رابح فطيمي
نعم أميز بين ان أكون جبانا على أن أكون شجاعا ولازالت لنا القدرة لتميز بين الحكمة والتي هي فعل سياسي ودلالة على نضج صاحبها وبين الجبن الذي هو النكوص وعدم الإقدام يصاحبه خوف من المغامرة مغامرة الأبطال من أجل أوطانهم لا يهمهم ما يقع لهم مدام اتخذوا الصفوف الأولى لتعبير عن وجودهم وتحقيق ذواتهم فأصبحت بذلك مسؤولية لدفاع عن اوطانهم اما النكوص على حساب الكرامة وهي عادة سيئة في، الحقيقة لسنا .بلهاء الى هذا الحد لكي لا نفرق بين المعدنين ،الا ان البعض يخلق حوله هالة إعلامية تبرر تصرفه ذاك بالحكمة والنضوج السياسي ،وبتالي تسوي بين الشجاع المناضل وبين الجبان ،وستطاع الكثيرين ان يجد مكان لهم واستمروا بين شعوبهم كما العملة المزورة التي راجت وألفها الناس .لكن ضرر العملة محدود ويتدارك بدون إضرار،اما هؤلاء يحطمون أمم ودول تمتد أثارها لمئات السنين ولأجيال متعاقبة.هؤلاء( الحكماء)؟! هم الذين سا عدو الأمريكان وحليفتها ألزم الصهيونية الاحتلال العراق وأفغانستان،وكان لهم ذلك حركوا المكينة الإعلامية والبنوك ووضعوها تحت تصرف بوش
بحجة خطر الرئيس العراقي صدام حسين .
أولا:لا بدا أن نتساءل .كيف كان صدام حسين خطيرا على الأمن القومي العربي ؟
ثانيا :سؤال الأجيال القادمة التي تجد العراق تحول الى كومة من الرماد بعدما كان نار موقدة نلتف حولها ،بماذا ظلم العراق جيرانه؟.اليس هذا سؤال وجيه ،فإذا غمغم بعض الدبلوماسيين ماذا يقول يا ترى ؟وما هي الحجج التي يستندون اليها
لكن نحن المجايلين لهؤلاء.نقول ان الأضرار التي لحقت بنا أكثر بكثير من حججهم الباطلة أصلا، وفي تراثنا وسياستنا وفقهنا تقول القاعدة الأصولية المتجذرة في تاريخنا العلمي دفع "الضرر الأكبر بضرر أصغر" أصلا اذا كان الضرر موجود في حالة العراق وغيره من الدول كالدولة أفغانستان الإسلامية ،اذا ا ادعوا يوما ان طلبان عدو فطلبان اصبح لها إطراف ورؤوس في كل العالم حتى في بيوتنا موجودة في باكستان وفي الصومال وفي اليمن والعراق والجزائر ولسخرية أصبحت مجاورة .
كان العراق صمام امان والكل كان واضعا رجله في ماء بارد ،وكنا في منأى عن الخطر ،كانت كل الضربات موجهة له ولنظامه ان الرجل لم يكن يطلب استجداء من احد ،ربما الشيء الذي كان يتمناه ان لا يأتي الظلم من هؤلاء لأنه اشد مرارة كما قال الشاعر عن ظلم أهل القربى.
وعندما تحقق مصبا له هؤلاء ورهنوا دولهم للاحتلال مقابل تخليصهم من العراقيين
ظهرت شبابكهم المشرعة التي كانت محصنة ومحروسة من بلاد الرافدين ،
وبد أعض الأصابع واستأسدت إسرائيل بضغط عليهم مرة با قتل الفلسطنين وممارسة الإبادة عليهم ومرة أخرى باستفزازهم بتدخل في الشؤنهم الداخلية ودعم قوة معادية للعرب على حسابهم وهذا كل لإظهار عجزهم وإحراجهم امام شعوبهم .
وتسرب الماء الى حجرات نومهم والى صالوناتهم الفخمة التي كانت في منأى عن نسمة هواء مزعجة
بدا لهم ان الصفقة غير رابحة ،ولم يأخذوا الناقة ولا البعير ،انتبه بأنهم كانوا جسرا عبور لمخططات غيرهم لو جردوا مسيرتهم لأعلنوا إفلاسهم وعتر فو امام الشعوب والعالم بخطيئتهم ويذهبون الى قبور الشهداء في العراق ليطلب الصفح
ولكن الزمن يمر مسرعا على رؤسنا وهو يلوح بعدم العودة ثانية .ان التكلفة كانت رقم مهول من الخسائر البشرية والمادية
لا تعالج بالندم والتوبة. لكن من جهتنا نقول كما قال تعال في شأن الصراع بين الخير والشر "قال تعالى ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ))..)). "
ان هذه الحسابات الخاطئة استباحت الكثير من أراضي الدول العربية وزاد استنزاف الطاقات بحروب جانبية مفتعلة تطفئ هنا لتشعل هناك في مكان عربي آخر وهؤلاء (الحكماء) والبساط ينسحب من تحت أرجلهم حتى انهم لم يعودوا يستطيعوا ان يسيطروا على امن بلادهم وأمريكا التي رسمت لهم عالم آمن بدون صدام حسين لم تستطيع إطفاء النار التي أحرقت سروال بوش الذي فر بجلده ليسلم لسلفه الذي هو يحترق من رأسه الى أخمص قدميه لا يدري على أي ناي يرقص على الفارسي او العربي او الإسرائيلي او المقاومة العراقية التي تلاحقه الى مخدعه وهو يريد ان يضع رأسه كناعمة متجاهلا الفعل المقاوم واضعه في المكان الخطئ معلقا الشماعة على الإرهاب أي إرهاب يا رجالة !! هو صراع ابدي انتم سهمتم في خلقه لكنكم لا تستطيعوا توقيفه.
اعتقدوا ان تضمر وتنكمش ثورة الشعوب فإذ بها تتحول لنار تؤكل الهشيم لا تفرق بين البريء والمجرم تحولت الى قتابل وأحزمة ناسفة في كل مكان في هذ الدنيا،انه سنة التدافع الذي بدأها العراق وأدرك أبعادها لذلك لم يستسلم الرجال لنداء الذي كانو ينادونه هؤلاء (الحكماء) لأنهم كانو يدركون ان المجارات في هكذا معركة يعني في ما تعنيه نهاية العرب والمسلمين والرجوع الى ماقبل التاريخ ولذلك رأي :ان التاريخ يسجل للقيادة العراقية التي كان يمثلها صدام حسين مفخرة لا ينالها الا رجال كبار من أمثال أبو بكر الصديق الذي تعرض الى موقف في بداية خلافته وسميت "حرب الردة"وقال قولته الشهيرة"والله لو منعوني من عقال كانو يسلمونه لرسول الله لحربتهم عليه"صحيح اختلفت الظروف والجسم كان معافى حينها.لكن المبدأ واحد لو تعرض أي الموقفين لنكوص لوقعت الكارثة ولا تقوم قائمة للمسلمين من يومها هذه السياسة التي تعتمد على بعد نظر أصحابها وان تبدو لقصار النظر خاطئة لكن في الحقيقة الأعداء يضعونك في موقف لا تستطيع ان تداع عن وجودك
واختم بالقول الى كل الذين ظنوا انهم انتصروا انها دورة زمنية حصلت في كثير من دورات التاريخ والمجد والخلود لشهداء
وهذا مادع به الرسول "ص"في معركة من المعارك لما رأى الأعداء تتكالب وتوجس من الغزاة فدعا ربه "اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض اللهم نصرك الذي وعدتني…".