أرشيف - غير مصنف
حوار ساخر مع صديقي اليهودي في قضية اغتيال المبحوح في دبي.. بقلم: فايزة البريكي
نسمع كلمة يهودي ترتعب القلوب وتتقطع الأنفاس ويُتهم من يعمل معهم او يصادقهم بأنهم كائنات بشرية غير حية مع يقيني بانه لا يخلو بيت عربي من اعجاب لا متناهي في عقلية وعبقرية اليهود وتسييرهم للعالم بضغطة زر ..
وحتى لايذهب عقلكم بعيدا كالعادة اتحدث عن اليهود وليس عن الصهاينة ويجب التفريق بين اليهودية كديانة سماوية نزلت من السماء والصهيونية كنظام له مناهضين من اليهود انفسهم كصديقي اليهودي الذي يعتبر مناهضا للصهيونية بكل صورها..
شاء من شاء وأبى من أبى هكذا بدأ حواري مع صديقي اليهودي
أتحدث بملئ فمي عن حقيقة عشتها ومازلت اعيشها وهي تعاملي مع اليهود في تجارتي وهم من افضل التجار في العالم دقة واحترام للمواعيد والعقود بل تشعر بأنك تعمل بجد وبربح مضمون اكثر من العرب انفسهم الذين يضحكون في وجهك ويلعبون من خلفك ويضربونك ضربة حتى لو كانت دماء القرابة والصلة تجري في عروقهم ..
لم يخذلني احد منهم الى يومنا هذا رغم حذري الشديد بعد الضربة التي قصمت ظهري في وطني الامارات ولكن لله في خلقه شؤون فمن نظنه عدوا اصبح صديقا والصديق تحول الى عدو مارق يحسدك حتى على صبرك في ماابتلاك به ربك..
قضية اغتيال المبحوح والأدلة بالدرزن والأرطال ينظر اليها الغرب على انها لعبة بلاي ستيشن هكذا بدأ معي صديقي اليهودي حديثه قائلا لاتوجد قضايا قتل حتى لو وجدت ادلة ان يتم التصريح بها بهذا الشكل يعني كل يوم دليل علما بأن قائد عام شرطة دبي في اجازة ويؤدي مهمته في كشف الأدلة من خلال مقر اقامته في اجازته ومتابعته لقضية هامة جدا من بيت الله الحرام فهو يصلي ركعتين ويدلي بتصريح في دقيقتين ويكتشف كل يوم ادلة جديدة وهو بعيد كقائد عن مسرح الجريمة وعن متابعة الاوضاع بتواجده وليس بتلقين الأخبار واذاعتها مثلما نشاهده كل يوم..
يقول صديقي اليهودي :في عُرف الأنظمة الدولية للتحقيق قي الجرائم وضوح الادلة يعني التشكيك بها لان المجرم يضع في حسابه كل الطرق للتعتيم على الأدلة وقال بأن قائد شرطة دبي لا يُعبر الا عن عنتريات عربية نسمع ونشاهد منها الكثير كما سمعنا وحدث لصدام حسين ووزير اعلامه الصحاف الذي تراقص امام شاشات التلفزة حتى اصبحنا نشعر بنشوة الانتصار وبفخر العروبة في هزيمة امريكا وحلفائها قبل ان تُطلق اول رصاصة لتسقط بغداد اجمل واقوى المدن العربية صريعة في استسلام مُخزي اقل مايقال عنه هزيمة عربية بإمتياز وليس هزيمة للعراق وحدها تم القبض فيها على اقوى رئيس عربي وهرب صحاف العراق حاملا معه لسانه وعلكته التي فقع بها مرارتنا التى لم يشفى منها اي مواطن عربي الى يومنا هذا..
يقول صديقي اليهودي انا ضد النظام الصهيوني في احتلال فلسطين وبمايفعله الصهاينة في الشعب الفلسطيني وليس كل يهودي صهيوني ولكن نعلم تماما بأن الصهيونية نظام عالمي قوي ليس محتلا فلسطين وحدها بل يطمع في العالم العربي من شرقه الى غربه وان انكرت اي دولة عربية بأنها لا تتعامل مع فلسطين وترفض التطبيع علنا فهي كاذبة من رأسها الى أخمص قدميها ، والكل يتمنى ان يكسب رضاها على ان تحميها مع حليفتها الامريكان من جارتها الدولة العربية التي لا تثق فيها ثقتها في اسرائيل وامريكا ، كلام منطقي وجميل والكل يعلمه ولكن لا يتجرأ ان يصرح به ,,
اضحكني صديقي اليهودي حد الإغماء عندما قال عن ضاحي خلفان ( مسكين هذا الرجل فهو لايقول ولايردد الا تعليمات من الموساد أنفسهم ، فلاشك لدي بأن اغتيال المبحوج ليست هي القضية الرئيسية ولا اكتشاف المجرمين ولا وجود الأدلة من عدمها الموضوع اكبر من ان يكتشفه عقل عربي لايهمه الا الزهو الاعلامي والتلميع المبالغ حتى لو كان سيدفع مستقبلا الثمن غاليا المهم ان يظل محميا تحت عباءة اسرائيلية امريكية مخفية اسمها الموساد هدفها احتلال الشرق الأوسط بأكمله
وفلسطين ماهي الا حجة لبسط اطماعها في دول اخرى واشغال العرب وارهاق ميزانيتهم في الحروب التي تحدث في غزة بين الفينة والأخرى ..
كلام ليس جميلا منمقا ولا عنتريا بل منطقيا حتى عندما قال لي بالحرف الواحد ( لماذا لم يقوم ضاحي خلفان اذا كان يمتلك الشجاعة الزائفة التي يظهر بها في الاعلام ويطالب بحملة عربية تقف في وجه الصهاينة بما يفعلونه في غزة من حصار وقتل وتشريد للنساء وكبار السن ، العروبة التي تتحدثون عنها
ماهي الا في الكتب اما أنتم العرب فصهاينة اكثر من الصهاينة انفسهم ..
لم يتوقف حديثي مع صديقي اليهودي عند هذه النقطة بل من قشعريرة حديثه الهادئ والمنطقي دون ان تفلت اعصابه وانا كعربية ارضعت العنترة مثل عمي ضاحي وتشبعت بالعروبة الزائفة وبشجاعة
اقل مايقال عنها كلمات بلا أدمغة طلبت منه ان نبدأ العشاء ونكمل سهرتنا في بقية الحديث
الذي يقول اننا فعلا امة ضحكت من جهلها الأمم
وسأكمل مقالي مما حدث بعد العشاء مع صديقي اليهودي الغير صهيوني لاحقا
ودمتم عربا بلا أدمغة
ودام لنا عمنا ضاحي خلفان رمزا للعرب وللعروبة في التصريحات والفرقعات
تبا لأمة تظهر بما تُخفيه تبا لإمة عربية منافقة بلا منازع
وانتظروا تكملة تحليل صديقي اليهودي في مقال آخر
ولا عزاء للعــــــــــرب
وللحديث بالتأكيد بقية
فايزة البريكي