006 يتراوح بين 25 و30 ألف قتيل.
وكشفت مجلة لانسيت عن مقتل 665 الف شخص في السنوات الثلاث بعد احتلال العراق، وهي ارقام تفوق كثيرا ما اعلنته القوات الاميركية والسلطات الحكومية العراقية.