ما الذي تريده قطر من وراء مطالبتها دبي إقفال قضية إغتيال المبحوح ؟؟؟
محمود عبد اللطيف قيسي
تردد في هذه الأيام عن زيارة قصيرة وغريبة ومفاجئة قام بها أمير قطر لإمارة دبي تتعلق بقضية إغتيال الشهيد محمود المبحوح ، فقد حاول وكما أكدت الأنباء الضغط على إمارة دبي المثقلة بهمومها المالية لإقفال باب التحقيق في القضية ، الذي من خلالة تكشفت الكثير من المواضيع والأسرار ، خاصة بعد تمكن المحققين الإماراتيين اللذين اثبتوا كفاءتهم المهنية ونزاهتم الخُلقية والمسلكية من اكتشاف عناصر جديدة تُثبت مسؤولية الموساد عن العملية ، وتَكّشف تواطوء بعض الدول الداعمة لحماس بالعملية ، وتُؤكد اختراق الموساد لحركة حماس ، ليس فقط على مستوى بعض الأفراد الجواسيس اللذين وظيفتهم البحث عن المعلومة الأمنية التي يطلبها الموساد منهم ، بل على مستوى قيادات أمنية وسياسية كبيرة تبرعت هي بإرسالها للموساد ، مقابل ورق نقد من الفئات الكبيرة تمكنهم من شراء شقق وعقارات وأراض بملايين الدولارات ، أو رغبة بالتفلت من الوعيد الصهيوني الذي لا يستثني أحدا من الفلسطينيين أو بسبب التنشئة غير الوطنية التي تربى عليها البعض من الساقطين بحبل الموساد اللذين تغلغلوا وتجذروا بنسيج حماس ، كالمرتد عن الدين الإسلامي مصعب حسن يوسف ابن منظر العقيدة الحماسية السياسية التي إن طُبقت سيكون بها نهاية وتصفية القضية الفلسطينية ، والذي كان من آخر أفكاره التي احتضنتها حماس هدنة مع الاحتلال لمدة عشرين سنة مقابل شبه دولة في غزة ذات حدود مؤقتة يضاف إليها ما يتبقى من أرض الضفة دون القدس ، ضامنة لعدم إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل ، بواقع لم تتوقعه دولة إسرائيل منذ قيامها .
فقد عُرف المرتد والعميل الصهيوني مصعب حسن يوسف في أروقة الموساد تحت اسم الأمير الأخضر ، حيث قدم خدمات جليلة وكبيرة له ساهمت باعتقال إسرائيل عدد من الكوادر القسامية والفتحاوية من بينهم القائد الفتحاوي مروان البرغوثي واغتيال عدد آخر منهم ، إضافة لتحذير الإسرائيليين من العمليات المتوقع القيام بها ، بعد أن تمكن من المعلومة الأمنية الضرورية للموساد من خلال نفاذه للملفات والاجتماعات التي كانت تعقد ويحضرها أو يعرف بها حكما لعلاقته بوالده القيادي في الحركة .
وبالعودة لزيارة أمير قطر لإمارة دبي ولمعرفة الغايات من ورائها ، فقد أكدت الكثير من المحطات والجرائد الإخبارية التي تناقلت الخبر ، انها جاءت تلبية لطلب ورجاء مقدم من حركة حماس الخائفة من انعكاس القضية برمتها على جماهيريتها التي أخذت تتلاشى لاسباب كثيرة ، منها ايقافها للمقاومة واعتقالها أو قتلها للمقاومين مطلقي الصواريخ صوب المستوطنات الصهيونية المحيطة بغزة ، وبسبب فساد ذمة بعض مسؤوليها في غزة اللذين سيطروا على الكثير من أموال المساعدات ليشتروا بها فلل وأراض وعقارات ولممارسة تجارة الأنفاق ، وثبوت وجود اختراقات كبيرة للموساد على مستوى قيادتها بالداخل والخارج ، والتي تتهيأ جديا مع أحمد جبريل ( القيادة العامة ) لإشغال مقعد فلسطين في القمة العربية حال اعتذار الرئيس الفلسطيني عن حضورها ، إن ارسلت دعوة لحماس لتشارك بالقمة بدل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ، محاولين استنساخ بضغط من إيران تجربة قمة قطر لدول الممانعة للحق الفلسطيني والتصدي لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد حرب إسرائيل الدموية على شعب غزة ، والتي أشغل فيها كل من مشعل وأحمد جبريل مقعد فلسطين تحت اسميهما الشخصيين ، فقد أراد قائد قطر من خلال هذه الزيارة المصيرية التي قام بها إلى دبي ، الضغط عليها لإقفال القضية حتى لا تتلوث حماس بنتائجها ويصبح من المستحيل تسويق حضورها جماهيريا للقمة العربية القادمة المنوي عقدها في ليبيا ، بعد انكشاف تورطها بقتل أحد ابنائها أو حتى لبعض قادتها أمثال الشيخ ياسين والرنتيسي ، أو بعد الإثبات عمليا أنها مخترقة من قبل الموساد مما يفقدها أهليتها وشرعيتها ، أو بعد إظهار من يقف وراء اغتيال الشهيد عماد مغنية سواء أكان ذلك بالعلم والتكنولوجيا أو بالمصادفة ، وبالتالي يسقط الرهان الإيراني القطري الإخونجي على حماس لإخراج الشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) من واقع تمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني .
إلا أن ما توقعه كل الأحرار والشرفاء ولم يتوقعه غيرهم هو موقف دبي الذي لا يقبل التأويل أو التسويف كما أنه لم يقبل التقزيم أو التسخيف ، الرافضة لكل الضغوط المطالبة بإرسال القضية لمستودع الحفظ قبل الإتلاف بعد أن تسجل ضد مجهول ، مهما كان حجم الضغوط المالية أو السياسية وقوة تأثير من يقف وراءها ، وذلك لانطلاقها من منطلقات الوطنية والنصرة لمواقفها ولكرامتها وكرامة شعبها العربي الذي يعتبر من أكبر الداعمين لشعب فلسطين ، ومن منطلقات قوميتها تجاه عروبيتها ومتطلباتها ، وتجاه القضية الفلسطينية وواجباتها نحوها .
أما السؤال المطروح من المراقبين ، ماذا كان سيكون موقف هذه المجموعة من الدول المطالبة والضاغطة لإقفال التحقيق بالقضية لو كانت المؤشرات تدل على تورط السلطة الوطنية الفلسطينية بأحداثها ؟؟؟ ولماذا لم تقم فضائيات العهر المعادية للشعب الفلسطيني بإذاعة ومناقشة الخبر وخبر عمالة وخيانة وارتداد إبن القيادي في حماس حسن يوسف المعروف في إسرائيل تحت اسم الأمير الأخضر ، وحقيقة تخليها عن خيار المقاومة ، وحقيقة وقف ومنع حماس لها مستخدمة العنف والقوة ضد المقاومين الحقيقين ، وهي الحجة التي خدعت الشعب بها وانتخبها لاجلها وحقيقة الفساد المالي والسياسي الذي تعانيه الحركة في هذه الأيام ؟؟؟ ، سؤال للجميع إمكانية الإجابة عليه !!!
[email protected]