رسالة للعزيز ناتنياهو
علي عمر التكبالي
عزّي ناتانياهو
سرقت بضع لحظات من "فلاشات" المصورين، وعدوت فوق عقارب الوقت الضائع كي ألتقي بك خلسة وأهمس في أذنك بأنني لا زلت أحبك.. لقد زاد إعجابي بك كثيرا وأنت تراوغ كالساحر الماهر الذي يستنبط الألعاب السحرية فيعمي المتفرجين وينتزع تصفيقهم الحار.
لا أعرف يا عزّي لماذا أجد نفسي مندفعة إليك.. ففي كل مرة أحاول فيها فضحك أجد نفسي أصمت غصبا عني، وكلما هممت أن أصفعك على قفاك كالطفل المدلل ألقاني أقبلك بنهم ولذة.
ورغم أنني أحمل في ذاتي كل أسباب القوة التي تمكنني من أن أمرّغ أنفك العبري في التراب إلا أنني أبقى عاجزة حتى عن النظر اليك.. شيء ما يخيفيني من أن أعبّر لك عن غضبي منك، أو حتى من أن ألوّح لك بأشارة تنمّ عن قلقي مما تفعله من نزق وطيش.
وقد ناقشت هذا الأمر مع شقيقاتي فوجدت أن جميعن يشاركنني نفس الشعور.. حتى أمنا الروحية أمّنت على كلامنا ونصحتنا بأن نرضيك.
شيء ما فيكم يرهبنا.. أهي العيون التي تدس بئرا من الظلام، أم الأنف الذي ينعكف كالخنجر الهندي.. أم هو اللسان الملتوي الذي ورثه وكيلكم "مردوخ" عن جدكم "هرتزل".. أنا شخصيا لا أعرف، ولا اريد أن أعرف.. فقط أريد أن أنقل لك تحياتي وأشواقي بعجالة قبل أن تفتقدني أعين الكاميرات ـ والتي أعلم أنكم تستطيعون توجيهها إلى الشرق كيفما شئتم ـ وأطلب منك أن تختفي لبضعة ايام في مكانك المعهود، وسوف أوافيك بالخبر السعيد.
أبشر منذ الآن فالعرب نيام والثمار ناضجة، وقد أوعزنا لحبيبنا في الأنحاء بأن يعطي ناطور البستان إجازة طويلة.. ورغم أنني أعرف بأنك لا تفتأ تراقب الأمور إلا أنني سوف أعطيك إشارة البدء لمداهمة المكان، وسوف تلقاني في منعطف الطريق أنتظر بصبر كي أقودك عبر الأشواك.
آه.. لا تكترث لما يحدث في تلك البلاد العربية، فكل العرب لا يقرأون، وإذا ما قرأوا فأنهم يقرأون بالمقلوب، ويحبون الكلام من أسفل إلى أعلى.. وكما نجحنا في تحويل جريمة القتل إلى قضية جواز سفر سوف ننجح في جعل العرب ينسون الأمر كما نسوه آلاف المرات.
تذكر أنني أحبك كثيرا لذا علي أن أتركك فأختي من أبي ذات الملامح اللاتينية "باريزة" تحس دائما بالغيرة حين أوافيك ولا تفتأ تذكرني بتعاليم التلمود وحقها في المشاركة بحبك.
العزيزة "لندورة" بنت الحاج جون سميث
ملحوظة: أمنا الروحية موافقة على هذا اللقاء ولن يضيرها الأستفراد بك قليلا.