جدار الصمت
علي عمر التكبالي
لو عدت لرأيت۫
ما أحدثته الردّة، وما إستحدثه الكبار
الكلّ يمسكون
بذيل الساعة تتك۫
تكّة فتكّه
من اليمن لليسار،
والرزنامة المعلقه
على ضفاف النيل
تسّاقط أوراقها العجفاء
كي تمتطي التيار
من الشمال للجنوب،
والسيارة التي يقودها الأسطى حسن،
والباصات والترام والقطار
كلها تحاذي جانب الطريق
كي لا تسقط في الغار.
البارحه
سمعت الظلمة في صمتها تسيل
دمعة فدمعه
على الجدران في عابدين،
والقلعة الصماء،
والأزهر الشريف،
وقصر الخازندار.
حتى في وكالة البلح
والأزقة التي تلتفّ حتى تفسحَ الطريق
لم أسمع۫ غير الظلمة تصيح
وتصبغ الغبار
بلونها المقيت.
صدى أئمةِ الظلام
في جوف "الميكروفونَ" يهمسون
عن مصائد للشمس،
وأخرى تمسك الأحلام،
وضحكة الصغار!.
إشتقت لزيارة القبر
أمسكت بابك الحديد
رأيت إسمك المنحوت في الضلوع
مغطىً بالندى والقار.
سألت السنديانة العجوز،
تعرّت في أناة
أرتني الخارطه:
"من هذا الشرخ جاءنا التتار،
ومن هنا، في عتمة الضياء،
فاجأت۫ رياح الغدر "الأحمر الصغير"
فامّحت ثمانمائة سنه
من عمره القصير.
وتلك النذبة التي لم تمّحي:
مد۫ية القبيلة والثار،
وخطوة البسوس فوق قبر الدار.
أما ذاك الجرح الأخضرعلى ضفاف الخاصره
فإسمه "جدار العار."
إلتحفت۫ رداءها القصير
ووشوشت۫ في وجه الريح:
"صمتكم جدار!."
"صمتكم جدار!."
علي عمر التكبالي
بروناي 20/ 2/ 2010