أرشيف - غير مصنف

غاق .. غاق .. غاق

قيس مجيد المولى

مع ذلك لازلت أعتقد
  أنها أجمل الصُدف
يبقى مذاقا خاصا لكرسيين وطاولة
ومذاقا للأصابع التي تصافحت لأول مرة
هناك على جرف دجلة
كلانا كان يحدق باتجاهٍ أخرَ
ورغم أن حوالينا أشياء كثيرة
لكننا بقينا  نريد شيئاً
نتحدث عنه
مر نورس نهري وصاح
 غاق .. غاق ..غاق
وريح صرت بأسماعنا :
مابه صمتكم
لم تجب الطاولة التي طرقتُ عليها
ولم يجب القدحان حين مسست بعضهما بالبعض
قبل أن أبتسم
 وأروي لها سيرتي الفارغة
عاد النورس النهري :
غاق .. غاق ..غاق
بعد سنين طويلة
كاتبني هيجل
بالأخطاء المقصودةِ وبالوجود الظاهر
وتأمين اللامتناهيَ وتوحيد الأضداد
وحين الوقت تأخر
 شاورت اللة
 فبين لي ماترتب عن قصدي
بعد ذلك
لم يكن مابي ينتظر ليرى
أخرون يولدون
 من ضرورات غير ملحةٍ
وأشياءهم بما يرغبون
بقينا نريد شيئا نتحدث عنه
إذ بقي لإشباعنا حاجة
حين كاتبني هيجل ثانية
بعد عشرين عاما
في الطريق المؤدي إلى جرف دجلة
إشتبهت بإمرأة
وأشتبهت بي
ولكننا لم نشتبه
 بالطائر الذي صاحَ فوق رأسينا :
غاق
غاق
غاق
ولم نشتبه
حين سرنا متباعدين
لم نشتبه
بالكرسيين والطاولة

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى