كشفت مصادر سياسية عراقية أن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، المنتهية ولايته، نجا من محاولة اغتيال بعدما تعرض لإطلاق نيران أسفر عن إصابته في ساقه بعيار ناري.
وكانت مكتب المالكي أصدر أول من أمس بيانا مقتضبا قال فيه إن رئيس الحكومة أجرى عملية جراحية ناجحة بإشراف كادر طبي محلي في مستشفى مدينة الطب العراقية التي غالبا ما تستقبل الفقراء من الناس، ووهو ما أثار جدلا كبيرا خاصة أن البيان لم يحدد نوعية العملية وأسبابها وسبب إجرائها في مستشفى مدينة الطب.
ويحرص المسؤولون في الحكومة العراقية على إجراء العمليات الجراحية في مستشفى ابن سينا داخل المنطقة الخضراء والذي يدار من قبل الجانب الأمريكي ويمتلك معدات متطورة غير متوفرة في مستشفيات بغداد.
وأوضح مصدر مقرب من المالكي لجريدة "الوطن" السعودية أن المالكي "تعرض أول من أمس إلى محاولة اغتيال أسفرت عن إصابته في ساقه بطلق ناري وأن عملية جراحية أجريت له في مدينة الطب ببغداد" ولم يكشف المصدر أية تفاصيل في ما يخص المنفذ وآليات تنفيذ المحاولة أو الجهة التي تقف خلفها، إلا أنه أكد أن المالكي بصحة جيدة ولا يعاني من أية مضاعفات جانبية.
وذكر بيان لمكتب نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي أن الأخير اتصل بالمالكي للاطمئنان على صحته بعد العملية التي وصفها البيان بـ"الصغرى" دون الإشارة إلى نوع العملية وسببها.
إلى ذلك، تتوالى الاتهامات بارتكاب مخالفات و"تزوير مفضوح" مع استمرار عمليات فرز الأصوات في الانتخابات العراقية أمس في ظل تنافس محموم بين قائمتي رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي.
وقالت مرشحة عن قائمة "العراقية" بزعامة علاوي إن هناك "عمليات تزوير مفضوح" في الانتخابات التي بدأت نتائجها الجزئية بالظهور تباعا. وأضافت انتصار علاوي أن "هناك تزويرا واضحا ومفضوحا لأن المركز الانتخابي في الإسكان غرب بغداد توجد فيه صناديق اقتراع مؤيدة للعراقية من منطقة المحمودية عليها شريط أحمر".
وتابعت أن "المفوضية أمرت بعدم نقلها لأن هناك تحقيقا حولها". وأشارت إلى "أشخاص يتلاعبون ويغيرون بالأرقام، يضيفون الأصفار إلى الأرقام الخاصة بقائمة ائتلاف دولة القانون" بزعامة المالكي. كما أكدت "وجود رزم انتخابية مرمية بالقمامة وهي صناديق اقتراع تابعة لمنطقة كركوك، كلها مؤيدة للعراقية". وقالت "في البدء حاربوهم بالقنابل لكن الناخبين توجهوا إلى مراكز الاقتراع ولم يجدوا أسماءهم في القوائم والآن يغيرون النتائج".
ومن جهته قال عضو المفوضية العليا للانتخابات إياد الكناني إن "هذا يؤيد قيامنا باتخاذ التحوطات لدى تلقي أي شكوى". وأضاف "تبقى الأمور مجرد اتهامات حتى نتحقق من الأمر وإذا ثبتت الشكوى يتم إلغاء الصندوق وبعكسه يتم احتساب الأصوات".
وفي المقابل قال دبلوماسي غربي إن "النظام الانتخابي النسبي المعقد يفسر الاتهامات التي يوجهها البعض". وأضاف "نعبر عن ارتياحنا نسبيا حتى الآن نظرا لوجود شكاوى أقل من انتخابات العام 2005". وأظهرت النتائج الجزئية تقدم المالكي وعلاوي والتحالف الكردستاني كل في معقله في الجنوب والوسط والشمال على التوالي.
من جهته, قال النائب حسن السنيد المرشح عن "دولة القانون" ان "كلمة تزوير صعبة لكننا نشير الى ان بعض الكتل ارتكبت مخالفات اثناء الدعاية الانتخابية حيث انها لم تكن دقيقة في الدعاية الانتخابية الخاصة بها", مشيرا إلى أنه "حتى الآن لم يتم اتهام اي مركز انتخابي بتزوير الاوراق او ابدالها او ارغام الناخب على التصويت لجهة معينة, هذا كله عبارة عن ادعاءات اعلامية, ونتائج الانتخابات حقيقية تعكس رأي الشارع".
وأضاف "حصلنا على مئة الى 104 مقاعد حتى الآن وفق حساباتنا وهذا غير رسمي".
ووسط الجدل الدائر بشأن التزوير, دعت المرجعية الشيعية العليا إلى الانتهاء من عمليات الفرز وإخراج النتائج النهائية بمهنية عالية بعيدة عن الشبهات.
وقال ممثل السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي أمام آلاف المصلين خلال خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في كربلاء " نأمل من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن تجري عملية العد والفرز بمهنية عالية بعيدة عن الشبهات والشكوك", مضيفاً ان أي تأخير في إظهار النتائج سيؤدي إلى تأخير وإرباك بدء عمل البرلمان المقبل.