المبحوح : ضحية التواطؤ الأوروبي الصهيوني !؟
عبدالرحمن محمد
كاتب ، وإذاعي ليبي متقاعد
ليس المبحوح أول ولن يكون آخر ضحية للتواطؤ الأوروبي بشكل خاص والغربي عموما مع العصابات الصهيونية العنصرية التي إغتصبت وطنا هو فلسطين وقتلت ودمرت وشردت شعبه بدعم أوروبي وأمريكي كامل وغير محدود منذ اليوم الأول لجريمة إغتصاب فلسطين حيث سلمت بريطانيا وطنا كانت تحتله وهي لا تملك الحق في ذلم إلى عصابات لا تستحق بعد أن تعامت لسنوات عن جرائمها وما إرتكبته من مجازر ومذابح بل وتواطأت معها في تنفيذ مخططاتها الهادفة الى تصفية الشعب الفلسطيني صاحب الأرض وإستبداله بشرذمة من شذاذ الآفاق العنصريين القادمين من وراء البحار بل وسارعت مع غيرها من الدول الغربية الى الإعتراف بذلك الكيان المصطنع وإصباغ الشرعية الزائفة على وجوده المخالف لكل القوانين والشرائع الدولية والإنسانية كما قدمت له كل الدعم والإسناد السياسي والعسكري والمادي والإعلامي وأسبغت عليه من الحماية والحصانة ما يجعله فوق كل القوانين والقرارات الدولية مهما كانت ضعيفة أو رمزية ، وما جريمة إغتيال المبحوح الذي هو أحد قادة المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة الذين قتلوا وشردوا أبناء شعبه إلا نقطة في بحر الجرائم التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني المشرد داخل وطنه وخارجه ، ففي كل يوم يسقط الشهداء من الأطفال والنساء والرجال على أيدي المجرمين الصهاينة صرعى الأسلحة الأوروبية والأمريكية دون أن تحرك مشاهد وصور أشلاء الضحايا المنقولة عبر فضائيات العالم ساكنا لدى أولئك الذين يملؤون الدنيا صراخا ونحيبا على حقوق الإنسان المنتهكة ( في نظرهم القصير ) في كل أنحاء العالم إلا في الكيان العنصري الإجرامي الذي نصبوه في فلسطين على أنقاض وطن وأشلاء شعب ، وهاهم أولئك الذين تحكمهم سياسات الكيل بمكيالين ، وإزدواجية المعايير ، والنفاق الدولي لا يرون في جريمة إغتيال مناضل لا ذنب له إلا أنه يمارس حقه الذي كفلته له الشرائع السماوية والوضعية في تحرير وطنه وإستعادته من غاصبيه إلا الجانب الذي يتعلق بإستعمال جوزات سفرهم في تنفيذ تلك الجريمة النكراء ، أما إغتيال إنسان أعزل على أرض دولة ذات سيادة فلا تهمهم لأنه إنسان عربي مسلم وليس صهيونيا عنصريا حيث طالبت فرنسا الكيان الصهيوني بتوضيح سبب استخدام جواز سفر فرنسي في مؤامرة اغتيال المبحوح ، وفقاً لما ذكرته وزارة الخارجية الفرنسية ، أما وزير الخارجية البريطاني ، ديفيد ميليباند فقال إن بريطانيا مصممة على معرفة تفاصيل حول صدور جوازات السفر في ارتكاب جريمة دولية ، مضيفا بأن بريطانيا تتوقع من إسرائيل أن تتعاون معها بشكل كامل في التحقيق في جوازات السفر المزورة التي استخدمت لدى تصفية المبحوح ، وفي دبلن اجتمع وزير الخارجية الأيرلندي ، مايكل مارتين ، بالسفير الصهيوني صيون عفروني ، لاستيضاح الموقف على خلفية قضية جوازات السفر المزورة ، واصفا القضية ( قضية تزوير جوازات السفر وليس جريمة الإغتيال ) بأنها "خطيرة" ومن شأنها تعريض مواطني أيرلندا للخطر، مضيفاً أنه لا يعرف ما إذا كانت هذه القضية ستؤثر سلبا على العلاقات الإسرائيلية الأيرلندية ، وستثبت الأيام والأحداث أنها لن تؤثر على العلاقات مع تلك الدول لأن ما تقوم به لا يعدو كونه ذرا الرماد في العيون ومحاولة ساذجة للتغطية على تواطئها القديم والجديد مع الصهاينة في تنفيذ جريمتهم تلك وغيرها من الجرائم السابقة واللاحقة .