أرشيف - غير مصنف

المطلوب، البقاء حيا حتى سن الـ18

جمال الدين بوزيان

بعض المسؤولين بالجزائر يستحقون محاكمتهم كما يحدث مع مجرمي الحرب بسبب قوانينهم الغبية الظالمة، و التي تقتل المريض بطريقة غير مباشرة، أو على الأقل تزيد من معاناته.

 

ما هو جزاء وزير مسؤول عن التضامن و عن الحماية الاجتماعية و الفئات المحرومة، يحرم الأطفال المرضى بالسرطان من منحتهم الشهرية و من رقم التأمين؟ هو يحرمهم من العلاج و يزيد من معاناتهم و من معاناة أوليائهم.

 

هو يعلم أولياء الأطفال المرضى التسول و التنقل بين المساجد و الجمعيات الخيرية من أجل توفير الدواء لأولادهم المرضى، و أي مرض؟ إنه السرطان.

 

هل يمكن أن يقال عن دولة بها مثل هذا الوزير أنها تحترم حقوق الإنسان؟

 

الغبي أو المنافق فقط من يقولان ذلك.

 

الطفل المصاب بالسرطان في الجزائر لا حق له إلا في العلاج الكيميائي و العلاج بالأشعة، و باقي الأمور التي يتطلبها العلاج يجب دفعها من جيب أولياءه إذا كان متوفرا لديهم، و إلا عليهم التدرب على فنون الاقتراض و التسول.

 

نموذج واقعي و مضحك مبكي في نفس الوقت لقوانين وزارة تدعي التضامن و هي أبعد ما يكون عن الرحمة و التضامن.

 

يقول القانون الموقر لهذه الوزارة بأن المنحة تعطى فقط للطفل المعاق ذهنيا أو حركيا بنسبة مئة بالمئة، و بالتالي فالطفل المصاب بالسرطان لا يعتبر طفلا معاقا، و عليه يجب أن يصبر لحين وصول سنه إلى الثامنة عشر لكي يتمكن من الاستفادة من المنحة و رقم التأمين. طبعا إذا كتبت له الحياة إلى غاية وصوله لتلك السن، و لا داعي لذكر عدد الأطفال الذين يفارقون الحياة كل شهر بمصلحة الأطفال بسبب السرطان.

 

هذا المرض قاتل، الكل يعلم ذلك، و لا مجال لتغطية هذه الحقيقة، لكن قسوة هذا المرض لم تشفع للأطفال المصابين به لدى وزير التضامن و فريقه المحترم لكي يعدلوا من هذا القانون الظالم.

 

ماذا يفعل نواب البرلمان الأشبه بالجواري و الغلمان في القصور الملكية، هم لا يتحركون إلا بأوامر أسيادهم، كان الأولى بهم السعي لتغيير قوانين الحماية الاجتماعية الظالمة، من المفروض أنهم ينقلون مشاكل و انشغالات الناس إلى السلطة، لكن ما يصلنا من أخبار و إشاعات عنهم، يؤكد بأنهم منشغلون عن هموم الشعب بالتنقل بين الفنادق و تقسيم أوقاتهم الثمينة بين الأكل المفرط و السياحة العشوائية و انتقاء العاهرات الجميلات، و ملئ
الجيوب قدر الإمكان قبل انتهاء العهدة.

 

أين هي الجمعيات و منظمات ما يسمى بالمجتمع المدني؟ أم أنها هي الأخرى منشغلة بجمع الفتات و ملئ الجيوب؟

 

من يجعل المسؤول في هذه البلاد يغير القانون الظالم بدون أن نرى فوضى و حرقا لإطارات السيارات و قطعا للطريق؟

 

تعود هذا الشعب و عودته حكومته أن لا شيء يتغير بدون فوضى و أعمال شغب.

 

**جمال الدين بوزيان

 

ناشط اجتماعي جزائري

 

[email protected]
 

زر الذهاب إلى الأعلى