ألطريق إلى الجنـــــة
شعر /حسن تقي الرشيدي
*************************
أيا جامع الشمّام أنــــت المؤمَّـــــــــل
فوجْهُكَ من نور الكتاب مكلـَّـــــــــــل
وقلبُكَ للعشّاق نافورة المنــــــــــــــى
بأندائها كلّ القلــــــــــوب تحجـَّـــــــل
وصوتك في أقصى السماء مجلجــــل
تحنّ له طيــــرُ الدنا وتُهلـِّـــــــــــــــل
وحبـّك في أعماقنـــــــــا متلألـــــــئ
فمنه جذورُ الوصل دومــــا ً تمـــــوَّل
قناديلك الملأى بهدْى ِ محمــــــــــــــدٍ
شموسٌ بها كلّ العيون تكحـَّــــــــــــل
قبابــك تعلـــو فوق أروقــة الفضــــــا
ومنها مصابيـــح المحبَّةِ تهطِــــــــــل
ومنبـــرك العالي ينابيــــعُ حكمــــــــةٍ
فمن فيضها كل الأنامل تنهــــــــــــــل
ومحرابُكَ الوضَّاحُ بابٌ مفتـَّــــــــــــحٌ
إلى جنـّةٍ نحيا بها ،لا نُرَحَّــــــــــــــل
سماؤُك بالدُرِّ الجميــــــــــل تألـَّقــــت
بأفيائها أرواحنـــــــــــا تتزمَّــــــــــل
ترابُكَ كالمســـــــكِ الذكيِّ معطـَّـــــــرٌ
يطيبُ به روض الخزامــى ويرفـُـــــل
تـناغيكَ أحداقُ الورى كلَّ لحظـــــــة
لأنـَّك في أفلاكهـــــــا تتجــــــــــــــوَّل
تحيّيكَ أركانُ الصلاة بلهفــــــــــــــــة
فأركانهــــــــا روحٌ بها تتبجـَّـــــــــل
فَمنْ كفـِّك الميمــــون يشرقُ عزّنـــــا —
— الذي في مداه العمـــر يحلو ويجْمـــل