ملف حقوق الإنسان والملف النووي في إيران.. بقلم: صباح الموسوي
فيما توشك السنة الإيرانية الجارية ‘التي وصفت بأنها من أسوء السنوات التي مرت على الشعوب والقوميات الإيرانية تحت حكم الملالي ‘ على الانتهاء حيث لم يبقى منهم سوى اقل من أسبوعين‘ إلا ان سياسة القمع والإذلال التي تستهدف أبناء هذا البلد ماتزال جارية على ذات الوتيرة التي ابتدأ بها الملالي نهجهم القمعي الرافض لكل كلمة اعتراض تقال ضد أسلوب حكمهم الفاشي وممارساتهم التعسفية ‘ من دون نهاية أو توقف. و رغم ما شهدته إيران في هذه السنة الشمسية من انتهاكات كبيرة ومتعددة لحقوق الإنسان ‘ و إرهاصات وحوادث سياسية بالغة الأهمية ‘ إلا ان موضوع الملف النووي الإيراني بقي هو الطاغي على السطح وقد اخذ حيزا كبيرا جدا من الاهتمام العالمي على حساب قضايا انتهاك حقوق الإنسان والقمع السياسي الآخذ بازدياد مضطرد في إيران عام بعد عام . فلو عددنا الاجتماعات التي عقدتها الدول الكبرى خاصة والدول الغربية عامة لمناقشة موضوع الملف النووي الإيراني وما صدر عن هذه الدول من بيانات وتصريحات و ما جرى اتخذه من قرارات في هذا الشأن قياسا بما صدر من هذه الدول حيال قضايا حقوق الإنسان في إيران لوجدنا ان الموضوع الأخير لم يأخذ من اهتمامات هذه الدول شيء يذكر رغم ان هذا الموضوع كان على رأس اهتمامات الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية أيام نظام الشاه محمد رضا بهلوي ‘ و التي على أساسه ساندت الخميني والمعارضة الإيرانية آنذاك للإطاحة بالشاه . أما اليوم ورغم كل ما تشهده إيران من انتهاكات لحقوق الإنسان إلا ان أمريكا والدول الغربية تحاول تقديم الموضوع المؤجل (موضوع الملف النووي) على القضايا المعجّلة ( قضايا حقوق الإنسان ) ‘ ونحن هنا طبعا لا نقلل من خطورة الملف النووي الإيراني ولكن كان من الاجدر بهذه الدول ان لا تتعامل مع قضايا الانتهاكات الإنسانية التي تشهدها إيران وكأنها موضوعا ثانويا ‘فقد تسبب إهمال هذا الملف في تمادي نظام الملالي في ممارسة المزيد القمع و الانتهاكات بحق الشعوب الإيرانية ‘ فهذه الانتهاكات التي تم رصدها وتسجيلها رسميا من قبل منظمة الأمم المتحدة والكثير من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان قد أكدت الوقائع انها اخطر بكثير من موضوع الملف النووي حيث أصبح هذا الملف وسيلة بيد نظام الملالي للتشويش على أذهان الرأي العام الداخلي والخارجي وحرف أنظار العالم عن المشكلة الحقيقية في إيران والمتمثلة في أسلوب الحكم الديكتاتوري و انتهاكات حقوق الإنسان .