حماس تعبر جسر الروبيكون !!
أ / محمد خليل مصلح
قد قيل انه ؛ عندما تكون العلاقات متوترة ويسود الواقع حالة من الانقسام والخلاف يكون من الصعب إدارة حوار أو نقاش استراتيجي وطني ، الحالة الفلسطينية تعاني من اختلال الموازين ؛ سبب خلل في التفكير السليم دفع البعض إلى الهروب إلى الأمام خوفا من المواجهة او الانتقال ضفة المواجهة ، لقد تم القاء العبء كله على حماس والمقاومة الموقف جد خطير يتطلب قرارات مصيرية وصعبة ما هو المطلوب إذن ؟ المواجهة مع النظام العربي الذي منح عباس مشروعية إعادة المفاوضات سلاح عباس الجديد في مواجهة حماس والمقاومة بشكل عام، يدرك السيد أبو مازن أن حماس لن تقامر ولن تدخل في هذه اللعبة.
كان الأولى بالجامعة العربية والسيد أبو مازن أن لا يقررا العودة إلى المفاوضات الغير مباشرة أو المباشرة إلا بعد إسقاط الفيتو الصهيو – امريكي على إنهاء الانقسام والخلاف الفلسطينية لخلق بيئة إستراتيجية تشكل مرجعية وطنية لإدارة الصراع مع الدولة العبرية أو المفاوضات ؛ على قاعدة نصف العمى ولا العمى كله .
الرضوخ واضح للضغوط الأمريكية ما يعني الوقوع في فخ التكتيك الإسرائيلي؛ تكتيك تبريد الجبهات الساخنة يتبعه حالة من التسخين على جبهات أخرى وكأننا نخضع لعملية الطرق للحديد بعد التسخين والذي يتبعه تطويع للحديد لإعادة تشكيله حسب الحاجة والغرض من ذلك ، ما يجري الآن في الساحة وعلى هذا الصعيد بعد قرار العودة اللامتوازن مع نظرية الطرق والإرهاب السياسي – للضغط على الأطراف وللاستفادة من حالة التراجع في الموقف الأمريكي وعدم منح الضمانات للطرف الفلسطيني الذي يوظفه نتنياهو لابتزاز الموقف الفلسطيني المنقسم وتحقيق انتصارات داخلية موهومة لكسب الرأي العام و الالتفاف على الثمن السياسي الذي يحاول أن يوهم الأطراف الدولية التي تسببت بها استخدام الوثائق الرسمية لتلك الدول في أعمال إرهابية من قتل وتصفيات – يخضع لذلك التكتيك ، نتنياهو يتلقى كل الدعم والنصح من الإدارة الأمريكية وجماعة الضغط المساندة للدولة العبرية ؛ القفز عن كل ما سبق وأنجز بحسب تعريف جماعة المفاوضات الولايات المتحدة أحجمت عن طرح خطتها أمام ضغط اللوبي الصهيوني لتتيح الفرصة لمقترحات نتنياهو وخطته السلام الاقتصادي والاستفادة من تسويق السيد فياض لتلك الخطة والمشاركة في هذه اللعبة .
كل الأطراف عندها الاستعداد للتجاوب والسير ضمن هذه الخطة حتى الجانب العربي لكن العقبة حركة حماس والمقاومة ؛ لذلك حماس أمام حالة تاريخية الانتقال من الضفة إلى الأخرى ؛ وهل حماس لا تملك إلا خيار العبور لجسر الروبيكون الذي اضطر له يوليوس قيصر الجنرال الروماني ؛ عبوره لحسم الموقف لصالحه ؛ مغامرة كبيرة يستحيل فيها التراجع إلى نقطة البداية .
موازنة دقيقة لاتخاذ قرارات مصيرية المواجهة للموقف أو التعايش معه أو الهروب إلى الأمام تقديرات وخيارات مطروحة أمام المقاومة لكن حذار من الانتحار السياسي وفي نفس الوقت يجب ألا تجتر حماس الأشياء نفسها وفي أثناء ذلك يمكن للأحداث أن تتغير عشرات المرات ، وحذار من الوقوع في مراسم ابتلاع الأفعى .