أرشيف - غير مصنف

الجدار العازل بين العراق وإيران .. الحل الأمثل .. لنجاح الحكومة العراقية القادمة ..

خالد القرة غولي  كاتب  وصحافي  عراقي ..

 

 

 

العالم العربي والدولي اليوم   مشغولا بموضوع مهم وهو الانتخابات النيابية العراقية  .. وقد جاء هذا الاهتمام الكبير بعد شهد ويشهد العالم اليوم بطاقات إنذار خطيرة تهدد بفنائه على أصعدة التدهور الأمني
وزيادة مساحات الأراضي ألمحتله من قبل القوات الأمريكية والإيرانية   في بقاع المعمورة .. وضرورة تقيم ما يعانيه المواطنين  من كوارث وتحديدا في مدن العراق سواء كانت في
 الوسط والجنوب   خلال السنوات السبع الماضية.. وللحديث هنا عن الانتخابات النيابية العراقية  ونتائجها  فإنه يجب ألا نعول عليها كثيرا في أنها ستقلب المعادلة السياسية في العراق بأسرها، ولكننا نتحدث عنها على أساس أنها خطوة عراقية إلى الأمام؛
لأن نتائج الانتخابات القادمة إن حدثت بها تغييرات عن الانتخابات التي جرت عام 2005 فإنها ستكون طفيفة للغاية.

 

ومن الأمور المهمة المؤثرة على نتائج الانتخابات القادمة، وكما حدث في السابق، تدخلات دول الجوار في الشأن الداخلي العراقي بالأخص الجانب الإيراني ؛ حيث إن لكل دولة منها حزمة من المصالح تتناقض مع الدول الأخرى، دولية وإقليمية في الشأن السياسي الداخلي العراقي ..

 

  وان هذه الدول تتقدم  باتجاه تغيير نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة من خلال تخصيص أموال ضخمة تصل إلى المليارات تحاول أن تتلاعب بمصير العراق وخياره الديمقراطي عبر المال السياسي الذي صرف على هذه الانتخابات من أجل تغيير النتائج المتوقعة وهذا ما لاحظه المواطن العراقي والعربي خلال مراحل الدعايات الانتخابية المثيرة للجدل لبعض الكيانات والكتل السياسية ولم يشهده العالم حتى في أمريكا   .

 

وأن هذه المحاولات تتمثل من خلال اعتماد إستراتيجية تهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف بينها تشتيت الوضع العام لمكون معين من خلال إيجاد قوائم متعددة وشخصيات كثيرة (ويقصد بهذا المكون الذي ينفع الجهة المانحة ، بالإضافة إلى تحييد البعض من أجل عدم الخروج للانتخابات.

 

على أن إستراتيجية الائتلاف لمواجهة مثل هذه المحاولات تتمثل بالسعي لتقويته وتوسيعه والانفتاح على مختلف القوى السياسية وإيجاد التقارب السياسي مع الكتل النيابية الأخرى بهدف تلبية طموح الشعب وتحقيق النجاح في الانتخابات التشريعية المقبلة.

 

ويبقى السؤال عن شكل الخريطة السياسية المستقبلية للعراق بعد تلك الانتخابات، ومن المتوقع ألا تحدث تغيرات كبيرة مؤثرة في شكل الخريطة؛ لتشكيل الحكومة المقبلة منفردا.

 

وخلاصة القول  أنه لا يمكن توقع حدوث تغير مؤثر في الخريطة السياسية العراقية رغم ما ذكرناه عن محاولات عراقية للخروج من أسر الطائفية السياسية والعشائرية والدينية ؛ ذلك لأن الخروج الكامل وبالتالي التغيير الحقيقي يحتاج إلى وقت ليس بالقصير.

 

 

 

وعند الحديث هنا  عن الديمقراطية في العراق بشكل واسع نقف عند محطة الانطباعات الغير دقيقة ونعتقد ونحن نخوض في هذا المدخل في انه يجب التفريق بين الديمقراطية في هذا البلد  والديمقراطية الغربية التي تمثل الجوانب الاجتماعية والسياسية في أن واحد.

 

أن الديمقراطية ليست بذرة موجودة في الثقافة الخاصة بأي شعب ولكنها نتاج تضافر  جهود متعددة داخلية وخارجية تدفع إلى أحداث تغير في النظام السياسي والاجتماعي القائم من خلال تحليل الواقع بمختلف جوانبه بموضوعية وواقعية .

 

كما آن تطبيق الديمقراطية بشكلها السليم وعلى قاعدة الحرية للجميع سوف تقلل فرص اللجوء إلى العنف كما يحدث في جميع بلدان العالم المتحضر  لتحقيق الأهداف السياسية .

 

أن حديقة الأمن اليوم  في العراق تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع علي الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية  الماضية ومن يعتدي علي الأمل يعتدي علي الحياة . ويشوه الإنسان ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ونقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد  وندمر ونهدم  باسم  الدين   ، فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل ومن يساعده  وتحمي موقفه.. في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية .  أن  المواطن في كافة مدن العراق يصرف ساعات طويلة من وقته في رحلة ذهابه وإيابه  إلى عمله محشوا بمناقشة من الأصلح في الفوز
في هذه الانتخابات ومن يمثله  خير تمثيل مع ذاك بان التنافس حاصل بسبب الانتخابات فبدأت الدعاية  الانتخابية  بالنمو والتزايد منها ما يكون ايجابيا ويسمى بالوعود ونتمنى أن ينفذ كل المرشحين في هذه الانتخابات وعودهم التي  قدموها للشعب حتى تبقى الثقة موجودة ومتواصلة  ومتواجدة بين جميع الأطراف وكان للدور الإعلامي كلمة الفصل في هذه الانتخابات حيث اتجهت عدد من الكيانات والأحزاب  إلى الوسائل
الإعلامية  الكبيرة  التي دخلت بقوة كبيرة وفاعلة في الساحة الداخلية والخارجية والإقليمية وهي صاحبة الحظ الأوفر لكسب المواطن العراقي البسيط وهذا ما لاحظناه  من خلال استطلاع أراء  الشارع  العراقي والمواطن  في حيره اليوم  وتمر علية  السنة السابعة من عمر الاحتلال البغيض وذهب فيها من ذهب وجاء الذي جاء وهذا العراق من شمالية إلي جنوبيه ومن شرقيه
إلي غربيه يشهد بأن أشياء مهمة لم تتحقق وأولها الأمن وثانيها أرزاق الشعب ومعيشته وما يتصل بذلك من خدمات أساسية كان بعضاً منها متوفرا حتى  في أصعب الظروف. والعراقيون خلال السبعة سنوات شيعوا مجلس حكم وثلاثة   حكومات سابقة إلى مثواها الأخير وقرأ قسم منهم سورة الفاتحة بينما صلي القسم الأخر عليها كل حسب اعتقاده ومازال بعضهم يعتقد بان المعجزات  والأعاجيب يمكن أن تحدث في أي زمان ومكان فقرروا أن ينتظروا نفخة بوق رهيبة في جسد وروح الوزارة الجديدة الرابعة
المقبلة  المصابة بمختلف الأمراض المزمنة لكي تتطهر في لحظة واحدة من جميع تلك الأمراض فتندفع بكل قوة إلي الساحة العراقية لتشارك في سباقات العدو الطويلة ! بين هذا وذاك يحك بعضهم رأسه مراراً محاولاً الوصول إلي اللغز. وعراقنا الجديد في وضعه الراهن يعاني من تحديات جديدة وكبيرة يجب أن ينهض بها من يجلس في موقع المسؤولية. وهكذا من حظ هذه التحديات والمهمات أن تلبس الحكومة العراقية  الجديدة ثوبها الجديد آذ لم يكن للعراقيين أن يكتشفوا أن هذا الثوب يمكن أن يكون ضيقا جداً علي من يرتدية ولا يمكن
أن يكسوه ولذلك أصبح المواطن العراقي يعطي شهادة النجاح آو الرسوب لأية حكومة آو مسئول في هذه المرحلة استناداً إلي حقيقتين أساسيتين هما الوضع الأمني ومستوي الخدمات وتوفير فرص العمل للملايين من جيش العاطلين لأنهما يعبثان في المواطن نفسه الأمل في مستقبل أفضل. أن هاتين الحقيقتين مثلهما مثل موضوعي القراءة والحساب لتلميذ الصف الأول الابتدائي أذا تمكن منهما ضمن نجاحه وانتقاله إلي الصف الذي يليه في حين تبقي الدروس  الأخرى  علي أهميتها تحتل المرتبة الثانية. والإنسان العراقي يصاب اليوم
بالحيرة وهو يري سياسيين امضوا جل حياتهم في معترك العمل السياسي يوافقون علي أن يلعبوا لعبة البوكر السياسية فيضعون جميع أوراقهم مستندين إلى عامل الحظ أن يحقق لهم الضربة ألكبري كما حدث لسياسيي المرحلة الماضية في حين وافقوا علي دخول كتل وأحزاب وائتلافات  جديدة  ونظر بعضهم الأخر بان هذا الفلم الوثائقي قد يكون الطريق إلي فيلم روائي طويل في وقت يعرف فيه بعضهم الأخر كل من يدرك ألف باء السياسة أن شاشة العراق السياسية بوضعها الحالي ستستمر في عرض سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية القصيرة
قبل أن تتحول إلي مرحلة الأفلام الروائية الطويلة وهكذا حالنا نحن العراقيين الأصليين   نطمح  من حكومتنا القادمة بناء جدار عازل على امتداد الحدود الشرقية العراقية الإيرانية لحل مشكلة الشرق الأوسط والعراق معا ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى