المسيحيون يشعرون بأنهم الخاسرون في العراق

نحن شعب السلام، ليس لدينا ميليشيات، هكذا يرد الكاردينال امانويل ديلي الثالث، بطريرك الكنيسة الكالدانية، على من يسأله عن مسلسل الاغتيالات والتهجير بحق المسيحيين في العراق.

 
وغالبا مايضيف الكاردينال :"الإرهابيون لا يقتلوننا نحن المسيحيين فقط ،بل يقتلون إخواننا المسلمين أيضا".
 
غير أن بعض المسيحيين في العراق يرون أن ميل المسيحيين وحبهم للسلام والكلمات التي يطيب بها رجال الدين هناك خاطر المسيحيين لا تكفي بمفردها لوضع حد لتيار هجرة الأقلية المسيحية من بلد الرافدين.
 
ويرى هؤلاء انه يتعين على المسيحيين ألا يستمروا في "إدارة الخد الآخر" وأن يمارسوا الضغوط على الحكومة والسلطات العراقية وأن ينظموا مظاهرات احتجاجية خارج البلاد يلفتون بها الأنظار لوضع المسيحيين في العراق.
 
وفي هذا السياق ، قالت وزيرة البيئة العراقية السابقة والناشطة الحقوقية باسكال وردة: "نحن جميعا نحب الكاردينال، إنه ، بعباءته الحمراء ،زينة كنيستنا.. ولكن لابد أن يحدث شيء بسرعة حتى لا يختفي المسيحيون للأبد من العراق".
 
ورغم أن لدى المسيحية باسكال وردة جواز سفر فرنسي ورغم انها تعيش في أحد أكثر أحياء بغداد تمتعا بإجراءات أمنية،إلا أنها لا ترى العيش في المنفى حلا. وعن ذلك تقول:"علينا أن نحشد الشارع العراقي وإن لم يفد ذلك شيئا فعلينا أن نتظاهر في فرنسا واستراليا".
 
كان يعيش في العراق نحو 5ر1 مليون مسيحي عندما أسقطت القوات الأمريكية نظام الرئيس صدام حسين عام .2003 وبحسب البيانات الرسمية ، تراجع هذا العدد اليوم إلى 750 ألف ،حسب تقديرات غير رسمية.
 
قتل أكثر من 730 مسيحي في العراق منذ دخول الأمريكيين بغداد، كان آخرهم شاب كان في طريقه للجامعة عندما أردته رصاصة قتيلا، وقبله قتل مالك أحد محلات الأجهزة المنزلية. قتل معظم المسيحيين في العاصمة بغداد وفي مدينة الموصل شمال العراق حيث يدخلون بين مطرقة الصراع العربي الكردي وسندانه.
 
من بين القتلى 12 من رجال الدين المسيحيين الذين تكرمهم كنائسهم اليوم كشهداء. وتنسب بعض عمليات القتل بحق الطلاب أو الصيادلة أو الأطباء والقساوسة لتنظيم القاعدة.
 
ولكن من المسئول عن عمليات الاغتيال الأخرى؟
 
هناك إحصائية لمنظمة حمورابي لحقوق الإنسان تؤكد عدم الكشف عن منفذي أكثر من 70% من عمليات الاغتيال بحق المسيحيين.
 
ورغم أن معظم المسلمين العراقيين ليس لديهم شيئ سيئ يقولونه عن المسيحيين، بل وأن بعض هؤلاء المسلمين يرسلون أبناءهم لمدارس مسيحية بسبب السمعة الطيبة لهذه المدارس ،إلا أنه عندما يتعلق الأمر بحراسة بيوت المسيحيين ومستشفياتهم ، لا تكاد تكون هناك جهة تشعر بأنها مسئولة عن هذا.
 
يتردد أن إماما سنيا بالعراق قال ذات مرة في خطبة الجمعة ، ملمحا لأيام العطلات اليهودية والمسيحية ، :"تخلصنا بالفعل من عطلة السبت وسنتخلص من عطلة الأحد" ، بيد أنه لم يكن لهذه الخطبة المحرضة على كراهية المسيحيين أي عواقب تذكر.
 
وقام أتباع المذهب الشيعي بإحدى قرى الموصل بنزع الزينة المعلقة أمام إحدى كنائس المسيحيين الآشوريين يوم عيد الميلاد المسيحي مرردين هتاف: "ماذا دهاكم عندما تريدون الاحتفال في شهر الحزن الشيعي محرم؟".
 
شعرت باسكال وردة بصدمة خاصة جراء هذه الواقعة لأن هؤلاء الشيعة كانوا مسلحين، وكانوا يستقلون سيارات شرطة. "د ب أ"
Exit mobile version