أرشيف - غير مصنف
ناشطات سعوديات يطلبن السيرة الذاتية والفحص النفسي قبل الزواج
طالبت ناشطات اجتماعيات بتغيير وصفنه بالحضاري على ظروف الزواج التقليدية التي تسبق الارتباط، حيث رأين أن زواج “الصالونات” و”التعارف” ساهما في الوصول إلى نسب طلاق مفجعة، مؤكدات أنهن توصلت لحل حضاري يوافق الشرع والعادات الإجتماعية السائدة بعد ما وجدنه من زيادة في المشكلات الاجتماعية الناتجة من الطلاق، فضلاً عن رغبتهن في تصحيح كثير من الأخطاء الشائعة لمفهوم الزواج.
وقالت مجموعة الناشطات السعوديات أن طريقتهن الجديدة تهدف إلى منح الشاب والفتاة فرصة التعرف على مواصفات شريك الحياة وأنها ستحد كثيراً من تفشي ظاهرة “الانفصال العاطفي”، وطلبن من الجهات المسؤولة إقرارها كشرط أساسي قبل الزواج.
ونقلت صحيفة “الحياة”، التي نشرت الخبر في عدد السبت 27-2-2010، عن الاختصاصية النفسية التي ترأس المجموعة تهاني العمودي اعتبارها “الطريقة الحديثة تبدأ قبل النظرة الشرعية بإعداد سيرة ذاتية للشاب والشابة من طريق استمارة خطوبة، يستعرضان فيها أبرز ملامح شخصيتهما والطباع الغالبة على طريقة حياتهما، ويلزمان بعد أن يوافق كل منهما على صفات الآخر، بالذهاب إلى مركز تدريب ذاتي للفحص النفسي، للتأكد من صحة سيرتهما، وصدقيتها، ومعرفة مدى تواؤم صفاتهما نفسياً وفكرياً، قبل التحاقهما بدورة مكثفة عن تجربة الزواج”. وأوضحت أنها وزميلاتها يهدفن من وراء ابتكار هذه الطريقة إلى بناء رؤية مستقبلية مشرقة ونافعة لأهم لبنة أساسية في المجتمع وهي “الأسرة”، إضافةً إلى الإسهام في الحد من انتشار ظاهرة الطلاق كمشكلة اجتماعية تهدد العلاقات الإنسانية.
من جانبها، أكدت إحدى المشاركات في إطلاق الفكرة وممن بدأن بتجربة طريقة السيرة الذاتية على نفسها الاختصاصية الاجتماعية ندية كتبي، أن إيمانها الشديد بالفكرة جاء بسبب الصعوبات والعراقيل التي تضعها بعض التقاليد والعادات، فضلاً عن ارتفاع نسب الطلاق أخيراً، مؤكدة أنها بدأت بتجربة طريقة السيرة الذاتية عن طريق استمارة الخطبة هي وأخواتها، حيث قامت بملء استمارة تضم 10 إجابات موجهة لأول رجل تقدم لخطبتها وضعت فيها كل اهتماماتها وصفاتها الشخصية، وطباعها النفسية، وهواياتها إضافةً إلى استمارة أخرى فارغة، أرسلتها إليه لتعبئتها، وليتم إعادتها مرة أخرى إليها لمعرفة السلوكيات المشتركة .
وقالت كتبي: “عندما اطلعت على استمارة رجل المستقبل، اكتشفت أنها لا تتلاءم أبداً مع طباعي، وسلوكياتي، وهواياتي، فوجد على سبيل المثال أنه يهوى مشاهدة الأفلام، والأغاني الصاخبة، بينما كنت أنا على النقيض تماماً فأنا أحب القراءة، والروايات والقصص، فضلاً عن أنه رجل لا يؤمن بالرومانسية، ومفرداتها، فقررت رفض الاقتران به نظراً للاختلاف الكلي في خصائص وصفات كل منا، والتي تمنح مؤشرات لفشل الحياة بين الطرفين”.
بدورها أكدت الاختصاصية الاجتماعية عزة برزنجي أن الأمر لايحتاج إلى تهويل وتعقيد، كون الزواج بكل تبعاته يعد توفيقا من الله، ولفتت إلى حاجة المقبلين على الحياة الزوجية إلى التوعية. وأوضحت أن الزواج يعني التقدير والاحترام والتواصل، والرفق واللين، وإن كنا سنشترط عمل سيرة ذاتية للمتقدمين إلى الزواج أو استمارة للخطبة، فمن الأولى أن نفرض عليهم الالتحاق بدورات التوعية المخصصة أولاً، كونها تسهم في إنجاح الأسرة وترابطها.
من ناحية أخرى، شدد عضو مجمع الفقه الإسلامي المحكم الشرعي الدكتور حسن بن محمد سفر على ضرورة أن يعلم أهل الخاطبين باستمارة المعلومات الخاصة في الخاطب والمخطوبة، فضلاً عن الطريقة والكيفية التي يتم من خلالها إيصال تلك الاستمارة للفتى والفتاة، مؤكداً أن توافر هذا الشرط مهم لجواز الأمر وعدم تحريمه شرعاً. وأوضح أن الأمر يدخل نطاق التحريم حال أخذه وسيلة أو ذريعةً للالتواء على الهدف النبيل منه. متمنياً اعتماد هذه الطريقة حال ثبوت نفعها.