في ذات صباح….
مها أبو الجود
في ذات صباح
غابت شمسه عن الضياء
خرجت إحدى الغيمات
في رحلة ملائكية
إلى إحدى الضيعات
تزور أهلها
و تتفقد أحوالها
هناك…. طفلة صغيرة
تلعب في البستان
و في يدها…قطعة شوكولا
سلمت عليها…… تناديها
و برفق
نثرت بضع قطرات ماء
على وجهها….
أخذت تتدحرج على خدها
واحدة تلو الأخرى
كيد الأم الحنون
بكل حنان تمررها
على خدي صغيرها
الطفلة ضحكت……. ببرائتها
و نظرت لتلك الغيمة
مدت إليها يدها
كأنما تناديها….لتلعب معها
و الغيمة تداعبها
سقطت قطرة ماء أخرى
علقت بين رموشها
و هي لا تغمض عينيها
إنها بحب .. تقبلها
ثم على خدها….مرة أخرى
تقبلها …….
تقول لها إنها تحبها
و الطفلة تضحك ……..ببرائتها
كأن الغيمة تدغدغها
بدأت تقفز تلك الطفلة
بفستانها الأبيض
كالسيندريلا
و بكل رقة من الغيمة
حملتها…
و بين ذراعيها …احتضنتها
طارت بها …….
بين الزهور تارة
و تارة أخرى تسابق العصافير
و بقطع صغيرة …..من الشوكولا
تطعم العصافير ….. و تشاركها
و الطفلة تضحك ببرائتها
و الغيمة تطير بها
نحو الشمس….لتدفئها
و برفق
مدت إليها الشمس يدها
و ألبستها شالا ذهبيا
من أشعتها
و بكل حب و سعادة
لوحت الطفلة بيدها
لتودع الغيمة….صديقتها
و غمرتها…
و تزحلقت على قوس قزح
بكل فرح
و عادت السيندريلا
إلى بستان الزهور
تنظر إلى السماء… بعينيها الجميلتين
ترقب صديقتها الغيمة
مع صديقاتها
و هن عائدات إلى بيوتهن
و أخذت طريق العودة إلى بيتها
مثلهن
و بدأت تتنقل فوق حبيبات المطر
كفراشة تتراقص على وريقات الشجر
تتنسم عبير الزهر
إنتهت…….
وإلى لقاء يتجدد مع….مها أبو الجود
* شاعرة مصرية
مارس/ آذار 2010