العراق: شركات الهاتف النقال تصاب بـ (الإنتفاخ المالي).. “مسجات” الدعايات الإنتخابية تجبر النائمين على إغلاق هواتفهم ليلا
ليس من المعتاد بالنسبة لـ(سحر) أن يرن هاتفها في الواحدة ليلا، فهي إمرأة متزوجة وزوجها يرفض حتى أن تتحدث مع أهلها بعد العاشرة ليلا، ومن النادر أن تتسلم رسالة نصية في الليل، وكانت اخر رسالة ليلية تسلمتها منذ 6 أشهر تنبئها بوفاة خالها، وكرد فعل هجم الزوج على الهاتف الخلوي ليكتشف هوية المرسل، فهدأت ثورته عندما وجد الرسالة هي عبارة عن (دعاية إنتخابية) من أحد المرشحين، وبدوره تسلم زوج سحر رسالة مشابهة في اليوم التالي لتتوالى الرسائل من أكثر من كتلة ومرشح وقد تزيد عن عشررسائل في اليوم الواحد لتسبب (قلقا) للبعض.السيدة (زينة عبد الواحد) تقول "إضطررت لإغلاق هاتفي الجوال لكي أتفرغ لعملي، فقد انهالت علي الرسائل وكأنه لايوجد أحد غيري في البلد". بينما هنأ المواطن (علي شكر) شركات الإتصالات على هذه الفرصة التي ستجني من خلالها أموالا طائلة، وقال ساخرا "ربما يكون هذا السبب فيتحسن خدمة شركات الإتصالات هذه الأيام". ولم تقتصر الدعايات الإنتخابية على المسجات، بل ذكرت (سلمى حسن) بأنها تلقت رسالة عبر بريدها الألكتروني من مرشح يعلن فيها عن برنامجه الإنتخابي ويذكر فيها بأنه مرشح فقير لا يملك المال لعمل الإعلاناتفي الشوارع أو إنفاق المال لتوزيع الهدايا وكسب الناخبين لذا وجد ان الإنترنت هوأرخص وسيلة للإنتشار، وعن رأيها في ذلك تقول: هي فعلا وسيلة غير مكلفة وكل إنسان حرفي إختياره وهي فرصة للتعرف على المرشحين شرط عدم إزعاج الآخرين بكثرة الرسائل. بينما ذكر أحد الصحفيين إن المرشحين صاروا يلجؤون الى الإعلام عن طريق مخاطبة الصحفيين بالرسائل الألكترونية وتكليفهم بنشر إعلاناتهم واستعمال علاقاتهم من خلال النت مقابل بعض المال، كذلك تلعب بعض الجمعيات دورا في ذلك. كما تقوم بعض منظمات المجتمع المدني بالترويج لبعض الناخبين الذين يترأسونها أو ينتمون اليها عن طريق البريد الألكتروني. وتقول (شهد صاحب) : لأول مرة في حياتي يمتلئ بريدي الألكتروني بهذا الكم الهائل من الرسائل، ولم يعد لدي الوقت الكافي لقراءتها لذا بت أمسحها فورا قبل قراءتها فلا أظن إنها وسيلة فعالة للدعاية الإنتخابية حيث يمكن للمرشح كتابة مايشاء من برامج إنتخابية إضافة الى إن سيرة كل مرشح طويلة جدا تتخللها الكثير من الشهادات والمشاركات والإنجازات وعضويات الجمعيات والإتحادات الدوليةالخ، فمن يقول إن ذلك صحيح، ربما يلجأ بعض المرشحين الى النت لكون كل مايذكرونه ليس عليه حساب، وربما تكون الدعايات الإنتخابية المنتشرة في الشوارع أكثر صدقا كونها تشير الى شخصية المرشح وشهادته وصورته بشكل لا يمكن الكذب من خلاله. وعن ذلك قالالمرشح (ر. ف) ان من حق المرشح أن يلجأ لكل الأساليب للترويج لحملته الإنتخابية شرطأن تكون شريفة وغير مؤذية أو ماسة بحرية المواطن، وأنا بدوري لم أستخدم المسجات عبرالهاتف الخلوي لعلمي بأن أغلب الناس يحذفونها قبل قراءتها أو يتجاهلون قراءتها.