رد إسرائيلي لم يتأخر
بقلم: زياد ابوشاويش
كما كان متوقعاً أقدمت إسرائيل على ارتكاب جريمة جديدة في باحات المسجد الأقصى في رد سريع على قرار لجنة المتابعة العربية بالموافقة على عودة المفوضات بينها وبين الفلسطينيين.
حكومة المتطرف الصهيوني بنيامين نتنياهو لا ترى في القرار العربي سوى خطوة تمليها موازين القوى وقدرتها على فرض الأمر الواقع، ولكي يفهم العرب أن ما قدموه لن يثنيها عن سياساتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني ولا عن رؤيتها لأسلوب الحل الذي تقبله.
في دلالات ما جرى أمس الجمعة داخل الحرم القدسي الشريف والاقتحام والقتل المتعمد سواء في القدس أو الخليل أو غيرها من قرى ومدن الضفة يكمن أهم الدروس التي رغب الإسرائيليون في تلقينها للفلسطينيين والعرب والذي يقول أن التوقف عن المفاوضات معهم مهما طال أو ترافق مع تصريحات عنترية لن يدفعهم لتقديم أية تنازلات في قضايا يعتبرونها جوهرية وحاسمة كالقدس والاستيطان، وأن الأجدى لهؤلاء أن يتابعوا تقديم التنازلات حتى النهاية أو البقاء في "تراك" المراثون التفاوضي إلى ما لا نهاية.
المناشدات التي أرسلت للحكومة الإسرائيلية بوقف الهجوم على المسجد الأقصى والاستجابة الإسرائيلية لها يفضح قسماً من لعبة الخداع والتضليل التي تمارسها إسرائيل وحلفاؤها الغربيين ومعهم بعض الأعراب، هذه اللعبة التي تزج فيها حكومة العدو بالجميع في زاوية حرجة ومقلقة إثر أي مرونة يبديها الفلسطينيون والعرب ثم تقوم بالإفراج عنهم تظهرها وكأنها قدمت تنازلاً مهماً مقابل ذلك، ثم تطلب مزيد من المرونة والتنازلات.
القبول العربي بهذا المنطق وهذا الأسلوب وخاصة من السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس لن يخدم قضية السلام ولن يقدم للقضية الفلسطينية أي خدمة.