أرشيف - غير مصنف

زخرفة الباطل

حسن الطيب

يقول تعالى( وجعلنا لكل شيء سببا) اي ان ما يتعرض له الانسان لايأتي من العدم وانما الى الاسباب التي تؤدي الى ذلك الشيء.
ومما لاشك فيه أن جرائم فظيعة ارتكبت في دارفور، غير أن مرتكبيها ليسوا واضحين ولا يمكن تحديدهم بيسر، صحيح أن الحكومة السودانية تتحمل المسؤولية، لكن المتمردين يتحملون كذلك الجزء الأكبر من المسؤولية، فعندما أنشأت الأمم المتحدة اللجنة الدولية لتقصي الحقيقة في دارفور وجدت أن العديد من المجموعات المتمردة متورطة في «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني» ولكنها تجاهلت امرهم بسبب الضغط من منظمات أنقذوا دارفور" التي أزداد نشاطها خلال عامي 2005-2006، فاستهدفت التأثير على مواقف "واشنطن" بصورة رئيسة، علاوة على لندن والأمم المتحدة وجهات أخرى، وكان الهدف الأساسي من وراء هذه الجهود التأكيد على أن الإبادة الجماعية ما تزال مستمرة في دارفور.
وبالرغم من ذلك أبدت الكثير من منظمات الإغاثة غير الحكومية، والتي تقوم بنشاطات داخل دارفور، شكوكها إزاء مدى صحة توصيف تحالف "أنقذوا دارفور" للأوضاع في الإقليم، وأكدت
هذه المنظمات أن الوضع ليس من السهل اختزاله في صراع بين جانبي الخير والشر.
وللأسف لم تنجح هذه الشكوك في إثناء التحالف عن موقفه، فأقر الائتلاف مع عدد من المنظمات من اجل عمليات التحريف والتهويل لإدانة السودان على جرائم لم تكن موجودة أساساً لتحقيق مصالح بات يعرفها القاصي والداني.
وجندت بعض السودانيين وأغرتهم بالمال لتحقيق غاياتها ومصالحها.
فبدأ بعضهم في تاليف كتب وشعر واقامة ندوات والخروج في مسيرات أدت لتشوية صورة البلاد وصرنا نقرأ  من الدواوين الشعرية والمقالات اليومية التي تسير في اتجاه زخرفة الباطل وتلبيسه بالحق  من أسماء لا نعرف تاريخها، ولا مدى صدقها وشفافيتها, وهم في الاساس عصافير حبيسة في أقفاص المنظمات التي صنعتهم ومدتهم بالدولار لتحريك مشاعر الناس .
فيا من اتيح لكم تحريك مشاعر الناس تحررو من كذبكم القاتل وافيقوا وانظروا من حولكم ستجدوا قواربكم تجدف فوق سيولا من دموع  دارفور.
واخيرا  يقول القائل,
في زخرف القـول تزيين لبـاطله       والحق قد يعتريه سوء تعبير
تقـول هـذا مجاج النحل
تمدحه         وإن تشأ قلت ذا قىء الزنانير
مدحا وقدحا وما جاوزت وصفهما      والحق قد يعتريه سوء تعبير  
 

 

زر الذهاب إلى الأعلى