أرشيف - غير مصنف

قطر تدفع مليار دولار مهرا للسلام في دارفور

دخل الاتفاق الذي وقعته الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة في الدوحة حيز التطبيق منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، منهيا بذلك سبع سنوات من الاقتتال والفوضى والتدخل الدولي، بينما أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أنه سيفتتح بنكا برأس مالي أولي قيمته مليار دولار لإعادة الإعمار وتثبيت اتفاق السلام.

ووقعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة مساء الثلاثاء اتفاق وقف اطلاق النار في دارفور الذي ابرم السبت الماضي.
وأعلن خليل ابراهيم زعيم العدل والمساواة في الدوحة حيث وقع ممثلون عن الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة اتفاق اطار حول اجراء مفاوضات سلام، واتفاقا لوقف اطلاق النار، "ان وقف اطلاق النار يدخل حيز التنفيذ..عند منتصف الليل".
وفضلا عن ابراهيم والرئيس السوداني عمر البشير حضر حفل التوقيع، الذي تأخر قرابة الساعتين لاجراء محادثات اللحظة الاخيرة حول تفاصيل في الوثيقة، امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيسان التشادي ادريس ديبي اتنو والاريتري اسياس افورقي.
وقال الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير قطر إن بلاده تعتزم الاسهام بمليار دولار في صندوق لاعادة بناء السودان.
وقال الشيخ حمد الذي تعد بلاده اكبر دولة في تصدير الغاز الطبيعي المسال في العالم ان الاتفاق لوقف اطلاق النار هو "خطوة ثابتة نحو الحل السلمي".
وبدأت ردود الفعل تترى بعد التوقيع، ورحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالاتفاق، ووصفه بـ"الخطوة المهمة" من أجل حل مجمل الأزمات في إقليم دارفور، وحث "من يدعي أنه يمثل شعب دارفور"، إلى الانخراط في المفاوضات.
وهنأ ساركوزي في بيان وزعه مكتبه الإعلامي "الذين أتاحوا التوقيع على هذا الاتفاق"، وجدد الإعراب عن "الثقة" بأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، والوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة جبريل باسوليه، من أجل إتمام العملية السياسية في الإقليم غربي السودان كما أشاد الرئيس الفرنسي بمساهمة الرئيس التشادي ادريس ديبي في جهود قطر.
كما حث الرئيس الفرنسي "كل الذين يزعمون أنهم يمثلون تطلعات الشعب في دارفور، إلى تحمل مسؤوليتهم والمشاركة في المفاوضات التي ستتواصل في الدوحة من أجل التوصل بسرعة إلى اتفاق نهائي شامل".
وكانت المملكة المتحدة قد رحبت بدورها باطار الاتفاق بين الحكومة السودانية وحركة (العدل والمساواة).
واوضحت الوزيرة البريطانية المسئولة عن افريقيا البارونة كينوك في بيان ان اتفاق وقف اطلاق النار "يوفر بارقة أمل لشعب دارفور" مشيرة الى انه "جنبا الى جنب ومع التقارب الأخير بين السودان وتشاد يوفر هذا الاتفاق بارقة أمل لشعب دارفور الذي عانى لفترة طويلة جدا".
وأثنت كيونك على وسيط الامم المتحدة والاتحاد الافريقي الدائم في دارفور جبريل باسول ودولة قطر على الصبر والمثابرة في السعي للتوصل الى تسوية دائمة.
وحثت الأطراف على التحرك الان لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه وذلك بدعم من بعثة حفظ السلام المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بدارفور (يوناميد) في ظل قيادة السيد ابراهيم غمباري.
كما دعت البارونة كينوك جميع الجماعات المسلحة في دارفور والقادة لاظهار التزام مماثل للسلام مشيرة الى انه "لدى جميع سكان دارفور الحق في التوقع باتحاد قادتهم والانضمام بشكل كامل في عملية السلام".
وتعهدت الوزيرة البريطانية بمواصلة حكومة بلادها تقديم كل الدعم لضمان سلام دائم وذلك مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي والشركاء الاخرين ولاسيما التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل.
وتابع البيان "ان تحقيق سلام مستقر في دارفور هو جزء حيوي من هذا الهدف الأوسع فيجب على جميع الأطراف في السودان الان على وجه السرعة مضاعفة الجهود من أجل السلام".
من جهة أخرى، ذكرت مصادر صحفية أن الخلافات تفجرت بين شريكي الحكم في الخرطوم، خلال المفاوضات التي تجرى بينهما حاليا في القاهرة في سرية تامة بمشاركة مدير المخابرات المصرية عمر سليمان.
وقال وزير الخارجية السوداني القيادي في "الحركة الشعبية" دينق آلور: إن الحوار بين شريكي الحكم في الخرطوم بالقاهرة تم بناء على دعوة من الحكومة المصرية للجانبين، موضحا أنها محاولة من جانب القاهرة لتأمين وحدة السودان قبل الاستفتاء على حق تقرير المصير بالنسبة لجنوب السودان والمتبقي عليه عشرة أشهر.
وأضاف: إن المسئولين المصريين يحاولون القيام بدور إيجابي بالحديث إلى الطرفين حول نقاط الخلاف والاتفاق بينهما، ومحاولة تقريب وجهات نظرهم حول القضايا الخلافية.
وأوضح أن قرار الانفصال الخاص بالجنوب لم يحسم بعد، ولن يحسم إلا من خلال الاستفتاء الذي سيجري شهر يناير المقبل.
وأعرب آلور، عن القلق من تمسك الحزب الحاكم بتطبيق الشريعة، بينما أكد وكيل وزارة الخارجية عضو وفد "المؤتمر" مطرف صديق، أن حزبه لن يتخلى عن تطبيق الشريعة الإسلامية
المتوسط أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى