الرئيسيةأرشيف - غير مصنفدبي.. "أفضل نظام أمني في العالم" يهزم الموساد

دبي.. “أفضل نظام أمني في العالم” يهزم الموساد

"هوس أمني ولكنه إيجابي".. هذه هي الخلاصة التي حدد بها خبراء أمنيون أسباب سرعة كشف السلطات الأمنية في إمارة دبي لقتلة القيادي في حركة حماس محمود المبحوح يناير الماضي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية 19-2-2010. فمدينة دبي تخفي خلف انفتاحها واستضافتها لمئات الآلاف من المقيمين الأجانب "هوسا أمنيا" لإبقاء الأمور تحت السيطرة في منطقة "غارقة في التحديات الجيوسياسية"، بحسب وصف الوكالة، التي نقلت عن خبراء أمنيين أن هذا الانفتاح يقتضي وجود "عملية أمنية ضخمة"، إلا أنها "غير ظاهرة ولا يشعر بها غالبية الناس".

 
وقال رياض قهوجي، مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج المتخصصة في الشئون العسكرية، إن: "الأمن في دبي موضوع قلق مستمر، وهوس مستمر"، إلا أنه أضاف أنه "هوس إيجابي وليس جنونا"، موضخا أن دبي "تعتمد بشكل أساسي على الخدمات والسياحة، ويعيش على أرضها أشخاص من 203 جنسيات، وهي مدينة مفتوحة، ويترتب على ذلك مسئوليات أمنية مضاعفة".
 
وذكر قهوجي أن دبي تدير "عملية أمنية ضخمة وغير سهلة على الإطلاق"، وتملك أيضا أنظمة استخبارات ومراقبة واستطلاع "على مستوى عال من التقنية".
 
وأوضح بالقول إن كل المرافق والفنادق والمراكز التجارية في دبي مراقبة إلكترونيا، كما أشار إلى امتلاك حكومة الإمارة "نظاما استخباراتيا بشريا دقيقا وسريعا، إضافة إلى اتصالات دولية عالية، ومركز قيادة لجمع المعلومات وتحليلها".
 
وتتحكم شرطة الإمارة، التي يشكل الأجانب أكثر من 80% من سكانها، في شبكة كاميرات مراقبة واسعة سمحت بكشف أدق تفاصيل المجموعة غير المسلحة التي قتلت المبحوح في أحد فنادق الإمارة، في عملية كان يفترض أن تكون محكمة.
 
إلا أن الجهة التي نفذت اغتيال المبحوح، والتي يرجح كثيرون أن تكون جهاز الموساد الإسرائيلي، "لم تأخذ على ما يبدو كل هذه المعطيات بجدية"، وبالتالي فقد "خسرت الكثير"، بحسب الفرنسية.
 
وذكر قهوجي في هذا السياق أن "الموساد قلل من أهمية قدرات شرطة دبي" التكنولوجية والبشرية، وأضاف: "يكفي أن نتخيل كم يوجد من المترجمين لتحليل المعلومات في مدينة فيها 203 جنسيات".
 
وأشار الخبير الأمني العربي إلى "أنه (الموساد الإسرائيلي) استخدم جوازات صحيحة وليست مزورة، ما يفتح المجال أمام مشكلة دولية كبيرة، إذ إن هناك اختراقا إسرائيليا لأجهزة إصدار الجوازات في دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا".
 
"ليست للقمع"
 
من جانبه، قال الخبير في الشئون الإستراتيجية إبراهيم خياط إن: "الإجراءات المتطورة جدا في دبي هي وسائل حماية، وليست وسائل قمعية، وبالرغم من أن لها قدرة رادعة أيضا، فإنها لا تخدش الحرية الشخصية، على عكس أماكن أخرى مثل الولايات المتحدة، حيث يتم التعرض لأجساد المسافرين بدعوى الحفاظ على الأمن".
 
ويشير خياط إلى أجهزة "الإسكانر" الضوئية الجديدة التي قامت سلطات المطارات في الولايات المتحدة ودول أوروبية باستخدامها في تصوير المسافرين عقب محاولة التفجير الفاشلة لطائرة ديترويت الأمريكية في 26 ديسمبر الماضي على أيدي الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب.
 
وأوضح خياط أن دبي "يقطنها مليونا أجنبي إلى جانب 400 ألف مواطن، وهناك عشرة ملايين سائح سنويا، وأربعون مليون شخص يستخدمون مطار الإمارة، وبالتالي هناك حرص كبير على الحفاظ على سلامة المجتمع من دون التدخل في حياة الناس، ومن خلال مقاربة ناعمة"، واصفا النظام الأمني في دبي بأنه "من أفضل الأنظمة في العالم".
 
وقال خياط إن المجموعة التي قتلت المبحوح، والتي قدرت شرطة دبي عدد أفرادها بما بين 11 و18 شخصا "تنتمي إلى فريق القتل المعروف في الموساد، والذي يضم خمسين شخصا تقريبا"، مشيرا إلى وحدة "كيدون"، والتي توصف إعلاميا بأنها وحدة خاصة بالاغتيالات في الموساد.
 
وقال في هذا السياق: الموساد لم يدرك أن إجراءاته التقليدية "لم تعد ممكنة في ظل التطور التكنولوجي"، وخلص إلى القول إن "ثلث أعضاء فريق القتل الذي لديهم باتت وجوههم مكشوفة، وعلى الأرجح بصماتهم أيضا، ولن يكون باستطاعة الموساد استخدامهم بعد الآن".
 
وكان قائد شرطة الإمارة الفريق ضاحي خلفان تميم قد قال في مؤتمر صحفي يوم الإثنين 15-2-2010 إنه يعتقد "بنسبة 99%" أن الموساد يقف خلف اغتيال محمود المبحوح، ووصف قتلته والجهات التي تقف خلفهم بأنهم "أغبياء".
 
وكشف خلال المؤتمر عن تفاصيل دقيقة وصور لـ11 شخصا دخلوا البلاد بجوزات سفر أوروبية، بينما كانوا يتنقلون بين عدة فنادق ومراكز تجارية في مناطق مختلفة من دبي للإعداد لاغتيال المبحوح، وصولا إلى تمكنهم من حجز غرفة فندقية مجاورة لغرفته، ومحاولتهم فك شفرة باب غرفته في فندق "البستان روتانا" حيث تم اغتياله.
 
ووفق معلومات شرطة دبي فقد حمل هؤلاء ستة جوازات بريطانية وجوازين فرنسيين وثلاثة جوازات إيرلندية، إلا أن متحدثا باسم الخارجية الإيرلندية قال للفرنسية إن عدد الجوازات الإيرلندية التي استخدمت في عملية الاغتيال خمسة وليس ثلاثة.
 
وتسبب ما كشفت عنه شرطة دبي في بوادر أزمة دبلوماسية بين بريطانيا وفرنسا وإيرلندا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وذلك بسبب الجوازات التي استخدمها أعضاء المجموعة التي اغتالت المبحوح، والتي قالت الدول الأوروبية الثلاث إنها مزورة.
 
إلا أن اغتيال المبحوح ليس أول عملية تكشف عنها شرطة دبي، وتؤدي إلى حدوث دوي سياسي وإعلامي؛ حيث أدت تحقيقات شرطة الإمارة في قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دبي في صيف 2008 إلى اتهام السياسي ورجل الأعمال المصري هشام طلعت، عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم في مصر، والحكم عليه بالإعدام بتهمة التحريض على قتل سوزان تميم.
 
وفي أبريل 2009 اتهم قائد شرطة دبي نائب رئيس الوزراء الشيشاني السابق وعضو البرلمان الروسي آدم ديليمخانوف بالوقوف وراء اغتيال الزعيم العسكري الشيشاني سليم عمادييف الذي قتل بالرصاص في الإمارة في 28 مارس 2009.
اقرأ أيضاً
- Advertisment -spot_img

أحدث الأخبار

منوعات