برنامج “البـيـت بـيـتك” يقفل أبوابه بالشمع الأحمر

أزمة مستمرة في الإعلام المصري اسمها برنامج "البيت بيتك" الذي يذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية.. فعلى طوال السنوات القليلة الماضية، لم يمر شهر إلا وكان هذا البرنامج اليومي محط خلاف واختلاف على صفحات الجرائد.. فخلال السنوات الأربع الماضية، فُتح الخلاف حول ملكية البرنامج، وتبعيته الإنتاجية بين التلفزيون المصرى من جهة، ورجل الأعمال إيهاب طلعت من جهة أخرى، ومحمود بركة ودينا كريم من جهة ثالثة.. بل وصل الأمر إلى ساحات المحاكم، من أجل حسم ملكية هذا البرنامج.. حيث وقع خلاف قضائي بين بركة وإيهاب طلعت، على أحقية كل منهما في البرنامج.

 
سيرة هذا البرنامج، الذي تحول إلى "لعنة" بسبب نجاحه الكبير في الشارع المصري، بدأت مع المنتجين محمود بركة ودينا كريم، اللذين أسسا برنامج "البيت بيتك"، إلا أنه بعد أن تحول عرض البرنامج إلى العرض اليومي في عام 2005، انضم إليهما رجل الأعمال إيهاب طلعت كمنتج مشارك في البرنامج.. وبعد جولة من الصراع استمرت لسنوات، صدر حكم عن مركز القاهرة الإقليمى للتحكيم التجاري الدولي بالقاهرة، يُلزم شركة "بركة ديزاين"، والتي يملكها رجل الأعمال محمود بركة ودينا كريم، بدفع مبلغ 10 ملايين جنيه مصري تعويضاً عن إخلالهما بالتزامهما والتعامل على الحقوق المالية لشركة "وان سبريت"، التي يمتلك فيها رجل الأعمال إيهاب طلعت 67% ومحمود بركة 23%.. وأخيراً قرر التلفزيون المصري، بقيادة أنس الفقي وزير الإعلام، رفض تجديد عقد برنامج "البيت بيتك" مع التلفزيون، وذلك بعد أن ازدادت حدة المشكلات بين مالكيه محمود بركة وإيهاب طلعت، المتنازعين على ملكيته، حيث فضَّل الفقي تغيير اسم البرنامج، والاحتفاظ بنفس طاقم العمل به، سواء كانوا مذيعين أو معدين أو فنيين، للعمل في البرنامج الجديد الذي تنتجه شركة صوت القاهرة التابعة للتلفزيون المصري، ورغم أن جميع طاقم العمل وافق على الانضمام للبرنامج الجديد، إلا أن محمد هاني، رئيس تحرير البرنامج، هو الوحيد الذي رفض ذلك، وتعاقد مع قناة "الحياة" كمشرف على تطوير البرامج هناك.
 
وطوال هذه المدة، لم يكن هناك حديث في وزارة الإعلام إلا على هذا البرنامج المعجزة، الذى جذب ملايين من المصريين لمتابعته، خاصة بعدما سحبت الفضائيات البساط من تحت أقدام التلفزيون الرسمي، كما سحبت نجوم التلفزيون المصري، حتى أصبحت القنوات الأرضية في مصر، قنوات شبه مهجورة، لا يرتادها سوى عدد قليل من المصريين غير المشتركين في القنوات الفضائية، أو الذين تخلو منازلهم من "الريسفير والدش" وهو عدد لا يذكر بالفعل.
 
وبسبب هذه الحالة، التي أنتجها هذا البرنامج "اليتيم" للتلفزيون المصري بأسره، لاحظ كثيرون أن وزير الإعلام أنس الفقي يهتم بهذا البرنامج شخصياً، بل وصفه بعض العاملين في التلفزيون بأنه "برنامج الوزير" بسبب هذا الاهتمام الزائد، لأن وزارة الإعلام في مصر فرَّغت نفسها طوال الفترة الماضية لفض الاشتباكات الناجمة عن هذا البرنامج، وكيفية إنقاذه.. ففي الوقت الذي وصلت فيه الخلافات بين المنتجين على ملكية البرنامج، وقع خلاف مع بطل البرنامج الأول ومقدمه الإعلامي محمود سعد، الأمر الذي دعاه إلى إعلان ترك البرنامج.. وقال وقتها، في كل وسائل الإعلام، إنه لن يعود إلى "البيت بيتك"، ولوَّح بعدد كبير من العروض المقدمة إليه من فضائيات أخرى، مثل قنوات الحياة وام بي سي.. ولذلك لم يجد أنس الفقي، وزير الإعلام، سوى التدخل شخصياً لحل هذه الأزمة، وإقناعه بعودته إلى أحضان التلفزيون المصري!
 
وبعد الإعلان عن تصفية برنامج "البيت بيتك"، استعدت قيادات ماسبيرو للبرنامج الجديد، والذي من المقرر أن يحمل نفس الروح، ونفس الوجوه، ويحتل نفس المدة الزمنية، وفي الغالب نفس الفقرات.. أي أنهم بصدد إعادة استنساخ للبرنامج المعجزة، ولكن دون اسمه التجاري المعروف.. فدارت الاقتراحات والاختلافات حول اسم هذا "المستنسخ" الجديد، فتارة يُطلقون عليه "مصر النهاردة" وتارة يُطلقون عليه "هنا القاهرة" والذى أبدى مسؤولون في قنوات مودرن الرياضية تحفظهم على استخدام الاسم، الذي كان عنواناً لبرنامج رياضي شهير قدمه الإعلامي علاء صادق على القناة لفترة طويلة، فيما أكد عادل المصري، نائب رئيس قطاع القنوات المحلية، أن "هنا القاهرة" كان اسم أحد البرامج المسائية في القناة الثالثة، وأنه استمر على شاشة القناة لسنوات طويلة، فيما أبدى بعض الإذاعيين اعتراضهم على استخدام شعار الإذاعة المصرية الشهير كاسم لبرنامج تلفزيوني، وتساءلوا عن سر اختيار الاسم الذي كان أول كلمات تنطلق عبر الأثير باسم الإذاعة المصرية، وهل يعني تحويله إلى إحدى مفردات الشاشة انتهاء زمن الإذاعة المسموعة.
 
وبالطبع، يعيش فريق إعداد برنامج "البيت بيتك" هذه الأيام فترة وداع تنتهي في 15 مارس المقبل، وهو موعد انطلاق اسم البرنامج الجديد.. وربما تنضوي مع هذا البرنامج كل المشكلات التي افتعلت حول مصيره وملكيته.. ليبدأ عصر البرامج المستنسخة في التلفزيون المصري.
Exit mobile version