أوباما وساركوزي يضغطان على الأسد لإبعاده عن دخول أي حرب ضد إيران أو لبنان

ذكرت تقارير صحفية أن إدارتي الرئيسين الأمريكي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي "تمارسان ضغوطا هائلة على الرئيس السوري بشار الاسد لتحييده عن الانخراط في اي حرب قد تقع في الشرق الاوسط ضد ايران او لبنان على خلفية البرنامج النووي الايراني.

 
اضافت التقارير نقلا عن أوساط ديبلوماسية في كل من واشنطن وباريس، ان زيارتي المبعوث الامريكي وليم بيرنز ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فييون لدمشق في أسبوع واحد تدخلان في عملية الضغوط هذه لاقناع نظامها بمخاطر انضمامه الى الحرب المزمعة التي خرج وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس من زيارته لإسرائيل ولقائه وزير دفاعها ايهود باراك مقتنعا بأن اسرائيل مصممة على خوضها ضد ايران وربما ضد لبنان في وقت معا, وبأن المسألة باتت "متى ستشن هذه الحرب".
 
وكان الرئيس السوري صرح في وقت سابق أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تدفع المنطقة باتجاه الحرب ولا ترغب في تحقيق السلام ، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موارتينوس . وقال "كل الوقائع تشير إلى أن اسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب ، إنها غير جادة في تحقيق السلام في الشرق الاوسط".
 
ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن الاوساط قولها: ان "الاسرائيليين تمكنوا خلال الفترة القصيرة الماضية من اقناع معظم اصحاب القرار داخل ادارة اوباما من ديمقراطيين وجمهوريين بأنهم متيقنون من ان طهران ستنتج خلال اشهر معدودة ما يكفي من يورانيوم عالي التخصيب لصناعة رأس نووي او اكثر وانهم باتوا مستعدين جوا وبحرا لاطلاق حملتهم العسكرية متى وجدوا الامور مناسبة".
 
وكان المندوب السابق للولايات المتحدة في الامم المتحدة بنيويورك ، جون بولتون، قال في مقال كتبه بصحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية: "ليس هناك سبب لان ترضخ ايران فجأة لجهود الرئيس اوباما الديبلوماسية فتتوقف عن تخصيب اليورانيوم, خصوصا بعد انتخاباتها الرئاسية المخجلة (واندلاع الثورة الاصلاحية) كما لن تكون هناك مفاجأة إذا ما ضربت اسرائيل ايران قبل نهاية هذا العام".
 
في سياق متصل، اكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية في باريس رافقت فييون إلى دمشق خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، ان هذا الاخير نقل الى الاسد "تمنيات فرنسية بعدم تصعيد المواقف السورية مع اسرائيل كما حدث الاسبوع الماضي على لسان وزير الخارجية وليد المعلم الذي هدد المدن العبرية بصواريخه وبتحويل اي عمل عسكري اسرائيلي ضد لبنان او سورية الى "حرب شاملة".
 
وقال فييون: إن هذا التصعيد سيجعل الامور اسوأ بالنسبة لاستراتيجية السلام التي ينتهجها نظام دمشق ولان سورية قد تتعرض لاضرار بالغة جدا يصعب بعدها الجلوس الى طاولة المفاوضات الا بشروط اسرائيلية لان تعادل القوى مفقود بين سورية واسرائيل حتى بوجود آلاف الصواريخ السورية التي بامكانها بلوغ معظم المدن والمناطق العبرية".
 
اضافت المصادر ان فييون "ذهب ابعد من ذلك في مصارحته الاسد بأن ما اعلنه وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ردا على تهديدات المعلم بأن أي حرب على سورية "ستنتهي بسقوط نظامها وعائلة آل الاسد", قد يتحول فعلا الى هدف اسرائيلي لا رجوع عنه اذا دخلت سورية الحرب, وان دول الاتحاد الاوروبي وفي مقدمتها فرنسا وكذلك الاميركيون, لم يعودوا قادرين بعد تصرفات الايرانيين وخصوصا قادتهم التي تنم عن تحد غير مسبوق لشعوب الغرب, على العمل اكثر مما فعلوا حتى الان لمنع اسرائيل من القيام بعمل عسكري وقائي يحمي شعبها من القنابل النووية الايرانية,
 
لذلك تجد فرنسا ان سورية غير معنية بهذه التطورات وعليها ان تنأى بنفسها عن الكوارث المقبلة, ومن هنا جاء اعلان فييون في مؤتمره الصحافي النهائي مطالبا بمساعدة الاسد على تطبيق القرارات الدولية بشأن لبنان لجهة نزع سلاح "حزب الله" والفصائل الفلسطينية ما يعني وقف التدخل السوري فورا لصالح استمرار ارسال الاسلحة الى هذه الميليشيات والفصائل".
Exit mobile version